رسائل طائرة 23-09-2025

رسائل طائرة 23-09-2025

زهير سالم*
وقت السحر في لندن.. الساعة تقترب من الثالثة فجرا…
قرأت في الاخبار أن عدد التلاميذ والطلاب في سورية لهذا العام أربعة ملايين تلميذ وطالب..
ربما هذا لا يشمل المهجرين من السوريين حول العالم…
أتذكر عندما التحقت تلميذا في الصف الأول سنة 1955 كانوا يعلموننا أن عدد سكان سورية ثلاثة ملايين ونصف ونفخر..
وصلنا إلى المرحلة الإعدادية وفي حلب ثلاث إعداديات كبراهن إعدادية "أبي العلاء المعري" 1961..وصلنا إلى المرحلة الثانوية سنة 1964
وفي حلب ثلاث ثانويات المأمون وهنانو والكواكبي..
نسبة خمسة وعشرون بالمائة من زملائنا من الريف الشمالي…
أردت أن أقول: اللهم زد وبارك..
قرأت بالأخبار أنه سيتم توقيع برتوكولات مع بعض الجامعات العربية، التي تعلم فيها الجامعات تحت السيطرة…
إما أن تكون الجامعة مثل النظامية في بغداد تدرس العلوم تحت سقف السماء.. أو لا حاجة لنا بالتنسيق معها..من أنا حتى أقول، والله إني أخاف على مستقبل الإسلام والعقل والعلم والثقافة والتقاليد.. حلوها برمة وخلصونا من وصف البعث العقائدي…
أنا ضد تسيس العقل والعلم والبحث العلمي، وضد تسقيفه…أيضا
هذا الكلام ليس سياسة..
لا أعترف بأي صاحب مسؤولية في وطني سورية بعد حكم بعد الثامن من آذار 1963. رؤساء ووزراء البوط الوطني لا يستحقون التفاتنا . الذين باعوا الجولان لا يستحقون اعترافنا..
آخر رئيس جمهورية شرعي في سورية كان ناظم القدسي.. واليوم يتسلم منه الراية الرئيس أحمد الشرع، وندعو الله وقتَ السحر، أن يخلفه بخير، وأن يكون أحق بها وأهلها أيضا..
آخر رئيس وزراء شرعي في سورية هو الدكتور معروف الدواليبي..
آخر مجلس نواب شرعي في سورية كان مجلس 1961..لا نحب الشعث ولا المتشعث..
سامحوني كنت أسمع العجائز يقولون أو يقلن عن الرضع إنهم لا يعرفون نهارا من ليل..
فالرضع يبكون يطلبون حاجاتهم الأساسية في كل وقت من الليل والنهار، والكبار في السن يقرقون، ويقرقون غير يقلقون ويقلقون غير يأرقون في أي وقت، استوى عندهم الليل والنهار…ولذا أكتب لكم في هذا الوقت..
قرأت أخبارا وطنية كثيرة لا مصلحة لي بالتعليق عليها، هل لكم مصلحة لا أظن..بعضها من طراز: ويا عمة وأنا على ظهر الغول والغول بدو ياكلني عطي كف شعير بلكي بدشرني…. أنتم لا تحبون هذه الحكايات ولا حكاية الطير الأخضر..ولا حكاية عنقا.. عنقا بنت الريم دلي شعيرك هلطويل ..ولا حكاية يا حنة حني عليّ وياصبرة حدا صبر قدي..
أنتم بنعجبكم حكاية سمعنا زين منسمعك زين..
تسمعون الصناديق امتلأت بالملايين فتفرحون.. يصعب عليكم أن تحفظوا المثل "لا تقول فول حتى يصير بالمكيول" ويصعب عليكم التمييز بين الدفع والوعد بالدفع.. وكثير من الشيكات تكون بغير رصيد..
على كل حال اليوم حسب القيد في السجل المدني في حلب أدخل في عامي الثامن والسبعين.
الاخوة الفلسطينون يقولون: عمنخرف وفي فناء حلب منقول عمنسولف منحكي سوالف. فسط حلب منقول: عمنقضم حكي…
أخبرتني إدارة هذا الفضاء أن حسابي خلال الشهر الذي مضى استقبل سبع مائة ألف مشاهدة.. أخبرني بعض الأصدقاء أنهم ما تزال لهم حساباتهم في ترك أثرهم على حسابي، أقول لهم بالتعبير الحلبي الحساب وصاحب الحساب على حسابكم..
بقيت معضلة..
يتصل بي من أرجاء الناطقين بالعربية، مواطنون من كل الأقطار . لا أعرفهم
أستاذ زهير حصل في الجهة الفلانية، يحصل في الجهة الفلانية هناك خبر من الجهة الفلانية.. رجاء خبّر الرئيس أحمد الشرع، حذّر الرئيس أحمد الشرع، بلّغ الرئيس أحمد الشرع، لا نريد لتجربة الرئيس مرسي أن تتكرر.. أجيبهم على الهاتف بكلام مغمى لا كذب فيه، أغلب الأجوبة لا يكون إلا خيرا إن شاء الله. أو جزاكم الله خيرا
ثم أعود إلى نفسي: وأقول يا عين ليش تبكي مادام الليل .. الليل .. الليل ما لوش آخر..
أنا عندما كنت أقرأ كنت أقرأ من المجلات الشبكة والصياد وأخبار المجتمع.. ومر معي أن فريد الأطرش- لا حدا يقللي درزي- كان يحمل في جيبه من طرف قلبه، مصحفا. يحمله ويأنس به، فإذا فقده لأي سبب يصبح كالمزموع، لفظة حلبية، العرب تقول كأن به أولق، وكلمة أولق وقف عندها ابن جني في كتاب الخصائص طويلا، والأولق شعبة من شعب الجنون..
صلاة الليل يرحمكم الله….
____________
*مدير مركز الشرق العربي