الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 22/4/2019

رسائل طائرة 22/4/2019

22.04.2019
زهير سالم




ثقافة الفيسبوك ووسائل التواصل ..
الصمود ..الصمود
بقيت مقتنعا أن ما أتابعه على وسائل التواصل باللغة العربية من هجر الكلام ، وفوضى الحوار ، وفجاجة الردود في بعض الأحيان ، وخروجها عن سياقاتها في كثير منها ؛ ناتج عن الوضع الثقافي والاجتماعي لمجتمعاتنا التي  ما تزال تعيش في كنف الاستبداد والفساد ، وفي ظل كوكتيل ثقافي غير متجانس من الماضي والحاضر كما من الشرق والغرب .
بالأمس أتيحت لي فرصة الاستماع إلى محاضرة لمفكرة أمريكية كتبت خمسة كتب طارت شهرتها في الآفاق ، وترجمت  إلى قريب من أربعين لغة حول العالم . وما تزال تكتب وتحاضر فيحضر محاضرتها الآلاف . تكتب وتتحدث حول ما نسميه أمراضا نفسية مستورة مثل الخجل والانطواء والخوف والضعف والتردد ..
لست في سبيل الدعاية لأقول لكم إن محاضرتها بالأمس عن الضعف كانت مفيدة وممتعة ومشوقة . وأن يكون المتحدث مفيدا وممتعا ومشوقا هذا شيء عزيز في هذا الزمان .
وأعود للاختصار هي اعتبرت أن من معالم قوة الإنسان أن يكون قادرا على أن يعرض بضاعته العقلية على الناس فيقول ها أنا ذا . ولكنه سيكون أقوى عندما يكون مستعدا للثبات في وجه انتقادات الناس الهجينة والخارجة عن كل سياق ولاسيما تلك الانتقادات التي توجه له في الفضاء الاجتماعي من أشخاص مجهولين أو مغمورين أو ليس لهم في عالم المعرفة أو الثقافة أي باع .
ثم ضربت مثلا بما تلقته هي من تعليقات من هذا النوع المستهجن على كتبها كافة ولكن تحدثت بتفصيل أكثر عما تلقته حول كتابها الأول ..التعليقات المدمرة التي كان من شأنها أن تحبطها وأن تقعدها وأن تسد عليها الآفاق .
ذكرت صاحبة الكتب الخمسة والمحاضرة التعليق الأول وما فيه من تصغير للكاتبة والكتاب ، وما فيه من سخرية وتحقير يبعث المرارة ويشيع اليأس والإحباط . ثم ذكرت التعليق الثاني ، ثم الثالث والرابع وفي كل مرة تتحدث معلمة الأثر المدمر التي كانت تتركها هذه التعليقات على نفسها في حينها ، وكأنها نوع من البراميل المتفجرة كانت تقصف بها لتخرجها من حقل الثقافة والكتابة على السواء .
كانت تلك المحطة بمثابة درس تمثيلي استنبطت المحاضرة منه أمام جمهورها المكتظ الدروس والعبر والحكم .. علمت الناس كيف ابتلعت كيف صبرت كيف كانت قوية في ضعفها . لتخلص وهي تعترف بضعفها أمام جمهورها أن الضعف ليس عيبا . ثم لتضيف عليك أن تعلم  الناس لا تنتقدك لأنك فاشل أو مخطئ فقط  بل بعضهم ينتقدك لأنك ناجح وهو لا يستطيع ما تستطيع ..شعورك هذا يجب أن يحول شعورك بالضعف تحت مطارق الآخرين إلى شعور بالقوة . وأن ينقلك من مربع التراجع والتقهقر إلى مربع التحدي والاستمرار .
