رسائل طائرة 27-09-2025

رسائل طائرة 27-09-2025

زهير سالم*
صباحنا رضا...وأجمل الرضا مقام: رضي الله عنهم ورضوا عنه..
ومن أجمل ما أبدع الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في شعره قوله:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة .. ولكن عين السخط تبدي المساويا..
وأما قوله: وعين الرضا عن كل عيب كليلة ..فهو الحق الذي لا مرية فيه. وأما قوله ولكن عين السخط تبدي المساويا: فذاك الذي لا يماري فيه إلا ساخط أو متسخط..
والناقد المنصف العدل هو الذي يقال فيه: إن الناقد بصير. يقولون "أصاب المحزّ وطبق المقصل" ويظل أصحاب الأهواء في ريبهم يترددون...
وكان أبو العلاء المعري شديد العصبية لأبي الطيب المتنبي، فسمى شرحه لديوانه "معجز أحمد" ولا أدري هل أراد نسبة الإعجاز للديوان أو للشرح .. وللناس فيما يعشقون مذاهب....
=====================
من أقوال سلفنا في كتبهم: "من صنف استهدف"
ومعنى استَهدف: جعل نفسه أو ما كتبه هدفا لطعن الطاعنين، ونقد الناقدين، واستدراك المستدركين، وتأويل المتأولين...
سيدنا الإمام مالك رحمه الله تعالى إمام دار الهجرة قالها مدوية: ما منا إلا من رد أو رُد عليه، إلا صاحب هذا القبر..وأشار بيده إلى قبر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
وهو كما غيره من العلماء كانت لهم معاركهم. معارك طاحنة بين أهل العلم والفضل أنفسهم. والمعركة بين الإمام مالك وبين أبن أبي ذئب، أشهر من أن تستر. يقول الثاني وقد بلغه قول عن الإمام مالك: يُستتاب مالك. وكأنه رماه بما تعلمون، والعياذ بالله...
فلا معنى لهذه الهلعة المصطنعة تعظيما لأمر أشخاص، وتحاملا على غيرهم. فكل من لم يكن معصوما رُد عليه. الذي نتواصى به دائما، حفظ الأدب والوقار في الرد. والتثبت من قول القائل، ووضع الكلام في سياقه وفي إطاره. وجعل الانتصار للحق وللعلم هو الغاية...
مثلا ماذا يعني أن يخطئ رجل مثلي، لا في نفير أهل العلم ولا في عيرهم..ولكن قبلا قد قيل: زلة العالِم زلة العالَم.
مع تشديدي على ضرورة التحلي بأدب الخلاف، وقواعد الاختلاف... أستنكر هذه الفزعة والتهويل من آحادهم: أيرد على فلان!! لا أدري متى تحولت العصمة إلى أحدهم...
وقد يجد من استهدفته السهام أن سهام مخالفيه كلها كيدية أو كليلة فيمضي كأنه لا يبالي...
ثمة أمر آخر يجدر التنبيه عليه، الترادد بين أبناء الجيل مقبول غير منكر، ولكن من قلة الأدب السابغة أن يدعي أحدنا على أئمة الإسلام العظام، ويجعل نفسه لأحدهم ندا. ويردد قول أهل الفصعة والقصعة: هم رجال ونحن رجال.!!
=====================
في قوله تعالى: (ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ)
دليل على أن خلقنا في زمان ومكان محددين هو قدرنا الأمثل، الذي اختارنا الله له، أو اختاره لنا..
الشاعر الفرنسي بول إيلوار الرومانسي والسريالي والثائر، في إحدى قصائده يتسخط من الحياة، ومن أبناء جيله، فيتساءل متسخطا من الناس: هل جئت مبكرا؟؟ هل جئت متأخرا؟؟ يعبر بهذا التساؤل عن شعور بالغربة الزمانية عميق. الشعور بالغربة الزمانية، أشد ألما من الشعور بالغربة المكانية..
الوردي يقول: فاغترب تلق عن الأهل بدل..
أبو تمام يقول:
وطول مقام المرء في الحي مخلق
لديباجتيه فاغترب تتجدد
غريب المكان لو رأى مثل الأهل أغنوه..
كثير ما نعاشر من يتسخط زمانه، ويتمنى لو أنه عاش في غيره، وأدرك المشاهد، ورأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
مما قرأت في كتب السير أن واحدا ممن عاش في جيل التابعين، رأى أحد الصحابة رضي الله عنهم، فسأله: أأدركتم رسول الله ؟؟ أعشتم معه؟؟ يقول الأخير للأول: لو أدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما تركناه يمشي على الأرض!! يرد عليه الصحابي رضي الله عنه: يالكع ما أدراك أن كنتَ من المنافقين!!
أحمد الله تعالى أن خلقنا في الجيل الذي خلقنا فيه. وأنه أكرمنا بصحبة كثير من الأخيار، على مثلهم ما زلت أبكي وأُبكي البواكيا.. والحمد لله الذي ابتلانا على مدى ستين سنة بالتصدي لحزب البعث، ولحافظ ولبشار الأسد وللعدو الصهيوني، ولطبقات من الناس ممن لا خلاق لهم..
شوقنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم نعبر عنه باستنجازنا الوعد الذي ضربه لنا: اللهم على الحوض غرا محجلين..
لا تعتدوا في الدعاء، ولا تطنوا ما لا يكون أن يكون!!
وصلاتنا وسلامنا على نبينا واختم لنا يا مولانا بخير ما ختمت لعبادك الصالحين..
=====================
‏السادة في الرئاسات اللبنانية الثلاث…
‏إن سكوتكم حتى الآن على عملية إضاءة صخرة الروشة، بصورة قاتل السوريين والمعتدي على حرماتهم، ومدمر ديارهم..
‏فيه استفزاز لمشاعر ملايين السوريين، الذين لم يخطر ببالهم للحظة فتح صفحة جديدة مع هؤلاء القتلة المجرمين..
‏فتح صفحة جديدة مع لبنان الرسمي، الذي زعم أنه ينأى بنفسه عن لجم الجريمة، والأخذ على يد المجرمين؛ نعم. ونقولها على مضض، أما فتح صفحة جديدة مع الذين سفكوا الدماء وولغوا في الأعراض، فذلك أمر لا يملكه غير أولياء الدم أحد..
‏سكّنوا المواجع ولا تستثيروها…
=====================
قيل لسيدنا معاوية رضي الله عنه وقد أسن، ما بقي من لذتك؟؟
قال مجالسة أقوام ينتقون أطايب الحديث كما تنتقون أطايب الثمر.
والله إننا في عصر السخف والتفاهة والرداءة، إلى تلك المجالس أحوج..
ولو علم المستكثرون من أصحاب الديوانيات الواتسية، انعكاس هرج فلان وفلان في ديوانياتهم ما استصحبوهم..
إنما الحكمة كلمة محكمة تأتينا من حكيم.
=====================
(يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ)
أصل الآية نزلت في بعض يهود المدينة…
ولكنها ليست وقفا عليهم.
كم رأينا من مدع يفعل فعلهم، وينحو نحوهم، وينهج نهجهم؛ ويقول: إن أردت إلا الإصلاح..
وأحذر أن أكون أنا، واحذر أن تكون أنت..
وزن بحكم الشرع كل خاطر
فإن يكن مأموره فبادر
وإن يكن محظوره فحاذر
ونشكو إلى المولى حالنا…
ما أجمل المحنة تجمعنا، وأقبح المنحة تشتتنا!!
الورثة الذين لا يترك مورثهم مالا ولا كراعا.، يحدب بعضهم على بعض، فإذا أطلّت القسمة برأسها: حار الأخ كيف يمكر بأخيه، وحار الأخوان كيف يمكران بأخواتهم، بل بأمهم…
يقولان للأم: يا أم أنتِ مكفية، ومكانك على رؤوسنا وقلوبنا. ويهمس إليها كل واحد: قد علمت حاجتي.. قد علمت سابقتي وبري.. فآثرني
ولا لعا لبني زكوان إذا عثروا
=====================
في صفة مجلس سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فعن خارجة بن زيد رضي الله تعالى عنه قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أوقر النّاس في مجلسه؛ لا يكاد يخرج شيئا من أطرافه.
وكان مجلسه صلّى الله عليه وسلّم مجلس حلم وحياء، وأمانة وصيانة، وصبر وسكينة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم، يتعاطفون فيه بالتّقوى، ويتواضعون، ويوقّر الكبار، ويرحم الصّغار، ويؤثرون المحتاج، ويحفظون الغريب، ويخرجون أدلّة على الخير.
قوله: (لا تؤبن فيه الحرم)
كتب زهير
أي: لا يذكر فيه أحد بسوء.
ولا تلاك فيه الأعراض، ولا يجرؤ أحد فيه على غيبة ولا نميمة. ووقاية الحضور من أعراض الرجال كبيرة، فكيف من أعراض النساء. كان معلمهم يعلمهم: لا يحدثني أحد عن أصحابي بشيء، يقصد بشيء يكره، فإني أحب أن أخرج إلى أصحابي سليم دواعي الصدر…
اجعلوها دستورا لمجموعاتكم تفلحوا..إن شاء الله…
=====================
‏يا طيب القلب يا قلبي...
‏وأقرأ لبعضهم يدافع عن أكل لحم الخنزير الميت!!
‏وأصمت... لا عيا ولا عجزا...
=====================
في الحملات الدعائية..
كنا نقول هكذا
كب نصف الكلام في البحر..
أعط نصف النصف لصغيرك لكي يعبث به..
احذف من الربع الباقي 24 لأنها عند الحلبيين رمز التمام..
تأمل ما تبقى على القاعدة التي علمتها القبٌرة للصياد: لا تصدق ما لا يكون أن يكون…
لست مع أحد.. لست ضد أحد..
لنا عادية حلبية أننا نبربر: هبسي .. هبسي.
الذي فهم عني يفهمني!!
____________
*مدير مركز الشرق العربي