الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 21/01/2020

رسائل طائرة 21/01/2020

21.01.2020
زهير سالم




وأرسل لي صديق يعترض على دعوتي للقانون والنظام وهذا كلامه على خطورته أقتبسه لأتفاعل معه فقط ...
يقول الصديق
" من العدل احيانا ان تطبق شريعة القتل دون محاكمات، ومن الظلم ان يطبق القانون على البعض دون البعض.
فالعدل ان يقتل بشار وأولاده وزوجته ويصبحوا أشلاء، ومن الظلم أن يساق لمحاكمة"
مع الأسف هذا عقل أصبح شائعا بيننا وهذا هو الخطر
أولا هذا كلام يشرعن للفوضى والظلم . ولا يقره عاقل . أتذكر الصحابي الذي قال لرسول الله صلى الله وسلم عليه ، لو دخلت بيتي فوجدت لكاعا قد تفخذها رجل ..أتركهما وأذهب ألتمس أربعة شهداء ، فقال رسول الله صلى الله وسلم عليه : نعم . كان رسول الله يؤسس لدولة القانون ..
وتعلمون بقية الحديث : انظروا لصاحبكم إنه يغار ، وأنا أغير منه ، والله أغير مني .
بلاؤنا الأعظم في هذا العصر في أقوام يدعون أنهم أغير على دين الله من الله ..
ثم بغض النظر عن الشريعة والقانون يبدو أنك يا صاحبي عندما ستقر بهذه الشريعة ، شريعة القتل خارج إطار القانون ، فإن هذه الشريعة لن تطبق إلا عليك وعلى من تحب ...!!
قُتل للإيرانيين وفق هذه الشريعة سليماني واحد وقتل للسوريين مليون إنسان فيهم عشرات الألوف من النساء والأطفال ..أليس كلامك هنا هو من يشرعن لقتل النساء والأطفال خارج إطار القانون وبالبراميل الأسدية والصواريخ الروسية ..وتردد لغوا لا معنى له بأنك : تريد أن تقتله وزوجه وأطفاله !!!
كانوا يقولون : إن من على من سن سنة أن يرضى بها ، فهل سترضى أن يكون التعامل خارج إطار الشريعة والقانون هو السنة التي يتعامل بها الناس ؟!! وقد تقول هم سبقونا إلى هذا المنكر وأوغلوا فيه ، فإن أعلنا قبولنا بهذا المنكر قاعدة للتعامل فكيف ننكره عليهم ؟! وكيف نحد من انتشاره في حياة الناس ؟!
في النظرية القانونية كان بعض المنظرين يطالبون بإلغاء القوانين ويقولون : الأخلاق والقوانين ملاذ الضعفاء ، والضعفاء لا يستحقون الحياة .
الضعفاء هم أنا وأنت يا صديقي
في مدينتنا كنا نتبادل هذه النكتة :
قالوا للأرنب : أتأكلين اللحم ؟؟؟ قالت : حتى أسلم على لحماتي ..
==========================
القانون والنظام : بالانكليزية Law & Order
عنوان لمسلسل أمريكي تدور حلقاته حول نوع من الجرائم الخاصة ، الأكثر فتكا بالمجتمع الأمريكي ، وأهمها القتل والاغتصاب . تتولى التحقيق في هذه الجرائم وحدة خاصة مختصة بهذا النوع من الجرائم الخطيرة والمعقدة . مغزى حلقات المسلسل الذي تم تقديمه على مدى عقد من الزمان هو تتبع حجم الانسجام بين الإجراءات التي يتبعها المحققون بموجب القانون ، ومدى انسجام هذه الاجراءات مع النظام العام !!
في إحدى الحلقات ، وبعد أن ينجح المحققون في الإيقاع بواحد من أخطر المجرمين ، يقف محامي الدفاع عن المتهم فيبطل كل إجراءات التقاضي لأن المحقق نسي أن يعرض على المجرم / المتهم حقوقه عند الاعتقال . عرض الحقوق أن يقول له : أنت معتقل بتهمة قتل فلان ..كل ما ستقوله منذ الآن سيسجل عليك ، لك الحق في الصمت . ولك الحق في طلب محام ..
قضية قد نراها شكلية ولكنها جزء من نظام العدالة الأمريكية المعقد .
بالجملة كلنا مع الإيقاع بالمجرمين . وإلقاء القبض عليهم . وسوقهم إلى العدالة ..ولكن لا يجوز أن يدفعنا غيظنا ونقمتنا وقهرنا أن نقبل بذلك خارج إطار النظام العام .
سامحوني ما زلت أشرح موقفا خُيّل إلىّ أنني لم أنجح بالأمس في شرحه .
في بلاد لا نظام ولا قانون فيها يعتقل المعتقل سنوات ثم لا يسأل عن اسمه . أو وهو لا يعلم فيما اعتقل ..
تذكرون عنوان : احنا بتوع الأتوبيس ..