شخصيا استفدت من المحاضرة كثيرا أفكارا ودروسا وعظات ولكن الذي استفدته بطريقة غير مباشرة أكثر هو أن ثقافة جمهور وسائل التواصل الاجتماعي الشعبوية متقاربة. وأنا لا أريد أن أظلم كما ظَلمت صاحبة المحاضرة حين تحدثت عن التعليقات الفاجعة ..أنا عندما تصدمني عشرة تعليقات فاجعة أو محبطة أو مقنعة بأن أغلق الدكان ..أنظر إلى الأعلى فأرى أكثر من مائة إشارة صحية تشجع على المضي إلى الأمام ..
بقيت واحدة أضيفها من عندي أيضا ، فأنا لا أعتبر أن التعليقات المؤيدة لمضمون الرسالة هي الرسائل المشجعة فقط ، بل أعتبر كل وجهة نظر وإن مخالفة تمضي في سياق عقلي وعلمي موضوعي هي أكثر تأييدا ..من دلك على خلل في فكرتك أو تعبيرك فقد هداك وأحياك ..
ما أجمل المحاور يفهم كلامك جيدا ، ويحاورك في صوابه وخطئه بشكل أجود . إلى مثل أولئك المحاورين قراء وكتابا تشد الرحال ..
الصديق الذي أعلن أنه سينسحب من هذا الفضاء لا تحرمنا من إناراتك الجميلة وإن كنا نغفل أن نقول لك بعد كل إحسان أحسنت يا صديق ..
في الصالات المختنقة الحبيسة لابد من ضخ المزيد من الهواء النقي في كل حين وكل آن
وكتبه زهير سالم
صبيحة النصف من شعبان 1440 ...21/ 4 / 2019
========================
أي أصحاب التَّقيّة أخطر  ؟!..
لا شك ان الأشد فجورا وانتكاسا من أصحاب التقية هم الذين ينالون بألسنتهم الصحابة وأمهات المؤمنين .
وان هؤلاء بعد ان خلا لهم الجو خلعوا رداء التقية وجاهروا بما في قلوبهم وصدورهم من عداوة وبغضاء وحقد وضغينة وجل هؤلاء بعد كشفهم عن أنفسهم لم يعودوا يشكلون خطرا على مسلم حريص على دينه وعلى سلامة عقيدته .
إنما الخطر كل الخطر من أصحاب التقية الحقيقيين الذين يعطونك من طرف اللسان حلاوة ويروغون كما يروغ الثعلب .
الخطر ليس عليك يا أخي المتقدم في العلم والمعرفة والفهم وإنما الخطر على من سماهم الامام أحمد بمن وراء الباب
تدخل الذئب إلى حظيرتهم يحمل راية حب آل البيت وليس راية الثأر للحسين
الخطر في هؤلاء والخوف منهم . قد علمنا أنك لست َ بالخب وان الخب لن يخدعك في ذات نفسك ولكن كيف فيمن هم عن يمينك وعن شمالك ومن لين يديك ومن خلفك .،
ما أعجب الانسان حين يغيب عنه الرشد أو يغيب هو عنه .
زهير سالم
====================================
​في المذهب :

دخلت كلمة المذهب الاصطلاحية في لغة العرب إطار ما نسميه المشترك اللفظي منذ زمن طويل.
فحين نقول المذاهب الأربعة عن المذاهب الفقهية المشتهرة والمنتشرة بين المسلمين من أهل السنة والجماعة فنحن نتحدث عن قواعد محددة في أصول وفروع الأحكام المتعلقة بالأحكام الشرعية التفصيلية على نطاق العبادات والمعاملات الفردية والجماعية.
هذه المذاهب في هذا الإطار يمكن ان تكون مفتوحة فنقول مذهب الاوزاعي فتكون خمسة ومذهب الثوري فتكون ستة ومذهب ابن عينة فتكون سبعة
سلسلة عددية تنتظم المعدود نفسه ..في نفس الدائرة من موضوع البحث والمنهج والتأصيل .
ثم في إطار أهل السنة والجماعة والذين هم الامة وليسوا مذهبا فيها..
نقول على صعيد الاعتقاد هناك  مذهب الأشعري وهناك مذهب الماتريدي وهناك مذهب الباقلاني وهناك مذهب أهل التفويض ..ونتحدث بلغة النبذ في هذا السياق عن مذاهب المبتدعة من القدرية والمعتزلة والجبرية والمرجئة والمجسمة والمعطلة..
