الرئيسة \  مشاركات  \  حساب غَلّة الأمّة ، بين الحقل والبيدر.. للمتفائلين والمتشائمين والمتشائلين

حساب غَلّة الأمّة ، بين الحقل والبيدر.. للمتفائلين والمتشائمين والمتشائلين

14.12.2019
عبدالله عيسى السلامة




ملامح صورة الأمّة ، اليوم :
     موجة الربيع العربي الأولى :
أنجزت بعضَ مهمّاتها، وهي ماتزال تتفاعل : أسقطت أوثاناً، واقتلعت أوتاداً، وحطّمت هياكل، فاستنفرت قوى الثورة المضادّة ..أو قوى الشدّ العكسي .. أو قوى الفساد والاستبداد ، والقهر والظلم .. داخلَ الدول ، التي شهدت الربيع ، وخارجها ، من المحسوبين على أبناء يعرب ، ومن المحسوبين على أبناء يكرد ، ومن سائر المحسوبين ، على أمّة الإسلام .. ومن الأمم المتنوّعة ، التي تدين بديانات مختلفة ! فكان لهؤلاء ، جميعاً ، أهداف متعارضة ، ومصالح متعاكسة .. لكنها ، جميعاً ، متّفقة على مهمّة واحدة ، هي القضاء ، على الربيع العربي ، الذي أطلقوا عليه تسميات شتّى .. ونعتوه بنعوت شتّى .. واتّهموه تهماً مختلفة .. وصار همّهم ، جميعاً ، هو إسقاطه ؛ لأن فيه شيئاً واحداً ، يخيفهم ، جميعاً ، هو حرّية الشعوب ! 
موجة الربيع العربي الثانية :
    أفادت من الموجة الأولى ، وعياً وإصراراً ! وقد اندفعت هذه الموجة الثانية ، متسلّحة بوعي جديد ، مستمَدّ من الموجة الأولى ، وأحداثها ، ونتائجها ، وتطوّراتها .. والقوى المعاكسة لها، والمتآمرة عليها ، من الدول العميقة ، وغيرها ! لذا ؛ كانت الشعارات المرفوعة ، تنادي بإسقاط الرموز الاستبدادية ، وأعوانها، جميعاً ! وانطلقت الحناجر، في عواصم الموجة الثانية، تصيح: يجب إسقاط الرموز، كلّهم ، وتُردّد العبارةَ : كلّهم ، يعني : كلّهم ! 
      الاتفاقات والمعاهدات التركية الجديدة ، مع قطر وليبيا ، والنشاط التركي ، في إفريقيا ! هذه ، كلّها ، رصيد إضافي ، يعزّز رصيد الأمّة ، ويقوّى معنويات العناصر، المتفاعلة مع الموجة الثانية ، من موجات الربيع !
       القمّة الخماسية ، بين تركيا وقطر، والدول الثلاث الكبيرة في أسيا : ماليزيا وأندونيسيا وباكستان ! وهي امتداد لحلم أربيكان ، الذي شكّل كتلة ، من دوَل ثمان ، في آسيا وإفريقيا ، هي الأضخم والأقوى ، في العالم الإسلامي ، إلاّ أن الظروف ، التي جدّت على أربيكان ، حالت بينه ، وبين تحقيق حلمه النبيل !
     سقوط السَدَنة المفلسين، خُلقيا وسياسياً ؛ إسقاط انفسهم ، بتصريحاتهم وسلوكاتهم : هذا رصيد رائع ، ينضاف إلى الغلّة ؛ فهو يزيد الشعوب وعياً ، بحقيقة من يقودها ، وبما يجب عليها فعله، تجاه مصائرها ! والأهمّ من هذا ، كلّه : حسن الاستثمار والتوظيف !