الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 08/04/2020

رسائل طائرة 08/04/2020

08.04.2020
زهير سالم




كان هذا أفقا راقيا يعيشه مجتمع بسواده العام . والذين جاؤوا بالإفك كانوا عصبة قليلة فقط . ..وأرقى ما في هذا الأفق : ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ...
( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ) - سورة النور
===============================
احذروا الانشغال بالفقاقيع ..
مبكرا ونحن صغار تعلمنا كيف نبرم سلكا رفيعا على شكل دائراة ثم نغمسه في محلول من الصابون فيجعله يحمل طبقة رقيقة ، كنا نحولها بالنفخ فيها إلى مجموعة من الفقاقيع نفرح بها ، ونصفق لها حتى تنفجر وتتوارى ...
إطلاق الفقاقيع اليوم يتم بطرق أكثر أتمتة ، وأكثر تنظيما ، مما يمكن أن نغبط عليه أبناء هذا الجيل .
ومنذ القديم كنا نتحدث عن فقاقيع عالم السياسة التي يراد منها حينا جس نبض ، وحينا آخر إشغال من يمتلك استعدادا أوليا للاستجابة لما سماه الحديث الشريف " إتباع كل ناعق "
في ظل الانشغال بالقضايا الكبرى ، يستطيع النافخون في الفقاقيع ومصدروها أن يحولوا كل قضية صغيرة تافهة ، إلى قضية كبيرة وهمية ينشغل بها القابلون للإشغال ..وإن لم يجد النافخون في الفقاقيع مادة ينفخون فيها ، يستطيعون أن يوجدوا هذه القضية من فراغ افتراضي هم صانعوه والمسيطرون عليه ، والفاعلون فيه ..
من أول انطلاقة الثورة قال وليد المعلم سنغرقهم في التفاصيل وفعل ولم ينتبهوا
سنوات مرت وهذه الملاحظة تسود الفضاء الثوري السوري مع الأسف ..وفي كل مرة يطلق جند إبليس فقاعة صغيرة أو كبيرة ، حمراء أو صفراء أو خضراء تجد فريقا من الناس يتبعون واحدة من هذه الفقاقيع انشغالا وإشغالا ..
كان سيد من سادات العرب قد أسنّ وكان يقصده الناس فيحدثهم ، وشعر أبناؤه أن أباهم يشذ في حديثه بسبب الكبر ..فنبهوه لذلك ، فاتفق معهم أن يمسك أحدهم عصا ، فإذا شذ والده  ضرب بالعصا على الأرض فينتبه . وذهبت حكايته مثلا حتى قال الشاعر :
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ..وما علم الإنسان إلا ليعلما ..
فقاقيع عديدة تتطاير اليوم في الأفق الثوري ، يعرفها من طبيعتها العارفون ..ويظل أصدقاء كرام يتشاغلون بها أو عنها يتساءلون
الفقاعة قد تعلو وتهبط وتعابثها الرياح كما تشاء ..ولكن لا تصمد طويلا ، فاصمدوا أنتم قليلا وانتظروا حتى تذروها الرياح ويعود هواؤها إلى الهواء ..
========================
إعلام بلا رؤية ولا رسالة ..
إعلام عالمي وشره العربي لا تقني ولا موضوعي ولا مبشر ولا يملك رؤية ولا رسالة ولا هدفا  ..
إعلام الفوضى والإثارة والتهييج وتوظيف الإنساني لخدمة المأرب الصغيرة ، وإشباع نهمة السوء في النفوس المريضة .
منذ قليل كان أحدهم يبث على فضائية يسوسها مثله : إن نصف من يدخلون وحدة العناية المركزة من المرضى يموتون ..!!
.أي خير بل أي نفع يرجوه  من يبث مثل هذه المعلومة ، إن صدقت ،  أين هذه المعلومة من شعارنا : بشروا ولا تنفروا . هل ستفيدنا هذه المعلومة إن صدقت ، في الوقاية ، أو في إشاعة الأمل والرجاء ..؟! .
هل سأل حمار أهله ، الذي يبث مثل هذه المعلومة عن وقع مثل هذه المعلومة : على نفوس آلاف المرضى ، وعلى نفوس أهلهم وذويهم المعتصمين بالأمل والرجاء ..
يقولون : إن المعركة مع فيروس كورونا هي معركة وعي . نعم وصدقوا ، وأول الوعي أن يدير إعلام هذه المعركة بشر من بني آدم الذين يملكون العقول والقلوب ..لا مثل هؤلاء وأولئك ..
تبشرون المريض ..؟!
أو تبشرون أسرته زوجته وأولاده ..؟!
أو تبشرون الرأي العام ..؟!
لا تصدروا  البومان ولا الغربان على الفضائيات فهم والله شر من كوفيد ناينتين ..
نقولها في حلب : في فمه فارة ولا هذه البشارة ..
=============================
فقاعة جديدة
يتداولون فقاعة حديدة عن قائمة لا أدري ما ذَا يسمونها ؟!
ويسألني بعض الناس عنها ؟!!
أخ جميل كتب إلي منذ قليل :
كذبتها ورددتها من غير ان أرجع إليك معرفتي بك تكفي ..
ملاحظة : تعرفت على هذا الاخ الكريم عبر الفضاء  ونعمت المعرفة منذ أقل من سنة !!
لست من ذوات القوائم .