الرئيسة \  برق الشرق  \  حملات الاعتقال التعسفية في محافظة نينوى

حملات الاعتقال التعسفية في محافظة نينوى

25.03.2018
هيئة علماء المسلمين في العراق


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فما تزال القوّات الحكومية والميليشيات تواصل ارتكاب جرائم التغييب القسري والاعتقال التعسفي في مناطق عدة في محافظة نينوى، وفي مدينة الموصل على وجه الخصوص، التي شهدت في اليومين الماضيين حملات دهم وتفتيش في أحياء ومناطق الجانب الأيمن ولاسيما حي التنك وأطرافه؛ أسفرت عن اعتقال عشرات الأشخاص بعدما اتهمتهم تلك القوات بأنهم (خلايا نائمة) في مصطلح جديد أخذت الحكومة وميليشياتها تتكئ عليه لتبرر جرائمها الطائفية.
وتأتي هذه الحملات في وقت وثّقت تقارير صحفية اعترافات أدلت بها مصادر نيابية بأن ميليشيات (الحشد الشعبي) تمارس انتهاكات متزايدة تجاه أبناء مدينة الموصل، وأقضية محافظة نينوى الأخرى مثل (البعاج)، و(سنجار)، وغيرهما؛ بدوافع الانتقام الطائفي؛ إذ تكررت مؤخرًا وبشكل متزايد ظاهرة اختطاف المدنيين عند نقاط التفتيش المنتشرة على الطرقات التي تشرف عليها الميليشيات، ثم العثور على جثثهم لاحقًا ملقاة في أماكن مقفرة، وعليها آثار التعذيب.
وتؤكد التقارير أن تلك الجرائم التي تتزامن مع قيام الميليشيات بسرقة الدور والمحال التجارية واختطاف شخصيات منتخبة ومن ثم مساومة وابتزاز ذويهم؛ تُقابل بتجاهل متعمد، وتعتيم مقصود من قبل المسؤولين الحكوميين في بغداد وقيادات الجيش وتشكيلات القوّات الحكومية الأخرى، وتبرير مكشوف ومفضوح من بعض المؤسسات الحكومية المحلية في نينوى، التي نجدها -بدلًا من الدفاع عن أبناء المدينة-؛ تقوم بالتهوين من آثار هذه الجرائم وتعدها تصرفات فردية؟! وذلك زيادة على ما في المحافظة كلها من قيود مفروضة على عمل الصحفيين بمنعهم من الدخول إلى المناطق التي شهدت جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية، أو العمل فيها ونقل الوقائع كما هي.
إن ما يجري في محافظة نينوى التي تتبجح بـ(تحريرها) الحكومة الحالية ومن في صفها من المروجين والداعمين لممارساتها الطائفية؛ جريمة منظمة، تشترك فيها أطراف عدة، تواطأت على إبقاء المدينة أكوامًا من أنقاض غدت مقبرة واسعة النطاق وهي تضم آلاف الجثث التي ما تزال تحت ركام المنازل والمباني المهدمة، وذلك بهدف فرض واقع جديد على الناس يتصف بتغيير ما هو مألوف فيها من بنية مجتمعية وبيئية قامت عليه على مدى قرون طويلة، وتحويله إلى شكل ذي نمط طائفي تتحكم فيه إيران عن طريق ميليشياتها، وتغض الولايات المتحدة طرفها عنه لتحقيق مكاسب غير مقتصرة على الإطار المحلي، بل تتعداه لتتجه صوب المنطقة كلها.
الأمانة العامة
7/ رجب/ 1439 هـ
24/3/2018 م