الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 10/05/2020

رسائل طائرة 10/05/2020

10.05.2020
زهير سالم




امتحان ثقافي ..
منذ أيام كان أحد الشباب يسأل أستاذا أكاديميا عريقا : ماذا أقرأ ؟
ولأن الاستاذ المسئول كان من أساتذتي في الجامعة شنفت أذني لأسمع الجواب ...
هل فعلا نحن محاصرون لهذه الدرجة ..في كتاب رجال من التاريخ ومقالات في كلمات ، حتى موسوعة علي أحمد باكثير لم يسمع بها منا إلا القليل ..
أردت أن أهدي أحد أبنائي كتابا جامعا يكفيه فاشتريت له " قصة الحضارة " لا أدري إن كان قد قرأه ولكنني أتساءل اليوم هل يصلح لأحفادي ان يقرؤه ..
واشتريت لابني الآخر موسوعة العقاد كمفكر موسوعي متنوع .
أنا أحب للشباب ان يقرؤوا التفسير والحديث والسيرة وأن يقرؤوا أيضا صراع الحضارات ونهاية التاريخ وسقوط الدول ونشوؤها وشيء من سلسلة " كل شيء عن ... " في صيغ أكثر عصرية وحداثة ..
قالها أجدادنا : من كل فن بطرف .
عندما ترجم أنيس منصور كتاب الإنكليزي ما يكل هارت المائة الأكثر تأثيرا في العالم ..
ترجم عنوانه هكذا ؛ الخالدون المائة وأعظمهم محمد ..كانت ترجمة ذات بعد ريعي ، ومع الأسف الكثيرون من الذين اشتروا الكتاب انتشوا بقراءة الرجل الاول وربما بعضهم انتقل الى الترتيب الخمسين وشيء ما ليقرأ عن عمر بن الخطاب ...
الباقون لا يعنونا !!
ومهما يكن موقفي وموقفك من ترتيب الرجل فهو بلا شك قد أحصى مائة شخصية تركت بصمات على مستوى العالم لا ضير ان نختلف حول حجم هذه البصمات ..
الشخصيات التي اختارها متنوعة دينية - أدبية - سياسية - عسكرية - فلسفية - فنية
امتحن ثقافتي بالعودة إلى القائمة في الفهرس مرة بعد مرة : ماذا أعرف عن هذا ؟!  أخشى أنني في كثير م الأحيان أَجِد نفسي راسبا !!!!
وبالمناسبة ذكرني السياق بكتاب إحصائي جميل للفيلسوف الفرنسي روجية غارودي ألفه قبيل إسلامه عنوانه " نداء إلى الأحياء " عرض فيه مضامين الأديان الكبرى في العالم عرضا إنسانويا إيجابيا وجميلا ..
وبعد هذا الإدراك الكلي والمنفتح اختار الاسلام رحمه الله ..
وعندما ألف كولون ويلسون كتابه اللامنتمي في النصف الثاني من القرن الماضي ، جعل رموزه من أبطال الروايات .
أحب ان شباب العصر من أبناء حارتنا إذا سمعوا بعنوان رواية لنجيب محفوظ عنوانها ابناء حارتنا ان يدركوا المقصود ، وان يعرفوا من هو بروتس ومن هو الدكتور جيكل ومن هو غودو الذي ننتظر ومن هو مايكل أنجلو ومن هو نيوتن وأنيشتاين وأن يعرفوا عن فرويد وماركس أكثر من أنهما يهوديان ، وأن يحفظوا ان دارون كان يقول : أعجب لماذا يتهمني الناس بالإلحاد ..
أحيانا أتساءل بسذاجتي المعهودة :
هل يستطيع عالم مسلم ان يدرس علم التوحيد وعن عجائب خلق الله في السموات وهو لا يعرف عن ستيفن هوكينغ ولا عن الثقوب السوداء ...
ما أظن ان الامام أبا حامد الغزالي يرضى بذلك .
مرة واحد مستغرب قال لي مستنكرا : إنَّ أبا حامد الغزالي المسلم ألف : تهافت الفلاسفة !!
رددت عليه وإن أبا الوليد ابن رشد الذي رد عليه في تهافت التهافت مسلم أيضا ..
عساي استطعت أن أقول شيئا بعض الناس يقولون لي : لا نفقه كثيرا مما تقول
===========================
يعجبني حين أترنم بها ..
وأظنها ستعجبكم فهي جميلة ومعبرة وربما تحتاج إلى منشد صَنِع وصاحب ملكة  وهؤلاء في الناس قليل ، وحولنا كثير بفضل الله
والأبيات : لأحمد بن العباس النمري
واستشهد بالأول منها ابن ابي الدنيا في كتابه حسن الظن بالله ..
وما أحوجنا إلى حسن الظن لمولانا وأنه لن يضيعنا ولن يضيع إيماننا
أترنم بها كلما تراكمت سحب اليأس فتفعل فعل الخواص وكأنها كلمات من السحر الحلال . وكنت منذ كنت في الاول الإعدادي كان لي كشكول أجمع فيه ما أصادف من الفرائد وهذه منها .. بعدت عن الكشكول ولكنني تعلمت من درس قاطع الطريق للامام الغزالي ..فهذا بعض ما حفظت من ذلك الكشكول ...
إذا لم تعجبكم فسامحوني وكأنني أزف لكم عروسا ، نعم هي كذلك عندي ...
وإني لأرجو الله حتى كأنني
أرى بجميل الظن ما الله فاعله
أمد يدي في غير يأس لعله
يجود على عاص كمثلي يواصله
وأقرع أبواب السماوات راجيا
عطاءَ كريم قطُ ما خاب سائله ..
يا رب ..
===========================