الرئيسة \  مشاركات  \  حرية التعبير وخطاب الكراهية والفرق بينهما

حرية التعبير وخطاب الكراهية والفرق بينهما

23.04.2022
المهندس هشام نجار




أعزائي القراء ..
آخر واقعة استفزازية ضد المسلمين وقعت منذ عدة أيام في السويد وذلك بحرق القرآن الكريم من قبل متطرفين يمينيين أمام الناس باستفزاز ظاهر لملياري مسلم في العالم ، فهل ماحصل بالسويد وما يحصل بصورة متكررة في مناسبات عديدة هو حرية تعبير أم هو خطاب كراهية؟.
تعالوا نتعرف على الاصطلاحين .
حرية التعبير : هي حق كل فرد في اعتناق الآراء التي يريد (دون مضايقة) وهي حقه في البحث عن المعلومات، والأفكار، وتلقيها، ونقلها إلى الآخرين بوسائل مختلفة،كما أنها حق المرء في قول ما يريد وكيفما يريد، (دون الإضرار بالآخرين)، أو (بسُمعتهم عبر الكذب)، أو ( باستخدام الكلمات المضللة).
 فهي جزء اساسي من الديمقراطية، وتتعاضد أيضاً مع حرية الصحافة، والإعلام،وهي حق أساسي من حقوق الإنسان المنصوص عليها في المادة التاسعة عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في دستور الامم المتحدة، فإلى جانب ما يترتب عليها، ويتبعها من حريات مثل حرية الإعلام، وحرية الصحافة، فهي تعمل (كعنصر تمكين المجتمع)، ودعم لجميع الحقوق الأخرى.
 
وقد وضعت لكم بين قوسين قيود حرية الراي حسب تعريفها .
أما خطاب الكراهية : هو كل قول او فعل أو عمل من شأنه إثارة الفتنة أو النعرات أو التمييز بين الأفراد أو الجماعات، يؤدي إلى ( تفرقة أو تقييد أو استثناء أو تفضيل بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة أو الطائفة أو العرق أو اللون أو الأصل الإثني).
ومن تعريف الاصطلاحين نلاحظ الفرق الشاسع بينهما ، بينما المغرضون حتى من ابناء جلدتنا مع الأسف يمزجون بين الاصطلاحين عن جهل أو عن قصد على ان ما حصل في السويد ودول غربية اخرى هو حرية رأي بينما هو خطاب كراهية كامل الاركان . ولكن التوجهات اليمينية لبعض الدول المعادية تحاول المزج بينهما لغايات تصب في إرضاء سلوك المتطرفين اليمينيين في حين ان قوانينهم تمنع خطاب الكراهية.
تعتبر حرية الراي اسمى مبادئ المجتمع الديمقراطي المنفتح، بينما خطاب الكراهية في أي مجتمع دليلاً على التخلف والانحطاط الفكري والقيمي. ولكل أنواع الحريات حدود معينة لا يجب تجاوزها، اضافة لحقوق وواجبات يجب التقيد بها، وإلا أصبح المجتمع البشري مجرد غابة يفترس فيها القوي الضعيف.
أعزائي القراء ..
بقي نقطة واحدة احب التركيز عليها وهي تخص كثرة المهاجرين من ابناء مجتمعاتنا الاسلامية الى الدول الغربية واختلاف العقيدة والتوجه ولد نوعاً من الاحتكاك السلبي مع مواطني تلك الدول ، هذا الاحتكاك كان مرغوبا ومقصوداً من أصحاب خطاب الكراهية للعمل على إزدياد اعدادهم وتيارهم في دولهم حتى يتمكنوا بالنهاية من السيطرة على بلدانهم ثم سن قوانين جديدة ضد المهجرين تعجل في ترحيلهم إلى بلدانهم ، علما ان ٧٥٪؜ من المهجرين المسلمين هاجروا نتيجة لضغوط سياسية في بلدانهم تعرضهم للقتل او الاعتقال في حال عودتهم لبلادهم وسوريا اكبر مثالاً على ذلك .
وعليه فان النصيحة لاخوتنا واخواتنا من المهجرين ضبط أعصابهم إلى اقصى الحدود وإتباع الطرق الأكثر سلمية في الرد على أصحاب خطاب الكراهية وهناك محامون يتفهمون الفرق بين خطاب الكراهية المرفوض دولياً وبين حرية التعبير والمتعارف عليها قانوناً وهم قادرون على إعادة الحق إلى اصحابه من المسلمين، مع زياد الضغط على حكومات تلك الدول بالمظاهرات السلمية ومنع المندسين بينهم من اثارة الشغب لاهداف اصبحت معروفة وراءها تنظيمات ومخابرات معادية .
وهناك الكثير من قوانين هذه الدول تعتبر منفذاً لهم في الحصول على حقوقهم.