الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 25/8/2019

رسائل طائرة 25/8/2019

25.08.2019
زهير سالم




مغمغة مقهور ..
المضطرون لإظهار التصديق
أعتقد أن شريحة المضطرين لإظهار التصديق بين السوريين تتسع . وتمتد في الداخل والخارج . فما عاد من في الخارج أمثل حالا ممن في الداخل .
المهم أن لا يتحول الإغضاء إلى إطراء . فحسب المكره مغمغة تنفث عنه ولا تدينه . عندما كنّا في سورية على مدى عشرين عاما من حكم البعث كنّا نتفهم مغمغات مشايخنا وأساتذتنا في المدارس . وأرانا اليوم نمغمغ ونحن في مهاجرنا كما كانوا يمغمغون.
كتبت بالأمس مقالا جميلا مفصلا حول وصية المسيح عليه السلام " من ضربك على خدك فأعطه الآخر ". وبينت فيه أنني كنت أظن أن التمسك بهذه الوصية على المستوى الدولي هو من نصيب بشار الأسد وقاسم سليماني عندما تصفعهم دولة العدوان الصهيوني  .. ثم تبين لي أن الوصية أكثر سيرورة وأحب إلى خدود الملطومين . أنهيت المقال  ثم أخذتني الرغبة في المغمغة فمغمغت ....
ومن ذَا يا عز لا يمغمغ ..
كانت كلمة تروج في مجتمعنا العامي في حلب " ما حدا أحسن من حدا " تذكرت هذا وأنا احدهم يداعب ذيل جدي دائما. مشمور .اعتقدت دائما أن اللقاء برأس الشر أهون من اللقاء بذيله .
سبحان الله وكنت قد كتبت مقالا  آخر في فيزيولوجيا الخلق . وان الخالق الحكيم دائما خلق الذيل ليستر به موضع العورة .
واستنبطت أمرين ..
مكانة الذيل ودوره في عالم الخلق وفِي عالم الاجتماع ..
وأن ستر العورة مقصد في مقاصد الخلق . وكلما كان الذيل أطول وأسبغ كان الحيوان أجمل . والناس تتشاءم من مثل المعزى في الخلق لأن ذيلها شائل عن عورتها . والعرب تقول ناقة شائل ونوق شوائل . ويزعمون أن الناقة إذا كانت في مرحلة الإخصاب ترفع ذيلها تتعرض للجمل . هو نوع من التحرش الجنسي الصامت الذي لم يجرمه القانون المدني حتى اليوم .
وأقول مغمغا لكل الذين ما زالوا يستفزوننا اتقوا الله فينا فالقلوب الجريحة الكسيرة والأنوف الراغمة يكفيها الذي فيها ..
مغمغمة مقهور
٢٣ ذو الحجة ١٤٤٠
٢٤/٨/٢٠١٩
ـــــــــــ
*مدير مركز الشرق العربي