اخر تحديث
الجمعة-26/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ خلط القيَم المعنوية : معضلةُ مجتمعات ، أم معضلةُ عقول !
خلط القيَم المعنوية : معضلةُ مجتمعات ، أم معضلةُ عقول !
14.01.2019
عبدالله عيسى السلامة
إنها معضلة مستمرّة ، عبر الزمان والمكان ؛ لأن ضابطها الأساسي ، هو الفكر، وهو مادّة عائمة غامضة ، بحاجة إلى ضوابط ؛ لاسيّما ، عند إعمال الفكر، في تحديد قضايا مختلفة ، ومختلَف حولَها ، بين المجتمعات ، في الدول المختلفة ، بل ، بين المجتمعات ، داخل الدولة الواحدة ، بل ، أحياناً ، بين الأفراد ، في المجتمع الواحد !
على سبيل المثال :
خلط النفاق ، بالمسايرة والمجاملة !
ما أكثر مانرى ، في مجتمعاتنا العربية المسلمة ، مَن ينافق ، نفاقاً واضحاً ، باسم المسايرة ، أو المجاملة .. في أمور، لاتحتمل المسايرة ، ولا المجاملة ؛ قد تكون عقَدية ، أو خُلقية ، أو نحوذلك ! بينما ، قد يُتهم ، بالنفاق ، أناس يسايرون غيرَهم ، أو يجاملونهم ، في مسائل عادية بسيطة ! وقد تكون المجاملة فيها ، مستحبّة ، أو مندوبة ، وتُشيع أنواعاً ، من المحبّة والإلفة ، بين الناس !
خلط الكِبْر، بالأنَفة ، وعزّة النفس !
الأنفة وعزّة النفس ، صفتان متقاربتان ، في المعنى ، وفي التطبيق ! وهما صفتان نفسيتان، والأنَفة – بمعنى : الترفّع عن الرذائل والسفاسف – نابعةٌ ، من عزّة النفس !
وكثيراً ماتلتبس الأمور، على بعض الناس ؛ فيحسبون الأنفة ، أو الترفّع ، كِبْراً ! كما أن بعض الناس يحملون ، في صدورهم ، كِبْراً ، يسمّونه : أنَفة ، أو عزّة نفس ! والفرق كبير، بين عزّة النفس ، التي تدعو صاحبها ، إلى أن يأنف الرذائل والسفاسف ، ويترفّع عنها .. وبين الكِبْر، وهو خلق مذموم ، بل هو: من أخبث الصفات ؛ فرسول الله ، يقول : لا يدخل الجنّة ، من كان في قلبه ، مثقالُ ذرّة من كبْر! وقد وصَف الكبّر، بأنه : بَطَرُ الحقّ ، وغَمْطُ الناس !
وقد اختلط ، في أذهان الناس ، كثير من الصفات الحميدة ، بصفات ذميمة ، تبدو ، في ظاهرها ، أنها مثلها ، أو أنها ، هي ! بيد أن الفرق ، كثيراً مايكون كبيراً ، ويكون البون شاسعاً ، بين هذين النوعين ، من الصفات !
وممّا راج ، لدى بعض الناس :
خلط التهوّر ، وهو صفة ذميمة .. بالشجاعة ، وهي صفة حميدة !
خلط الإسراف ، الذي هو عادة سيّئة مذمومة .. بالكرَم ، الذي هو عادة حسنة حميدة !
خلط الجبن ، الذي هو صفة ذميمة .. بالحكمة ، التي هي صفة حميدة ، بل هي : من أرقى الصفات الحميدة ! وقد وصفها ربّنا ، عزّ وجلّ ، بأنها منحة ، من عنده ، فقال ، سبحانه : (يؤتي الحكمةَ مَن يشاء ومَن يُؤتى الحكمةَ فقد أوتيَ خيراً كثيراً ..) .
خلط البخل ، وهو صفة سيّئة مذمومة ، تدمّر صاحبها ، وأهل بيته .. بحسن التدبير، الذي هو صفة حسنة ، مطلوبة لكلّ إنسان عاقل ؛ لاسيّما مَن يتولّى أمورَ الآخرين ، من : أسرة ، وقبيلة ، وحزب ، ودولة !