رسائل طائرة 13-06-2024

رسائل طائرة 13-06-2024

زهير سالم*
‏الكاتبة الفرنسية أنايس نين:
‏عداوة العرب لا تضر، وصداقتهم لا تنفع.
‏صدقت وهي الكذوب.
======================
في حديث الإنسان السبهللا..
وأنا أحب أن استخدم في كلماتي العامة، من الألفاظ الجندرية..
ويمكن أن ننشيء في اللغة العربية معجما للألفاظ الجندرية، ولا يزعجني أن بعض الناس يشعرون بالصدمة كلما مروا بهذا اللفظ، فهو باب له أصل في لغة العرب، ويمكننا أن نتتبع امتداداته..
من الألفاظ الجندرية في لغة العرب: لفظ الإنسان، يطلق على الرجل والمرأة. فهو إنسان وهي إنسان. ولا تقل إنسانة أبدا.
وهو عروس وهي عروس، ولا تقل عروسة أو عريس.
وفي السيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: بات عروسا ببعض نسائه..
وكذا الزوج، هو زوجها وهي زوجه. (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) ولم يرد لفظ الزوجة في القرآن الكريم أبدا. وقال الأصمعي: الزوجة لغة رديئة لبعض العرب. قلت وهذا باب من فقه اللغة قابل للتوسع فيه.
والعرب تكثر من استعمال عبارة: أرى الرجل، أو أرى المرء، وهم يقصدون التغليب أي الرجل والمرأة، أو والذكر والأنثى..
وفي الأثر عن سيدنا عمر رضي الله عنه : أنه يكره أن يرى "الإنسان" "الإنسان هنا من عندي" "سبهللا" لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة..
وتفسير حالة الإنسان السبهللا يُكتب فيها الكثير.
وقد ورد اللفظ في آثار كثيرة. وحوله بعضهم إلى مركب مزجي فقالوا لا ينبغي للمسلم، ويعنون ولا للمسلمة أيضا، أن يكون "سهللة بهللة"
ويضربون لذلك الأمثال. فيقولون مثلا، أن لا يكون مثل الخشبة الطافية على سطح الماء. أو أن يكون "حج قابل" أو أن يكون الرجل الخدعة، صحيح سيدنا عمر قال: لست بالخَب، والخَب الرجل المحتال الذي يخدع الناس، ولكن سيدنا عمر رضي الله عنه؛ أردف ولا الخَب يخدعني.
فالإنسان السبهللا هو الإنسان الذي أقرب ما يكون إلى الزَبَد يكون على وجه السيل. (فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا)
وقد يكون الإنسان كثير الأشغال، معبوطا دائما، قائما قاعدا ذاهبا آيبا.. ولكن بدون تحصيل. فهذا يكون سبهللا
تقول العامة: الإنسان الذي يطوف، لا يغزل القطن ولا يغزل الصوف.
وحين أرجع إلى نفسي أقول عساي ولعلي..
فكتبت أذكّر نفسي وأعللها..
من أكثر من طحن الكلام حصد هشيما، وجنى قبض الريح..
عشر مباركات وحصاد وفير بالطاعات..
======================
وأرسل لي أخ أثير هذه القصيدة لأخينا الكبير، وأستاذنا النبيل عمر بهاء الدين الأميري قصيدة صلاة
كلمــــــا أمعن الدجــــى وتَحالَــــكْ
شِمْتُ في غوره الرهيب جلالكْ
وتراءت لعيــــــــن قلبــــــــــــي برايــــا
من جمال آنَسْـــــــتُ فيه جمالكْ
وترامى لمســــــــمع الروح همــــس
من شفاه النجوم يتلو الثنا لكْ
واعترانــــــــــــي توَلُّــــــــهٌ وخشــــــــوعٌ
واحتواني الشـــــــعور أني حيالكْ
ما تمــــــــالكــــت أن يخــــر كيانــــــــي
ساجدا، واجدا، ومن يتمالــــكْ..
فقرأتها فتولهت مثل كلماتها الراكعة وحروفها الساجدة
رحم الله أستاذنا الكبير ما كان أعذب روحه، وأرق شعره، وأعمق إحساسه
هو الشعر والله..
____________
*مدير مركز الشرق العربي