رسائل طائرة 22-04-2025

رسائل طائرة 22-04-2025

زهير سالم*
في حقوق الجار غير المسلم..
يقولون لي: ما أغناك!!
وأجيبهم على طريقة سيدي عثمان بن مظعون رضي الله عنه: بل ما أحوجني؟؟!!
ما أحوجني إلى أجر ما ينالني، من تصريح المصرحين وتعريض المعرضين!!
وما أحوجنا جميعا إلى نفض ركام الجهل عن العقول، وران العصبية عن القلوب…
والقرآن الكريم الذي أباح للرجل المسلم الزواج من الكتابية المحصنة، يهودية أو نصرانية، فيقول لها "يا قرة عيني" ويجعل منها أما لأبنائه، ومن أبيها جدا لهم، ومن إخوتها أخوالا؛ ألا يبيح التهنئة بفرح يفرحه عشيره الكتابي، أو التعزية بمصاب يصيبه في نفسه أو في عشيرته؟؟
ألا تدخل هذه المجاملات الاجتماعية تحت العنوان القرآني العظيم: (أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ).. والبر حق فوق القسط!!
قال قائلنا: البر شيء هين: المنطق الطيب والطعيم..
وهؤلاء الذين لا زالوا يحشون قلوب المسلمين جهلا و عصبية، وعقولهم حصرا وضيقا؛ ألا يتقون الله في مجتمعات الإغلاق والشقاق !!
وفي كتب فقهنا العظيم، بأقلام فقهائنا العظام عن حقوق الجار الذمي:
وإذا فرح هنأه، وإذا مرض عاده، وإذا أصابه مكروه عزاه، وإذا مات شيع جنازته..!!
وكنت في مجلس شيخنا وشيخ مشايخنا الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله تعالى، في عمان المحروسة، بجانب مسجد الفيحاء: وفتح السؤال فأفاض فضيلة الشيخ فيه بضوابطه، العلمية، فسألته سيدي نريد ألفاظا مدروسة نتداولها في المقام فقال: تقولون عزاؤنا في المأسوف على شبابه أو على علمه أو على حسن خلقه، وتقولون: يسلم رأسكم، والبقيا لكم، ولا أراكم الله بعده مكروها…
فتعلموا إن كنتم لا تعلمون..
ولقد فضح الجاهل نفسه.
أقول هذا وأضيف فكيف إذا كانت تعزيتي رسالة للأحياء وتذكرة بتفريط من فرّط وجناية من جنى..
المتاجرة بالتطرف أصبحت سلعة العصر، التي يبيعها المتطرفون..
وليتهم إذ علّموا تعلموا، وإذ ذكروا تذكروا..
____________
*مدير مركز الشرق العربي