الرئيسة \  مشاركات  \  دمار الوطن العربي ، بين الحقيقة والخيال ؟؟

دمار الوطن العربي ، بين الحقيقة والخيال ؟؟

12.02.2018
محمد فخري جلبي


تنمو دول العالم الغربي ( الجزء المثالي بكوكبنا ) بوتيرة متسارعة وفق سرعات عالية منقطعة النظير والتخيل ، وتشق تلك الدول طرق التنمية الوعرة باستخدام " بلدوزرات " الارادة الملحة والوعي الايجابي بشكل متصاعد ومستمر وبلا توقف .
بينما تشهد دول العالم العربي ( الجزء المظلم من كوكبنا ) اوضاعا سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية ماساوية افضت الى تدهور الاوضاع برمتها في معظم الاقطار العربية في ظل وجود سيناريو غربي معد بعناية للوطن العربي يسعى لتحويل الشعوب العربية من ركائز للتقدم الى عوائق نحو التقدم !!
فهناك مخطط استراتيجي غربي لابقاء معظم الدول العربية مدانة هشة ، ضعيفة مترهلة ، دموية مميتة ، لا تقوى على التقدم والرقي ولاتخطو في مجالاته ولو بخطوات معدودة ؟؟
فدول العالم العربي تصارع حاضرها من اجل البقاء لا من اجل الارتقاء ، ومن اجل الرغيف لا من اجل غزو الفضاء ، ولاجل الرضوخ لا من اجل التحدي والتكاتف والصمود بوجه اعداء هذه الامة !!
فالوطن العربي قُدر لهُ ان يظل يعيد اعمار ما افسدته الاوضاع المتازمة التي تحاصر كيانه من الحدود الى الحدود ، وقدر له الغرق في صحراء تتوسل قطرة ماء ، وكتب عليه الانصياع لرغبات دول العالم المتحضر .
فالغرق عربيا اصبح قدر لامهرب منه ، ومن بامكانه تحريف عربة القدر عن مسارها ؟؟
تتوالى هزائمنا على كل صعيد ، وتنجب انكساراتنا الكبرى انكسارات اكبر تعاكس مبدا الولادة ، وتتصدر اخبار قتلانا شاشات العالم الغربي بشكل مقزز يجعل المشاهد يتافف من وجود تلك البقعة الدموية على سطح الارض ، متناسيا ( المشاهد ) كميات شحنات الاسلحة الضخمة التي تسد افواه شؤاطئنا قادمة من الدول الغربية التي تنشد ايقاف شلالات الدم في عالمنا العربي ؟؟ كمن يلقي بشخص في فوهة بركان نشط ويدعو له بالنجاة !!
وهنا وبضمير مرتاح يمكننا صياغة سؤال مصيري ، لماذا يكرهنا سكان العالم الغربي ؟؟
وبرايي الشخصي ، يمكننا تفسير حالة العداء الغربي للعالم الاسلامي بالقول بان (اللوبي الصهيوني واليهودية العالمية ) واللتان يشكلان نواة مشتركة للماسونية العالمية هي التي تحرض الغرب ضدنا ، كما انني لست من رواد فكرة بان الغرب لايزال صليبيا ويحاول تحطيم العالم الاسلامي ؟؟ فالحكومات والشعوب الغربية لاتدين بالولاء
لهيكلية الدين المسيحي على الاطلاق ، تزامنا مع تغلغل الماسونية العالمية في كافة مفاصل القرار في تلك الدول .
ومايثير الدهشة والغضب والريبة مجتمعين ، هو زعم اغلب الاكادبميين والمحللين والكتاب العرب بزوال حقبة الماسونية العالمية التي تسيطر على حكومات عديدة في العالم من بينها الولايات المتحدة .
وبزوال الماسونية العالمية وفق المنظور العربي ، نشر “المحفل الماسوني” في بريطانيا قبل عدة ايام اعلانا على صفحة كاملة في عدة صحف قومية طالب فيه بانهاء ما وصفه بـ”التمييز” ضد اعضائه !!
وتناولت وسائل الاعلام مؤخرا ما وصفته بالنفوذ الماسوني بين افراد الشرطة واعضاء البرلمان في بريطانيا .
واهداف الماسونية باختصار كما يلي : احداث انقلابات مستمرة واحلال سلطة مكان اخرى ونشر الفوضى واشغال المجتمعات وعدم استقرارها .
وتعد الصهيونية وليدة الماسونية وقرينة لها الا ان الصهيونية يهودية في شكلها واسلوبها ومضمونها واشخاصها ، فالصهيوينة هي الجهاز التنفيذي الرسمي لليهودية العالمية ، والماسونية يهودية مبطنة باساليب وشعارات انسانية وقد تشمل غير اليهودي بل من العرب ايضا !!
