الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 23-06-2024

رسائل طائرة 23-06-2024

23.06.2024
زهير سالم



رسائل طائرة 23-06-2024

زهير سالم*
وأرسل لي أخ أثير هذه القصيدة لأخينا الكبير، وأستاذنا النبيل عمر بهاء الدين الأميري قصيدة صلاة
كلما أمعن الدجى وتَحالَكْ
شِمْتُ في غوره الرهيب جلالكْ
وتراءت لعين قلبي برايا
من جمال آنَسْتُ فيه جمالكْ
وترامى لمسمع الروح همس
من شفاه النجوم يتلو الثنا لكْ
واعتراني توَلُّهٌ وخشوعٌ
واحتواني الشعور أني حيالكْ
ما تمالكت أن يخر كياني
ساجدا، واجدا، ومن يتمالكْ..
فقرإتها فتولهت مثل كلماتها الراكعة وحروفها الساجدة
رحم الله أستاذنا الكبير ما كان أعذب روحه، وأرق شعره، وأعمق إحساسه
هو الشعر والله..
=======================
صباحات مكة رضا
وصباحات طيبة نور…
صحبة الأخيار تستخرج من الإنسان أنبلَ ما فيه، وخيرَ ما عنده، تُكمل نقصَه، وتحفزه إلى المزيد من العطاء.
وصحبة الأشرار تستخرج من الإنسان شرَّ ما فيه، وتدفعه إلى المزيد من الشح والرعونة.
كنتُ في مرحلة الفتوة، وكنت والحمد لله ماهرا في القرآن الكريم، فقرأت أمام إمام الحيّ الحيي الودود، "وأحضرت الأنفسُ الشُّحُ" وهكذا كانت تجري على لساني، أجريها على أن "الشحَّ" وصف للأنفس؛ فاستوقفني واستعادني، فأعدت دون أن أنتبه، ثم استعادني، وهكذا كانت عادة العلماء من أهل الرفق، يعز عليهم أن يصححوا لطالبهم ، ويرجون أنه يصحح لنفسه، ولم يكن شيخنا ذاك عليه الرحمة والرضوان، من الذين إذا تكلم متكلم أمامهم دعوا الله أن يعثر، ليصححوه. فلما رآني لا أنتبه، سألني وما إعراب "الشح" فقلت له نعت للأنفس.
فقال لي ليس بذلك، والقراءة "وأحضرت الأنفسُ الشّحَّ"
فقلت: وكيف ذلك:
قال: وكأن الشّحَّ أصبح بركة أًو حوضا، وغُمس فيه هذان الزوجان المتفارقان المتشاححان، يقول لها، وضعت اللقمة في فيك يوم كذا، واشتريت لك يوم كذا، وتقول له… ولذلك ذكرهم الله عز وجل في موطن آخر، وهم في أشد ساعات الخصومة حلكة بقوله (وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) وفي موطن آخر (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ) يذكرهم بلحظات الحميمية عند الفراق.
وكان لنا شيخ آخر جميل يرحمه الله تعالى، ولقد أدركت برحمة الله لي طبقة من العلماء لو أدركتموهم لأدركتم ماذا أعني!! يعلمنا كيف أن الشًح مثل الجرب يعدي يقول:
لنا جيران نعاشرهم بالحسنى، يطرقون الباب علينا عند العشاء، يسألوننا أربعة رغفان من الخبز فقد دهمهم ضيف وخبزهم قليل!! وكانت هذه عادة شائعة عندنا في حلب. يقول الشيخ رحمه الله تعالى: فنعطيهم أكبر وأحسن ما عندنا من الرغفان، ثم بعد يوم أو يومين يردون لنا الرغفان بأصغر ما يكون الرغيف وفي كل رغيف من رغفانهم عيب، فهذا فطير وذاك محروق وثالث شبه يابس!!…
يضيف الشيخ رحمه الله تعالى فيقول: ونحن في الأصل لو لم يردوا الرغفان علينا لما بالينا، ولكننا ننظر إلى رغفانهم ونبلع ريقنا. ثم تتكرر العملية مرة بعدة مرة، نعطيهم من رغفاننا أكملها وأجملها، ويردون علينا كالذي حكيت لكم…
فينكت ذلك نكتا سوداء في نفوسنا ولا أريد أن أقول في قلوبنا، بحيث نصير إذا طرقوا بابنا، إمّا أن نعتذر إليهم بالعدم، أو نعطيهم أسوأ ما في طست خبزنا…
الأشحاء يعلمون الشح. كما يعلم الكرام الكرم…
والشح ليس دائما اقتصاديا فقط، فبعض الناس إذا سلمت عليه فقلت له: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وتحامل على نفسه فأجابك تكرما قال: وعليكم. وبمثلها يسقط الواجب.