لا يصح ان نعد مذهب الأشعري في أصول الدين مثلا مذهبا خامسا او سادسا مع المذاهب الأربعة لاختلاف موضوع البحث او ميدان اختصاص المعدود
ان الذين يستعملون مصطلحات مثل المذاهب الخمسة او المذاهب الستة أو المذاهب السبعة أو المذاهب الثمانية
باعتبار الجعفرية والإسماعيلية والزبدية والاباضية مذاهب مثل المذاهب الأربعة إنما يدلسون على هذه الامة أمر دينها .
فمفهوم كلمة مذهب عندما نقول المذهب الاباضي أو الجعفري مثلا غيرها عندما نقول الحنفي او الشافعي.
والتمييز هنا علمي محض وكما نقول في هذا العصر أكاديمي فقط ولا علاقة له بقبول أو رفض .
تلك المذاهب بمفهوم علمي لكلمة المذهب في سياقها تقدم نفسها كبديل متكامل لدين الاسلام كما يُؤْمِن به عموم أهل السنة والجماعة على صعيد أصول الدين وفروعه. هذه المذاهب رؤية أخرى للإسلام عقيدته وشريعته تتفق وتختلف نعم ولكنها تمثل وجودا منفصلا علاقتها مع الاسلام ليست علاقة احتواء او اشتمال كما نقول في علم الرياضيات بل هي  علاقة تمرد ورفض وإباء دون ان ننفي وجود التقاطعات
كلام علاقته بالدِّين أسبق من علاقته بالسياسة
 لنعلم اي جناية يجنيها هؤلاء المدلسون
============================
سيرلانكا ...
وأنا أتابع أخبار الفاجعة الإنسانية القادمة من سيرلانكا ، والتي أسميها فاجعة وبإسقاط أي خلفية سياسية . وقبل أن يصلني أي خبر عن خلفية جريمة القتل الجماعي التي وقعت هناك . شعرت أنني بحاجة إلى بعض المعلومات عن هذا البلد الذي طالما تغنينا بشرب كؤوش شايه التي نسميها أكرك عجم وكنا نقول :
تسلم إيدين المحبة تصب شايات عذبة من مال الهند سيلاني .
فبحثت وأحببت أن تشاركوني ...
سيرلانكا
جزيرة في المحيط الهندي جنوب الهند .
دولة عريقة في الحضارة والتاريخ .
كان اسمها سيلان حتى مطلع السبعينات . وكنا دائما نفخر بشرب الشاي السيلاني . ثم أصبح الناس يتحدثون عن عاملات البيوت السيرلانكيات .  عاملات بيوت مع عراقة الحضارة وخصب الجزيرة !!
مساحة سيرلانكا حوالي 64 ألف كم مربع
السكان حوالي : 22 مليون حوالي عام 2010
خارطتها العرقية : سنهاليون - تامليون أعراق مهاجرة من شبه الجزيرة الهندية في عمق التاريخ .
البوذية وليس الهندوسية هي الديانة السائدة ..وإليكم خارطة بالتوزيع السكاني منقولة :
سيرلانكا بلد متعدد الأديان والأعراق واللغات. 70 بالمائة من السكان يدينون بالبوذية والباقي موزع بين الهندوسيين (%12) والمسلمين (%10) والكاثوليك (%6) والبروتستانت (%1). على المستوى العرقي، يشكل السنهاليون غالبية السكان (%75  إضافة إلى التاميل (%11)، الذين يتركزون في شمال وشرق الجزيرة. تتوزع الطوائف الأخرى بين العرب التاميل والهنود والماليزيين والبورغر (أحفاد المستوطنين الأوروبيين). لسريلانكا لغتان رسميتان، السنهالية، التي يتحدث بها ثلاثة أرباع السكان والتاملية(%26).
العزاء لأسر الضحايا والمنكوبين