الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 17/4/2019

رسائل طائرة 17/4/2019

17.04.2019
زهير سالم




من روائع أبي الطيب
في سد الخلة 
ولم أر في عيوب الناس عيبا ..كعيب القادرين على التمام .
فقد يلتصق بالإنسان ضعف أو قصور أو مهانة في أمور لا يد له فيها . ولا قدرة له على دفعها أو التسامي عليها فيكون له في عجزه وضعفه وقصوره شبهة عذر وما هي بالعذر . أما أن يقعد المرء عن المكرمة يستطيعها فيحول بينه وبينها خمول وكسل ولامبالاة أن يراه الناس مقصرا أو متوانيا أو مسيئا . وقديما قالوا : شر الناس من لا يبالي أن يراه الناس مسيئا .
في بيئتنا التي عشنا فيها كانوا يرددون : فقرك من الله ولكن عمش عينيك من أيش ؟!
الثوب المخروق قابل للرقع . والمتسخ قابل للغسل . وإن كنت غيرقادر على الكل ؛ فلن تعجز عن الجل أو عن البعض ..
لا عيب أكبر ممن رضي بالعجز شعارا ودثارا ووطاء وغطاء ولا يفارقه . ومن عُذر عن إنجاز كل شيء فلن يعذر عن إنجاز أي شيء أو بعض شيء .
التمام الذي قصده أبو الطيب قد يكون في كل الأمر أو معظم الأمر أو في بعض الأمر أو في أدنى الأمر . ولا أحد يعجز حتى عن يحرك جفنيه أو شفتيه إن عجز أن يفعل بيديه أو أن يسعى بقدميه .
كلمة واحدة لله نحاج لكم بها عند الله والناس . ما أجمل من سعي إلى خَلة يسد بها خَلة ويعين بها صاحب خَلة ..
هل حقا أنهم لا يقدرون على شيء أي شيء أو على غير شيء كالذي قال فيه أبو الطيب ..
وضاقت الأرض حتى كان هاربهم ...إذا رأى غير شيء ظنه رجلا 
الخَلة : الصفة والخلق . والخلة : الصحبة . والخلة : الثقب والثغرة : والخلة الحاجة والفقر .
قال الأول : رأى خلتي من حيث يخفى مكانها ...فكانت قذى في العين حتى تجلت .
والخُلة بالضم ما حمض من عصير العنب ونحوه
والخِلة بالكسر : ما أخرجته من بين أسنانك من بقايا طعامك بعدما تخللت ..أي استعملت عود الخلة في تنظيف الفراغات .
==========================
" علم نفس الداعية   "
البحث الذي ما علمتُ أحدا كتب فيه ربما لقصوري في المتابعة . وكم أشعر بالحاجة إليه  في هذا الزمان الذي يموج بالفتن فيكاد يغرق أهله . المريض لا يعالج مريضا ولا يعلمه ولا يهديه ؛ ولاسيما حين يتطبب المدعوون ، ويتكاثر الرقاة وينتشرون على قنوات الفضاء .
مواقف كثيرة لم يعد أصحابها قادرين على التعبير عنها . حتى عندما تريد أن تقوم أو تقف لجنازة إنسان تعبيرا عن إنسانيتك كما وقف من قبلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أوحين تحاول أن تظهر تعاطفك مع حريق التهم دار جارك ، أو حين تريد أن تعزي بمناضل أفنى عشر سنوات من عمره في سجون الظالمين ، أو حين تريد أن تخاطب كبير قوم بما يساعده ويساعد قومه على الإصغاء إليك ، وما أن تفعل حتى يبتدرك كثير ممن حولك :  هذا الذي تتعاطف معه لم يبك علينا يوم احترقت دارنا !! وهذا الذي تذكره بمأثرة  هو من قوم كيت وكيت أو قد كان منه في يوم آخر كيت وكيت ، كبير القوم هذا هو من ....  ولكن ألم يقل ربنا سبحانه وتعالى : " ادفع بالتي هي أحسن " " ويدرؤون بالحسنة السيئة " ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم " ليس الواصل بالمكافئ "
ليس المعيار على صعيد العلاقات الإنسانية  "تبكي عليّ أبكي عليك " تسير في جنازتي  أسير في جنازتك "  في معيارية العلاقات الإنسانية النفس الممتلئة بالحب والرحمة تفيض على من حولها أسبق وأكثر ...
أحزنني كثيرا منذ أشهر أن معلما كبيرا قال كلمة في حق مريض فبدلا من أن نتعلم منه كثر المتعالمون عليه . ورد عليه من رتبته في العلم والرؤية  أن يقال له : سم الله ، وكل بيمينك وكل مما يليك . وقديما كان وسيبقى في العلم والأدب والشعر والفن طبقات . وما كل من قال بيتا متيم .
علمُ الدعوة  يعلمنا  : أن منبر الداعية منبر  القدوة والأسوة والرحمة والبر والقسط..
لسنا في سوق . وللسوق أخلاقه في القديم والحديث . واشتقت حضارتنا وصف
 "الأخلاق السوقية " لأهلها ..
" علم نفس الداعية " علم تكتب فيه كتب ممن جمع بين دقائق العلوم ، ,وأصالة الرأي ونقاء النفس ورهافة المشاعر ..." ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا "
==========================