يقول ابن الرومي في وصف شحيح اسمه عيسى، مع الاعتذار لكل من اسمه عيسى:
يقتر عيسى على نفسه
وليس بباق ولا خالد
ولو يستطيع لتقتيره
تنفس من منخر واحد
وأقول له: لا تحاول فليس في جرتنا غير البر والكرم والسماحة والرضا..
ولك من كل قسمة كلها…ونحن من قوم نهشم الرغفان قبل وضعها أمام الضيفان؛ فعلى مائدتك فوخوخْ
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا..
=======================
وسألني أكثر من أخ عن معنى: فعلى مائدتك فوخوخ.
أي على مائدتك اصرخ واخ.. واخ.. كلما قسم الضبف رغيفا…
مقتبسة من الجاحظ
=======================
‏هذا ليس على قاعدة سورية أولا.. أو شنقيط أولا.. بل على قاعدة: إذا نزل العدو في بلد من بلاد المسلمين فعلى أهله الدفاع عنه، ثم الذين يلونهم من المسلمين، ثم الذين يلونهم..حتى تحصل الكفاية..
‏وفي تقديري لو أن أعزاءنا الذين أطلوا على العالم من شنقيط؛ اشتغلوا ليل نهار على تحريم بيع الإنسان رجلا أو امرأة، وفتى أو فتاة، في بلادهم لكان أتقى لربهم، وأنقى لثوبهم..ولأعفونا من فتاوى " الثغور المتعددة" وأن أحدنا إذا أراد أن يدخل دمية لطفلته الصغيرة، فإن عليه أن يقطع رأسها، أو لعله يفقأ عينيها…
‏رفقا بالعقول والقلوب، بل رفقا بشريعة الإسلام…
=======================
‏أنا واحد من جمهور هذه الأمة الأكثر حرصا على الوحدة والمحبة والوئام.
‏في حديثي عن فقه الثغور.. لم أناقش أفكارا وإنما ناقشت مواقف.
‏وذكرت تقعيدا فقهيا حيث كل مسلم أولى بثغره.
‏ما أساء إلى ثورتنا السورية شيء مثل فعل الجهلة الذين اتخذوا من مواطنات سوريات لهن حرمتهن الإنسانية والوطنية، سبايا، وعاملوهن كذلك، وأقول هذا الحنظل سقي بماء ذاك الغلو..!!
‏لا أهتم كثيرا بفتوى فقيه يقول: إن اقتناء الدمية المخلقة حرام، فهذا اجتهاده، ولكنني أهتم كإنسان عام؛ حين يقترح الفقيه علينا أن نقطع رأس الدمية، أو أن نفقأ عينيها ثم نقدمها هدية لطفلة عمرها أربع سنوات!! أظن أن التدعش صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد.
‏وكذا أظن أننا متفقون على الدعاء لإخواننا في فلسطين بالنصر والتمكين، ولا يماري في ذلك إلا من في قلبه مرض، أو في عقله خلل؛ ولكن الإمعان في المقارنات في فضية لجت؛ لا يغلق أبواب الجدل بل يفتحها ويسعرها..
‏وبعض الناس لا يعجبهم إلا مذهب أبي نواس:
‏ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر
‏يا عزيزي إذا كنت مضطرا فاحسُ أو اكرع بصمت…
‏وأظن أن الفقه الذي يبيح لمسلم أن يستفيد من قاتل أخيه، في ساعة عسرة؛ لا يضيق بأن يسمح للمتضرر من تلك الاستعانة أن يشجبها ويندد بها ويرفضها؛ ذاك يُعمل فقه ضرورته، وهذا يُعمل فقه (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ...)
‏كل الذي رجوته أن نجعل جمر الخلاف تحت الرماد…لا أن نضرمه
‏من غير إنكار مني لعلم ذي علم، ولا لفضل ذي فضل، قضايانا المشعثة في كل ميدان أولى بنا…
‏شخصيا أعتقد أن فقه العبودية والرق الذي ما زال سائدا في بلاد شنقيط على نساء ورجال من حقهم الشرعي والإنساني أن يكونوا أحرارا؛ ليس أقل خطورة على مستقبل الإسلام من… ومن… ومن
=======================
في يوم عرفة…
أرواح تطير إلى عرفة، تذكر مع الذاكرين، وتبتهل مع المبتهلين، وتسأل مع السائلين..
