الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 11-08-2024

رسائل طائرة 11-08-2024

11.08.2024
زهير سالم



رسائل طائرة 11-08-2024

زهير سالم*
هذا أمر أنا متردد فيه!!
أشارك عمليا، أو أكون ضيفا على عدة مجموعات سورية وطنية!!
الوصف بالوطنية هنا هو البديل التجميلي لقولنا علمانية أو لقولنا ليبرالية، إو حداثية..
المهم أن القاسم المشترك الأعظم، بينها هو إطلاق الأحكام السلبية بحق الله والقرآن والشريعة وحملتهما من المسلمين، الذين لم يتعرفوا على جان جاك روسو ولم يقرؤا لغوستاف لوبون صاحب نظرية ثقافة القطيع..
أحدهم يكتب وهو يجلس جلسة المتمكن أو المتكئ: ليس في القرآن آية واحدة تشير إلى قواعد الحكم. غير إشارة باهتة للشورى!!
بطبعي أميل حين تغيب عن حوارات الناس من كل الأطياف، الجدية أميل إلى أن أمر من جانب كل هذا كريما، وهذا لا يعني أن لا أقرأ..
بعض الرسائل التي أتبادلها معكم تكون انعكاسا لما أقرؤه على تلك الصفحات.
ربما من المفيد أن أنقل إلى الذين لم يجربوا هذه التجربة منكم، أن الأمر على تلك الصفحات ليس أسعد حالا مما هو على صفحاتنا!! بالنسبة إليّ كل هذه الصفحات هي صفحاتنا. العقل نفسه، والمعايير نفسها، والقياسات نفسها، مع اختلاف طبيعة الموزون أو المكيول..
نحن مثلا نتباهى بما قرر الأئمة أبو حنيفة والشافعي وابن تيمية وابن القيم، والشيخ على منبرنا..
وهم يتباهون بالحديث عن ديكارت وكانط وهوبز وأحيانا ماركس ولينين وسارتر وهوشي منه…ومن أولاد حارتنا أكثر ما يعجبهم عابد الجابري ولطفي السيد ولويس عوض وسلامة موسى وطه حسين وقسطنطين زريق وفارس الخوري..
المشترك الأكبر بيننا وبينهم الكلام المرسل الذي لا خطام له.
ثم هذا التنابذ الحاد بينهم وبيننا ، وتربص بعضهم ببعض. وقد ذكّرت الناس يوما بلعبة كنا نلعبها ونحن أطفال صغار، نسميها: أم الدقرة والنقرة…هي هي هنا وهناك.
فهم يرد بعضهم على بعض بنفس القسوة التي نرد بها على بعضنا. ويتربصون ببعضهم، كما نتربص ببعضنا، ويخرجون بعضهم من المجموعات كما نفعل نحن تماما. بل أحيانا بطريقة أسهل مما نفعل عندما نخرج بعضنا من ملة الإسلام؛ مشكلتهم أنهم ليست عندهم ملة يخرجون بعضهم منها!!
الأمر الذي أنا متردد فيه هو: هل أدعو الله لهم بصفاء القلوب، واستقامة العقول؛ أقول لعلنا نفلح في إجراء حوار معهم، حوار يفضي إلى ردم فجوة متوهمة، أو تجسيرها بيننا وبينهم.
أو أنهم لو اجتمعوا فسيجتمعون فقط علينا، شأنهم شأن وزراء الداخلية العرب؟؟
والعجيب في أمر هؤلاء الناس وزعانفهم تحكم عالمنا منذ انقلاب محمد علي باشا في مصر مطلع القرن التاسع عشر، وانقلاب الاتحاديين في تركية على سلطان يلدز ، منذ مطلع القرن العشرين، وما صحب ذلك في قطرنا السوري منذ المؤتمر السوري العام ١٩٢٠ ثم ثورة البعث التقدمي الوحدوي الاشتراكي العلمي منذ ١٩٦٣
دون أن أنسى ثورة يوليو ١٩٥٢ وبغداد ١٩٥٨..
يقولون عنا أن بأيدينا المساجد..
وبأيديهم السلطة، والدولة في جوهرها سلطة. وبأيديهم المدارس والجامعات والمناهج، وبأيديهم أيضا الإعلام ومعهم فوق كل ذلك دريد لحام وعادل إمام والمؤسسون لمشروع مدرسة المشاغبين..
مدرسة المشاغبين بكل تبجحها هي المعلم الوحيد الذي ورثناه من عوالم ثقافتهم وحريتهم وأخلاقهم…
بالمناسبة يونس شلبي انشق عن مدرسة…
 المشاغبين قبل أن يموت
اللهم ارزق العقلاء منهم هذا الانشقاق الجميل.
=======================
من واقع مهنتي العملية كمعلم تلاميذ كنت أعلم أن من واجب المدرس أن يعيد ويزيد لكي يفيد آخر طالب في الفصل..
أحاول أن أعيد شرح كيف أن الولايات المتحدة الأمريكية، والكيان الصهيوني، وإيران الولي الفقيه هم شركاء متحدون علينا، ومتشاكسون في الوقت نفسه في بعض الأمر.
أضرب للمنكر المعاند مثلا: الولايات المتحدة وكل شركائها في حلف الأطلسي، الناتو" بمن فيهم، المملكة المتحدة اليريطانية، وفرنسة، شركاء الولايات المتحدة في حق النقض في مجلس الأمن، بينهم هذا النوع من التشاكس المفتوح..
أذكركم يوم تحدث جورج بوش الابن عن "أوربة العجوز" ويوم نصح وزير الخارجية الأمريكي، الفرنسيين بالتفرغ لصناعة الجبن الفرنسي لأنهم ليسوا أهلا للسياسة، كان هذا لأن فرنسة عارضت الحرب على العراق..
كل الحماقات التي ارتكبتها إيران الولي الفقيه ضد شعوب المنطقة، أو ضد مسلمي المنطقة، كان بحبل من الأمريكيين معززين بالوقت نفسه بالروس..
الذي يحلم أنه سيدخل ببراعته بين البصلة وقشرتها، أنتم أعلم بما سيؤوب..
وأضيف لكم من الشعر بيتا
القوات الموسومة زورا وبهتانا باسم "ق. س. د." وهي عمليا ميليشيا انفصالية، مدعومة عمليا ومطلقا من هذه الجهات:
من الصهاينة والأمريكيين والروس والإيرانيين وبشار الأسد…ومن وراءهم
احذروا أن تزيغ الأبصار، أو أن تروغ المصابيح…
احذروا أن تخطف أبصاركم معارك الوهم..
منذ ثمانينات القرن العشرين كان التحالف استراتيجيا بين حافظ الأسد وبين هؤلاء الأشباه..
حافظ الأسد الذي لم يضره أن يتخلى عن إقليم الجولان الجنوب في ١٩٦٧ لن يضر ابنه أن يتخلى عن إقليم يماثله في الشمال…
هذا الدرس لا أشرحه للتلاميذ بل أعيد شرحه لمن يظن أنه صانع سياسات.
في تراثنا الشعبي: المجنون يحكي والعاقل يسمع.
وأسمعُ المجنون يهذي أنه سيتحالف مع الأسد ضد حلفائه العضويين العصبويين!!
أعيد أو أزيد!!
____________
*مدير مركز الشرق العربي