اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ خيارات نزار قباني .. وخيارات الحكّام الطغاة !
خيارات نزار قباني .. وخيارات الحكّام الطغاة !
30.06.2019
عبدالله عيسى السلامة
خيارات نزار قباني ، في شعره ، مع فَتاته :
إنّي خيّرتُك ، فاختاري :
مابين الموت ، على صدري أو فوقَ دفاتر أشعاري !
لا تُوجدُ منطقـةٌ وُســطى مابينَ الجنّــة والنارِ!
***
خيارات الحكّام السياسية ، مع شعوبهم :
نحن أو الفوضى - نحن أو الدمار- من ليس معنا ، فهو عدوّنا ! (وكلمة: معنا ، تعني ، بالضرورة ، الخنوع لنا ، والتصفيق لنا ، وإطاعة أمرنا ، في كلّ ما نأمره به ؛ بما في ذلك ، قتل الناس ، وتدمير بيوتهم على رؤوسهم) !
بشار الأسد ( نموذجاً) !
شعارات مؤيّديه : بشار، أو الدمار- الأسد ، أو نحرق البلد ..!
وهكذا كان ! احترق البلد ، وما زال يحترق؛ كلّ مافي البلد يحترق ، من أجل الأسد ، من أجل بقائه في السلطة ، على كرسي الحكم !
كل شيء مباح ، من أجل بقائه ، على كرسي الحكم :
حرقُ البشر والحجر والشجر!
ضرب المدن والبلدات والقرى ، بسائر أنواع الأسلحة : بالطائرات ، بالصواريخ ، بالقنابل المحرّمة دولياً!
تدمير البيوت ، على رؤوس أهلها ، والمساجد على رؤوس المصلّين !
تدمير المشافي ، فوق المرضى والأطبّاء ، والممرّضين والممرّضات !
الزجّ بمئات الألوف ، في السجون والمعتقلات ، من سائر فئات البشر: الكبار والصغار، العجزة والمرضى ، النساء والرجال !
تهجير السكّان ، من المدن والبلدات والقرى ، في البراري ، والصحارى ، والغابات !
تهجير المواطنين ، إلى سائر أنحاء الأرض ، بقارّاتها ، جميعاً !
إجبار الناس ، من سائر الأعمار، على ركوب البحار، ليهلك منهم ، غرقاً ، ما لايعلم عددهم، غير الله!
جلب المحتلّين والمستعمرين الأجانب .. والمرتزقة ، من سائر الملل ، لقتل كلّ مَن يمكن قتله ، من أبناء سورية، بوسائل القتل والتدمير، كلّها، لا فرق بين محرّم ومحظور، دولياً، وبين مسموح به ، في الشرعة الدولية!
وما تزال طاحونة الموت ، تدور على البشر، في سورية ، وستظلّ دائرة ، حتى يشاء الله أمراً آخر!
مايجري في سورية ، ليس دماراً ، وحسب ؛ بل هو دمار هائل ، من نوع غريب ، مع فوضى شاملة!
كان هذا في سورية ! وحسبُها ، نموذجاً ، في الفوضى والدمار، لنظائرها : ليبيا ، واليمن ، وسواهما!
وتبقى الأسئلة المطروحة ، حول هؤلاء الحكّام ، أصحاب الخيارات ، الآنفِ ذِكرُها ، هي :
هل يشعرون ، أن هذه الأوطان ، التي يدمّرونها، هي أوطان لهم ، حقّاً: شربوا ماءها ، وأكلوا غذاءها، واستنشقوا هواءها!؟
وهل يشعرون ، أن الشعوب التي ينحرونها ، هي شعوبهم ، حقّاً ، عاشوا بينها، وعاش بينها آباؤهم وأجدادهم ، ويعيش بينها أهلوهم ، من : أبناء وبنات وأزواج ، وإخوة وأخوات !؟
وهل القيَم والمُثل ، التي تربّوا عليها ، هي ذاتها ، القيم والمُثل ، التي تربّت عليها هذه الشعوب !؟
ثمّ : هل شعر هؤلاء الحكّام ، أن الشعوب ، التي باشروا ، ثمّ أوغلوا ، في نحرها .. قد استسلمت لهم، وخنعت ، ورجعت كما كانت ، قطعاناً من العبيد ، يسومونها سوء العذاب ، بهدوء واستمتاع .. أم صارت شعوباً ، من طراز آخر، يستعصي على العبودية والاستعباد ، ويأنف الرقّ والاسترقاق ؛ بعد أن دبّت فيها روح الثورة ، واستنشقت عبير العزّة والكرامة !؟
وإذا كانت خيارات العشق ، لدى نزار قباني ، محصورة ، في نوعين من الموت ، هما : الموت على صدره ، أو الموت فوق دفاتر أشعاره ، فإن خيارات الساسة القتلة ، محصورة في نوعين ، هما : الموت البطيء المدمّر، تحت حكمهم .. أو القتل ، المُحيي لنفسيات الشعوب ، الموقظ لمشاعر الآدمية ، في صدورها ، بكلّ ماتعنيه ، من : أنفة وإباء ، وحسّ نبيل ، بالكرامة الإنسانية السامية !