اللهم فرّج كروب المسلمين أجمعين، اللهم أصلح أحوال المسلمين أجمعين، اللهم ألهمنا جميعا رشدا..
اللهم هؤلاء الحجيج وفد أمة نبيك إليك، اللهم نضرع إليك أن تقبلهم، وتتقبل منهم صالح ما دعوا به؛ وأن تشملنا بالرحمة والعفو والمغفرة والقبول وصلاح الأحوال..
=======================
اللهم ارزقنا عقلا نعرفك به.
وقلبا نحبك به.
ونفسا تطمئن بذكرك.
وجسدا يعيننا على عبادتك.
واقسم لنا من الخير من أجمل ما قسمت لعبادك الصالحين..
ونجنا من الشرير..
وأعذنا من الشيطان الرجيم…
=======================
قوم هتفوا لبيك اللهم لبيك، وطاروا يا مولانا إليك
وقوم هتفوا لبيك وسبقتهم آهاتهم ودموعهم إليك..
لا تردهم خائبين
=======================
‏مولانا يحب منا هذا..
‏أن نقوم بين يديه بثوب الذلة والافتقار..وأن نغدو ونروح بين خلقه بثوب الغنى وحديث النعمة…
‏عبد الغني لا يكون فقيرا، وعبد العزيز لا يكون ذليلا، وعبد القوي لا يكون ضعيفا..
=======================
استدرك علي الاخ الشيخ عبد الرحيم الطويل ابو معاذ حفظه رواية تفسير الحدث
"مع الانتباه أخي أبا محمد أن شرح معنى الحدث بأنه فساء او ضراط هو من كلام سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه وليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 ونص الحديث هو :
(لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَن أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ قالَ رَجُلٌ مِن حَضْرَمَوْتَ: ما الحَدَثُ يا أبَا هُرَيْرَةَ؟ قالَ: فُسَاءٌ أوْ ضُرَاطٌ).
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.
هو من كلام أبي هريرة رضي الله عنه وليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
=======================
حديث عيد…
وأرسل إليّ محتجا…
فأجبت: ربنا تبارك وتعالى لم يكلف غير العقلاء…
والمكلف عند الأصوليين إنسان عاقل، بالغ، بلغته دعوة الإسلام، وأقيمت عليه الحجة، بطريقة يؤمن عليها البشر..
=======================
قد لا يعجبكم هذا ولكنني..
عندما يقولون إن رئيسا قد حج أو اعتمر..
أفرح له، واغتبط، وأقول عساه تصيبه نفحة..
وأدعو له: اللهم استجب له كلما دعا: اللهم اهدني، واستجب له كلما دعا اللهم أصلحني..
=======================
في تحليل المشهد المعقد الذي تعاني منه أمة الإسلام:
الموقف من طبقة الذين يلقبون بالعلماء..
وخاصة هذه الطبقة من العلماء المتحالفة مع الاستبداد، ومع المال، ثم مع الجهل…
كانت هي الملاذ والملجأ والمنجى لأبناء الأمة، وصارت هي الثغرة والخوف؟؟
فكيف نفعل؟؟
إن عظمّنا أمرها استقوت علينا بمن نرى بالطريقة التي نرى..
وإن أضعفناها، كنا كمن ينشر الغصن الذي يجلس عليه…!!
ومن هنا عظم البلاء على المخلصين من رجال الإصلاح في هذه الأمة..
وأخطر ظاهرة تواجهها الأمة اليوم ظاهرة الإلحاد والانفكاك عن الدين.
كنتُ فتى في الصف السابع عندما قرأت كتاب "بدائع الزهور في وقائع الدهور" لابن إياس الحنفي، وهُرعت إلى الشيخ أسأله، فقال لنا رحمه الله تعالى: هذا كتاب حقه أن يحرق!!
رحمه الله تعالى ما كان أحكمه، فقد أنجاني بذاك الجواب من الكفر ثم من النار..
اللهم إن أعوذ بك من الكفر ومن النار.
=======================
لعلمكم وسأظل على هذا حتى ألقى الله..
كثير من أهل الطريق كانوا قطاعَ طريق.
الكريم من أكرمه الله بتوبة.. وزوى الأرض لقاتل المائة نفس لينجو من عذاب..
____________
*مدير مركز الشرق العربي