اخر تحديث
الأحد-04/05/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
قطوف وتأملات
\ رجال في ذاكرتي : الأستاذ الداعية المربي علي بن مصطفى المصطفى ٢٠١١ – ١٩٤٥م
رجال في ذاكرتي : الأستاذ الداعية المربي علي بن مصطفى المصطفى ٢٠١١ – ١٩٤٥م
25.01.2021
يحيى حاج يحيى
قدر الله أن يكون اللقاء الأول بيننا في نقابة المعلمين بإدلب منتصف عام 1976 م على غير ميعاد ، لمراجعة النقابة بشأن تحويلنا عن أماكن سكنانا بتهمة تعميق التدين في صفوف التلاميذ ، و لم يستطع نقيب المعلمين آنذاك أن يفعل شيئا أمام تقارير الحزب و المخبرين ... فمضى كل منا إلى مكان عمله الجديد ، و قبل أن يصل الأخ علي إلى القرية المنقول إليها سبقته توصية ، فنقل إلى ملحق تابع لها يقع ضمن الأراضي الزراعية في منطقة الغاب ، و كان الوقت شتاء و المواصلات عسيرة مما يلزمه أن يحضر من أريحا مبكرا إلى مقر المدرسة ، ليمضي ماشيا بين الحقول إلى الملحق ..
كان عدد التلاميذ قليلا و هو المعلم الوحيد ، في غرفة طينية ، إذا انتهى من تدريسهم ، أطل من النافذة ليرى من يمر به من الفلاحين و الرعاة ! فينادي على الراعي ليسأله إذا ما كان مسلما – وهو كذلك – هل تصلي ؟ فيجيب :لا ! فيقول له : ما رأيك أن أعلمك الصلاة ؟ فإن احتج بأنه أمي و لا يحفظ أذكارها ، وأن وراءه عملا ؟! أقنعه بأن يجلس قليلا.. .فإن أبى شدّد عليه و حـذّره و ذكّره ؟!!
كان ذنبه هو الالتزام بالإسلام و الدعوة إليه و تبليغ الناس رسالته و قيمه و قد صدق أستاذنا الشهيد إبراهيم عاصي في خطبة له مشهورة في جامع معرة حرما بعد نقل المعلمين و تسريحهم: لئن أبعدنا عن الطلبة فإننا سنلاقيهم في المساجد و في الشوارع و في كل مكان ، فيا أيها الناس حافظوا على أبنائكم فهم فلذة أكبادكم من أن يـُـسرقوا منكم "
و لكن هذا الإبعاد و هذا الإرهاق و السفر يوميا ً ، و المشي في الطرق الطينية لم يمنعه من التردد إلى قرى جبل الزاوية و قد انتشر فيها الفكر الدخيل و العقائد الباطلة و غدا للماركسيين من يسمع إليهم ، فاستطاع – بفضل الله – مع الأخ المنشد الشيخ أحمد بربور أن يردا كثيرا من الشاردين ليتوقف بعد ذلك هذا المد ، و يعود لجبل الزاوية – وقد تجاوز عدد القرى فيه الثلاثين – وجهه الإسلامي و منهجه المحمدي .
كان الأخ علي- رحمه الله -عف اللسان ذا أدب جم لم يستجرّه الانتصار للنفس إلى السقوط و رد الإساءة بمثلها، إلى من أساء إليه .
و في عمـّان الحبيبة قضى سنواته الأخيرة و قد أثر فيه المرض ، و استبد به القلق على دعوته ، و أذكر من كلامه –رحمه الله - : إن الظروف لا تحول بين الداعية و المشاركة في العمل و الدعوة ، فلرب قريب لا ينتفع منه ، و رب بعيد و كأنه في وسط الصراع .
و أذكر هنا كلاما للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله : إذا لم تكن من أنصار الرسول في المعركة ، فكن من حراس المتاع، فإن لم تفعل فكن من نظـّارة الحرب الذين يتمنون النصر للمسلمين ، و لا تكن الرابعة فتهلك ؟!
ولم يكن – غفر الله له – من الرابعة – حفظنا الله و المسلمين منها – أسأل الله الرحيم الغفور أن يشملك – يا أبا عبد الله – بمغفرته و عفوه و كرامته مع إخواننا الذين سبقونا بالإيمان و الهجرة و الشهادة و الصبر و المرابطة .
وعليك سلام الله و رحمته ، و جعل أبناءك قرة عين فلا ينقطع عملك ، بل يستمر أجرك بصلاحهم إن شاء الله.
كانت وفاة الأخ علي في 13 محرم 1432 في مدينة عمـّان.