رسائل طائرة 05/11/2020

05.11.2020
زهير سالم

قالت لي أمي ..
وتخرجت من الجامعة 1971 . وبدأ زملائي ينسلون إلى البلاد التي يشتار منها العسل ، يتخففون من الخدمة الإلزامية ، ويعودون إلينا في الصيف يركبون السيارات ، ويزمرون لنا عندما يزورون ...طوط .. طوط
قلت لأمي أسافر كما سافر من الزملاء فلان وفلان وعددت الأسماء فأكثرت، وارتاح كما ارتاحوا ، وأجني كما جنوا ، وكانت الأبواب مفتحة والفرص متاحة ، أجابيتني : " يا ابني وجهك مو وجه غربة ، والغربة ذل وتعتير ، يا ابني العسكرية سنتين ونصف ما بقصرو عمر ، وبتعيش في بلدك عزيز ، ونعينك حتى تشتري بيت وتتزوج ولا تروح ولا تجي .." وخدمت الواجب ، واشتريت البيت ، وتزوجت ورجوت أن أعيش كما قالت أمي في بلدي وأموت فيه ، ولكن لم ألبث بعد الخدمة أربع سنوات حتى وجدت نفسي غريبا في بلاد الناس ...
اثنتان وأربعون سنة غر بة وتعتير ، وكلما ضاقت تذكرت قول أمي وجهك ما هو وجه غربة والغربة ذل تعتير ، وينك يا أمي تشوف عينك إيش جرى ليا ..
هذه حكاية ...الكثيرون منا يستطيعون أن يحكوها عن أمهاتهم وعن أنفسهم لأن الأمهات في بلدي يفكرن بعقل واحد ، ويتحدثن بأسلوب واحد ...
على هامش مؤتمر عودة اللاجئين الذي سينعقد في دمشق ...