الرئيسة \  مشاركات  \  حين يصبح الاستتار سلوكاً سياسياً ، تكثر الأسئلة ، وتقلّ الإجابات !

حين يصبح الاستتار سلوكاً سياسياً ، تكثر الأسئلة ، وتقلّ الإجابات !

19.09.2018
عبدالله عيسى السلامة




ورد ، في الأثر : إذا ابتُليتم بالمعاصي ، فاستتروا !
فهل مايفعله الكثير من الساسة ، في الشام ، اليوم ، هو من المعاصي ، أم من الأفعال ، التي يُفتخَر بها ، أم من الأفعال العادية ، التي لا تحتمل مدحاً ، ولا قدحاً .. وليس فيها ما يَخفض الرأس ، ولا ما يرفعه !
 على سبيل المثال :
لمَ استترت الطائرة الإسرائيلية ، بالطائرات الروسية ، في سماء سورية ، لتتصدّى لها، الصواريخ السورية ، فتسقط طائرة روسية ، بدلاً من الطائرة الإسرائيلية .. كما ورد ، في السبب ، الذي ساقه الإعلام الروسي ، عن حادثة إسقاط الطائرة !؟
والأسئلة الأخرى ، التي يمكن طرحها ، في هذا السياق ، كثيرة ، من أهمّها :
 هل خافت الطائرة الإسرائيلية ، المستترة بطائرات الروس ، من المضادّات السورية الأرضية !؟
وهل طرأ الخوف ، فجأة ، على الطائرات الإسرائيلية ، التي قصفت سورية ، ومنشآتها العسكرية الحيوية ، عشرات المرّات ، دون أن تخاف ، من أن يزعجها أحد ، في سورية!؟
وهل أراد الروس ، التغطية على النظام السوري ، أيْ : ستر فعلته ، تجاه طائرتهم ، وهو الحليف الضعيف ، المذعن لهم .. كيلا يُحرَج قادة الروس ، أمام شعبهم ، الذي قد يعاتبهم بعضه ، أو يلومهم ؛ لأنهم (لم يمسحوا الأرض) بهذا الحليف الضعيف ، الذي أسقط طائرة لهم ، فيها خمسة عشر ضابطاً من ضباطهم .. وفي هذه الحال ، يكون الستر، لقادة الروس أنفسهم ، قبل أن يكون للنظام السوري !
وهل تعاقِب قاعدةُ حميميم ، سرّاً ، العساكر السوريين ، الجهلة ، الذين أسقطوا طائرتها .. أم تترك معاقبتهم لرؤسائهم ، أم تتركهم بلا عقاب ؛ لأنهم أبرياء ، لاذنب لهم ، والذنب كله ، يقع على إسرائيل ، وحدها ، التي لاتجرؤ روسيا ، على معاقبتها ، بل تكتفي بمعاتبتها ، إذا رأت ذلك ضرورياً ، لحفظ ماء وجهها !؟