اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ خداع الضمائر فنّ : يتعثّر فيه المبتدئ ، ويجيده المتمرّس
خداع الضمائر فنّ : يتعثّر فيه المبتدئ ، ويجيده المتمرّس
15.02.2020
عبدالله عيسى السلامة
قال أحدهم : قد تخدع بعض الناس ، كلّ الوقت ، وقد تخدع كلّ الناس ، بعض الوقت .. لكن لايمكن ، أن تخدع كلّ الناس ، كلّ الوقت !
أنواع الخداع كثيرة ، منها : الخداع الإعلامي ، والسياسي ، والمالي .. ومنها : الخداع الاجتماعي .. ومنها خداع الحاكم لشعبه .. ومنها خداع الرئيس لمرؤوسيه ، وخداع المرؤوس لرؤسائه .. ومنها خداع الجاسوس ، لمن يتجسّس عليهم .. ومنها خداع الرجل لزوجه ، وخداع المرأة لزوجها .. وهكذا !
وقد يسمّى المخادع خَبّاً ، كما ورد ، في قول عمر بن الخطاب : لستّ خَبّاً ، ولا الخّبّ يَخدعني!
لكن ، أصعبُ أنواع الخداع ، خداعُ النفس ، أو الضمير؛ فهذا فنّ صعب ، شديد التعقيد ، لايجيده إلاّ المتمرّسون فيه !
نماذج قديمة ، متكرّرة ، عبر العصور :
قال الله ، عزّ وجلّ ، عن المنافقين :
(يُخادعون الله والذين آمنوا وما يَخدعون إلاّ أنفسَهم وما يَشعرون) .
وهذا أمر بدهي ، لأن مخادعة الله ، العليم بذات الصدور، هي مخادعة للنفس ، أو للضمير!
نموذج حديث ، يمثّل نمطاً ، يضمّ ألوف البشر:
محسوبون على العلماء ، يحبّون أن يُخدَعوا ، كي يَخدعوا أنفسهم ، بما يُخدعون به !
هذا النمط من الناس موجود ، في سائر الدول ، التي تحكمها أنظمة حكم مستبدّة ، وهي الدول ، التي تضمّ شعوباً ، تنتمي أكثريتها إلى الإسلام ! فالمنافق المحسوب ، على علماء الشرع ، يحبّ أن يَسمع ، من الحاكم المستبدّ ، كلاماً ، يوحي بأنه مسلم مؤمن .. كما يحبّ أن يرى هذا الحاكمَ، المستبدّ الظالم ، يؤدّي بعض الصلوات ، ويصوم ، أو يتظاهر بالصوم ، ويؤدّي العمرة ، مرتدياً لباس الإحرام.. يحبّ هذا المحسوب، على علماء الشرع ، أن يرى حاكمه ، يظهر بهذه المظاهر، التي تعكس صورة رجل مسلم ، وذلك ؛ لتكون له حجّة ، أمام الناس ، بأنه يلتفّ ، حول حاكم مسلم مؤمن ، وأنه يؤدّي واجب الطاعة ، التي أُمِر بها ، لهذا الحاكم ، برغم كون الحاكم ، خائناً لدينه ووطنه وأمّته ، خاضعاً لأمر أعداء الأمّة ، الذين يثبّتون له كرسيه ، الذي نصّبوه عليه ، دون أن ينال ثقة شعبه، بل ؛ ربّما كانت أكثرية شعبه تمقته، وتتمنّى الخلاص ، منه ومن حكمه!
ولا يكتفي المنافقُ ، المحسوب على علماء الشرع ، بهذا النوع من الخداع ، بل يتسلّح به ، ليقابل به ربّ العالمين ، يوم القيامة ، وهو مستحضر في ذهنه ، الآية الكريمة : ( وماشهدنا إلاّ بما علِمنا وما كنّا للغيب حافظين) .. دون أن يكلف (الشيخُ الجليل) خاطره ، بالنظر، إلى أفعال حاكمه السيّئة ، وقراراته ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، الفاسدة ، أو الإجرامية ، بحقّ دينه وشعبه أمّته .. كما لا يكلف خاطره ، بالنظر، إلى خنوع حاكمه ، لأعداء أمّته ، وتسخير مقدّرات دولته، وممتلكات شعبه ، لهؤلاء الأعداء! فهو ليس بحاجة ، إلى معرفة مساوئ حاكمه، مادام قد اطلع على المحاسن ، التي يتظاهر بها الحاكم ، رياء ، والتي تشفع له ، عند الناس في الدنيا ، وعند الله في الآخرة !