اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ حكمُ المتغلّب : ليس نظرية ، بل هو أمر واقع ، ينطبق عليه فقه الضرورات
حكمُ المتغلّب : ليس نظرية ، بل هو أمر واقع ، ينطبق عليه فقه الضرورات
27.09.2018
عبدالله عيسى السلامة
لقد ابتليت أكثر أمم الأرض ، بحكم المتغلّب ، قديماً وحديثاً ، وأمّتنا منها ! أمّا الأصل ، عندنا ، كما هو معلوم ، فالاختيار الحرّ ! وله أساليب عدّة ، منها : ماورد ، في سيَر الخلفاء الراشدين .. ومنها : ماورد ، عن بداية نشأة الديموقراطية اليونانية ، ثمّ الأشكال ، التي تطوّرت ، إليها ، هذه الديموقراطية !
ولو جعلنا حكمَ المتغلّب ، هو النظرية الأساسية ، التي يقوم عليها ، حكم الشعوب والأمم ، لخالفنا مبادئنا الإسلامية ، وفي مقدمّتها : مبدأ الخلافة الراشدة ، التي تتمّ ، عن طريق الانتخاب الحرّ ! وإلاّ؛ فما الفرق ، بينها ، وبين الملك العاض ، أو العضوض .. وبينها ، وبين الحكم الجبري ، الذي تعقبه خلافة راشدة ؛ كما ورد في الحديث النبويّ ؟ ثمّ : لو جعلنا حكم المتغلّب ، هو النظرية الأساسية ، في الحكم ، لنسفنا مبدأ الشورى ، في اختيار الحاكم ، وفي عزله ؛ إذا استوجب الأمر ذلك ! والحاكم المتغلّب ، لا تعزله الأمّة، مهما فعل ، بل : يعزله متغلّب أقوى منه .. وفي هذا ، من البلاء ، مافيه !
وفي المحصّلة : لابدّ ، من الاعتراف ، بفكرة (حكم المتغلّب) ، لكن ، لا على أنه نظرية ، أو مبدأ ، أو قاعدة للفقه السياسي الدستوري .. بل : على أنه ضرورة ، يجب التعامل معها ، والاقتناع الدائم ، بأنها ضرورة ! مع الإشارة ، إلى أن فقه السياسة ، عامّة ، هو فقه ضرورات ؛ لأن الفرد غير مخيّر، وحدَه ، باختيار حاكمه ؛ بل : هو خاضع ، في اختياره، لشبكة معقّدة ، من الآراء ، والمصالح ، والقوى .. المتنافسة ، والمتصارعة ، التي تسهم ، كلّها ، في عملية تنصيب الحاكم !
ومن الطريف : أن إقرارنا ، بحكم المتغلّب ، على أنه نظرية ، أو قاعدة ، للحكم .. يجعلنا نقرّ، بحكم الحكّام المتغلّبين الموجودين ! وإذا تحرّكنا ، لإزاحتهم ، احتجّوا ، علينا ، بكلامنا، أو نظريتنا ! وإذا قلنا لهم : نحن ، نظريتنا تقوم ، على اختيار المتغلّب الصالح ، سخِروا منّا، وادّعوا ، أنّهم أصلح أهل الأرض ! فضلاً عن أن المتغلّب ، عامّة ، لايخضع ، لتقويمات الآخرين ، في الصلاح والفساد ؛ بل : يكفي أنه متغلّب ، ليكون صالحاً ، في نظر نفسه ، وأنظار مؤيّديه ، المنتفعين بحكمه ! ومََن عارضَه ، فهو الفاسد الضالّ ، المخرّب ، عميل الاستعمار.. ويجب استئصاله !