الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 20/1/2019

رسائل طائرة 20/1/2019

20.01.2019
زهير سالم




النزق ..
حالة سائدة على مستوى السلوك العام في هذه الأيام . تقول العامة : فلان يقاتل ذباب وجهه . ودائما ظننت أن المثل غير موفق لأن ذباب الوجه بالفعل بثير النزق . وإنما سمي الذباب ذُبَابًا لأنه كلما " ذبَّ آب" وذلك لشدة إلحاحه على وجه من امتحن به. ويكفي ان محنة النمرود - زعموا - إنما كانت في ذبابة دخلت من منخره وظلت تطن في رأسه حتى كان يشتهي صفع النعال على رأسه .
وأعود إلى موضوع النزق الذي يجعل بعض الناس يبرم بالتحية ، أو يتضجر من البسمة ، أو يستنكر الإشارة ملحا على العبارة مع أن قطعي الدلالة ولاسيما في فقه الأحكام هو الأقل في آيات القرآن الكريم .
رجعت إلى لعبة ابن دريد وابن فارس وابن جني في حكاية الاشتقاق الكبير . وأبدلت مكان النُّون يالزاي فوصلت ألى أن نزق وزنق توأمان . وان النزق إنما يتولى من عملية الزنق أي الحبس والتضييق والكبت التي يعيشها الفرد والمجتمع والدول على السواء .
وتذكرت حكاية البهلول مع الرشيد ، ومعنى البهلول في لغة العرب السيد ، ومنه كتاب الرسول الكريم إلى أهل اليمن " إلى الأقيال البهاليل العباهلة ..."
وأطلقوها على الرجل نصف نصف على اعتبار البلاهة نصف الحكمة .
قال البهلول الرشيد وقد رفع كأس الماء ليشرب : كم تدفع فيها إذا حبست عنك ؟ قال الرشيد : نصف ملكي .
قال البهلول فكم تدفع إذا حبست فيك ؟ قال الرشيد : أدفع ملكي كله .
لذلك يقول العامة عن الحابس والحاقن مزنوق ويقول أهل الحكمة لا رأي لحاقن .
فكوا عن الناس زنقاتهم يكفونكم نزقهم
وإلا فالنزق محيط بكم وبهم أي بِنَا أجمعين
==========================
عين طاب ..
هكذا سماها الفرنجة في كتبهم . دارت حولها معارك عنيفة أيام حروبهم . وكانت دُولَة بين أهلها بلطفهم ووداعتهم وبين توحش الغزاة .
توجت في العصر الحديث بتاج الجهاد فكانت غازي عينتاب .
أجمل كلمة قالها أحمد داوو اوغلو غازي عينتاب تتبع حلب وحلب تتبع اسطنبول .
قلت له يوما ممازحا : نحن جردنا من جنسيتنا العثمانية بظلم ولكنها لم نتنازل عنها . كان هذا الكلام منذ خمسة عشر عاما .
أستطيع بكل الثقة أن أصبح عليكم من ولاية حلب . من عينتاب التي كان الحلبيون يتمدحون بكل سلعة مجلوبة منها الزبيب والفستق و " البسطيق " و " الجوق ملبن" والفستق شقيق الحلبي والزيت والزيتون ..
صباحكم جميل كصباح عينتاب المشرق الصافي