الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 10/9/2019

رسائل طائرة 10/9/2019

10.09.2019
زهير سالم




وأسعفني عدد من الاخوة الكرام من أهل العلم
أن لحديث التوسعة على العيال في عاشوراء اصلا وأن عمل الحلبيين لم يأت من فراغ .
وبدا لي مما وصلني ان التوسعة على الأهل ليست طقسا حلبيا كما تصورتها بل هي ثقافة إسلامية منتشرة بين الشام ومصر وغيرها من البلدان
وإتماما للفائدة أنقل لكم ما أفادني به أخي الحبيب محمد نور سويد وهو قد كان له جزء لطيف جمع فيه أحاديث عاشوراء .
ما حكم التوسعة على الأهل والعيال يوم عاشوراء؟
تجيب أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية:
يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء؛ لما ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ)) أخرجه ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال، والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان.
وقد قال ابن عابدين الحنفي في حاشيته "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 418): [(قَوْلُهُ: وَحَدِيثُ التَّوْسِعَةِ إلَخْ) وَهُوَ «مِنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا» قَالَ جَابِرٌ: جَرَّبْته أَرْبَعِينَ عَامًا فَلَمْ يَتَخَلَّفْ].
وقال الحطاب المالكي في "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل" (2/ 405): [َيَنْبَغِي أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى الْأَهْلِ فِيهِمَا –أي ليلة عاشوراء ويومها-، وَقَالَ الشَّيْخُ زَرُّوقٌ فِي شَرْحِ الْقُرْطُبِيَّةِ: فَيُوَسِّعُ يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مُرَاءاةٍ وَلَا مُمَارَاةٍ، وَقَدْ جَرَّبَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَصَحَّ].
وقال الشيخ عبد الحميد الشرواني الشافعي في "حاشيته على تحفة المحتاج" (3/ 455): [(قَوْلُهُ وَهُوَ عَاشِرُ الْمُحَرَّمِ) وَيُسَنُّ التَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ لِيُوَسِّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ، وَقَدْ ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ رُوَاةِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ جَرَّبَهُ فَوَجَدَهُ كَذَلِكَ، ... عِبَارَةُ الْمَنَاوِيِّ فِي شَرْحِ الشَّمَائِلِ: وَوَرَدَ "مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا"، وَطُرُقُهُ وَإِنْ كَانَتْ كُلُّهَا ضَعِيفَةً؛ لَكِنْ اكْتَسَبَتْ قُوَّةً بِضَمِّ بَعْضِهَا لِبَعْضٍ، بَلْ صَحَّحَ بَعْضَهَا الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ كَابْنِ نَاصِرِ الدِّينِ، وَخُطِّئَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي جَزْمِهِ بِوَضْعِهِ].
وقال الشيخ منصور العجيلي الأزهري الشافعي، المعروف بالجمل في "حاشيته على شرح المنهج" (2/ 347): [وَيُسْتَحَبُّ فِيهِ التَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ وَالْأَقَارِبِ، وَالتَّصَدُّقُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَلْيُوَسِّعْ خُلُقَهُ وَيَكُفَّ عَنْ ظُلْمِهِ].
وقال البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع عن متن الإقناع" (2/ 339): [وَيَنْبَغِي فِيهِ التَّوَسُّعَةُ عَلَى الْعِيَالِ، سَأَلَ ابْنُ مَنْصُورٍ أَحْمَدَ عَنْهُ فَقَالَ: نَعَمْ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ أَنَّهُ بَلَغَهُ: "مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ" قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَدْ جَرَّبْنَاهُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أَوْ سِتِّينَ فَمَا رَأَيْنَا إلَّا خَيْرًا].
والله تعالى أعلم .. منقول
============================
من طقوس عاشوراء في حلب ..
التوسعة على الأهل في الرزق بين يديها بأيام . فكانوا يحبون أن يدخلوا على بيوتهم المزيد من الطعام والشراب . وكانوا يؤجلون ما يصادف أيامها من " مؤنة " فيدخلونها على بيوتهم بين يدي عاشوراء . وكانوا يروون " وسعوا فيها على أهليكم " ولا أعلم مدخل القول ولا مخرجه ..
وكانوا يطبخون بمناسبة عاشوراء " الحبوب " القمح المقشور مع السكر . ويسكب في آنية . ويزين وجهه بالقرفة والجوز . ويتهادونه بينهم على مستوى القرابات ولو بعدت ، وعلى المستوى الحي والجيران .
ليس صحيحا أن الحلبيين كانوا يفرحون بمقتل الحسين . فقد كان الحسن والحسين حبيبين لكل المهج والقلوب ولكنها طقوس ما علمت مصدرها ، ولم يكن من يفعل ذلك أيضا يحفظ أنه يوم نجّى الله فيه موسى من الغرق ..كانت عاشوراء هي عاشوراء . وكفى ..
وتعبيرا عن حلبيتي في غربتي قمنا اليوم بطبخ الحبوب ولكن لا قرابات قريبة ولا جيران تطرق عليهم الباب وتقول إليكم ..
ولو وسع علينا مارك لتبادل الصحون لواصلناكم ...
زهير سالم / 10 محرم / 1440
============================