رسائل طائرة 17/06/2020

17.06.2020
زهير سالم

نصيحة لأهل الفتوى ..
أنا لا أفتي ولا أدخل في الفتوى ، ولكنني أنصح أهل الفتوى إذا جاءتهم مسألة من عيار السؤال عن " دم البراغيث " أن يقولوا للمستفتي : كبّر عقلك . اشتغل بما ينفع ، دعك من السفاسف والترهات . احرص على ما ينفعك . إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها . الشريعة أعلى من أن تجيب على هذا . لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ...
وهذا الذي أنصح به أقتبسه من سيدي عبد الله بن العباس ، ترجمان القرآن ، ومن دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ..فحين سأله نجدة بن الأزرق وهو رأس من رؤوس الخوارج عن "حكم دم البراغيث يقع على الثوب" لم يجبه بالقول : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..بل أجابه مستنكرا : يا أهل العراق قتلتم ابن بنت رسول الله ، وتسألني عن دم البراغيث ؟!
ثم أعرض عنه لسخافة أسئلته ، ولتنطعه ، ومر بسيدي ابن عباس عمر بن أبي ربيعة شاعر قريش الغزل ، فسأله سيدنا ابن عباس متعمدا : هل أحدثت بعدنا شيء يا أبا الخطاب ، فقال نعم ، وجلس بين يديه ينشده قصيدته في الغزل :
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ..غداة غد أو رائح فمهجر
وقد كان ابن عباس في فقهي يفعل هذا تأنيبا وزجرا وتعليما لهؤلاء المتنطعين ومدرستهم على مر التاريخ ..قصيدة من تسعين بيتا ونجدة المتنطع يتحرق
وكذلك يجب أن يفعل المفتون ..وللقصة بقية