ومما سبق ، يمكننا تلخيص المشهد العربي المظلم ، المليء بالنكبات ، المكتظ بالتوترات ، الملغم بالنزاعات المؤجلة ، بانه مشهد ذو ابجدية ماسونية يتم تنفيذه بعناية شديدة ضمن الخارطة العربية .
واليوم واكمالا لسيناريو الدمار الطولي والعرضي في العالم العربي ، تشتعل جبهة النظام السوري مع قوات الاحتلال ، مما من شانه ان يحرف انظار العالم عن جرائم هذا النظام الدموي بحق الشعب السوري والذي يعاني مؤخرا ( النظام السوري ) من ملاحقة دولية شرسة تسعى لمحاسبته جراء استخدامه الاسلحة الكيمائية في الغوطة الشرقية ومدينة ادلب مؤخرا .
مما بدفعنا مرغمين للتفكير بالسؤال التالي ..
هل جاء رد منظومة الدفاع الجوية السورية بوجه الطائرات الاسرائيلية بشكل متعمد ، وهل تم التنسيق بين اطراف الازمة الحالية من اجل منح فرصة ذهبية للنظام السوري للهروب من دائرة الاتهام حول استخدام الاسلحة الكيمائية مؤخرا ؟؟؟ مجرد تساول !!
ومايدعم حجة هذا السؤال العفوي ، هو اختراق المقاتلات الاسرائيلية وعلى مدى سنوات طويلة للاجواء السورية وبلا رد من قبل النظام السوري ، وكانت الطائرات تذهب لتعربد هنا وهناك دون خوف من تحذير سابق او رد لاحق. لكن الحال تغير هذه المرة ، فقد ذهبت الطائرة مهاجِمة كالعادة لكنها عادت حطاما ، فما هي الدوافع الان ؟؟
والى ذلك ، قال التلفزيون السوري ان غارات اسرائيلية جديدة استهدفت مواقع بريف دمشق عقب اسقاط مضادات سورية مقاتلة اسرائيلية من طراز اف 16 اليوم السبت ، جراء هجوم اسرائيل على مواقع "ايرانية" بسوريا ، وتحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن اجتماع طارئ لوزارة الدفاع .
وجاء ذلك بعد اعلان الجيش الاسرائيلي عن اسقاط طائرة استطلاع ايرانية مسيّرة قدمت من سوريا واقتحمت الاجواء الاسرائيلية فوق منطقة بيسان ، وقال ان الغارة الاسرائيلية تاتي ردا على ذلك .
في حين ، نفت غرفة عمليات حلفاء سوريا التي تضم قياديين من ايران و حزب الله اللبناني وتتولى تنسيق العمليات القتالية في سوريا ارسال اي طائرة مسيرة فوق الاجواء الاسرائيلية فجر اليوم السبت ، واصفة الاتهامات في هذا الصدد بانها "افتراء" .
واخيرا وضمن سياق الحدث الابرز بالازمة السورية ، فقد تم اغلاق هذا الملف بعد ان ادى وظيفته ، ولاسيما عقب تصدر احداث هذا الشان اروقة السياسة العالمية وشغل رواده بعيدا عن الموجة الهستيرية المشتعلة قبل عدة ايام ومفادها ضرورة معاقبة الاسد بسبب استخدام الاسلحة الكيمائية مؤخرا .
وبمعنى ادق ، فمن يقف خلف الازمة السورية والازمات بشكل عام في العالم العربي اراد ان يوقف دعاة محاسبة الاسد بالذريعة الكيمائية من خلال اشعال ازمة جديدة تشغل الراي العالمي !!
عزيزي القارىء ، ينبغي مغادرة دوائر الاتهامات العربية العربية المزيفة ، وماتلوكه السنة الخصوم العرب ضد بعضهم ، وبان اساس الانتهاكات والخروقات والصراعات التي تمارس علنا بحق الشعوب العربية وتثقل كاهلها هي بسبب تعطش الشعوب العربية للاقتتال ؟؟ فان وراء الاكمة ماوراءها ، ومن يعبث بمصائر الدول العربية ويعمل على كي الوعي الجماعي ، متواجد خارج حدود الوطن الغارق بالدماء .
ومن ينسف فكرة وجود الحركة الماسونية العالمية وفق تقييم لاواقغي للاوضاع ، ماهو الا شريك بالجريمة !!
وﻋﻠﻰ ﻏﻼﻑ ﻣﺠﻠﺔ غربية 1953ﻡ ، قام ﺳﻮﺑﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ بقتل ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮ وببرودة اعصاب .
وهي ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ " ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﻘﻮﻟﺔ بان المسلمين هم من ﺷﻮﻫﻮﺍ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؟؟ ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺟﻤﻴﻼ !!