الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  حبيبتي أريحا

حبيبتي أريحا

02.12.2017
يحيى حاج يحيى




تلمستُ جرحك ، فوجدتُ  فيه ألف  طعنة  !؟
وبحثت ياحبيبةُ بين أوراقي عن قصيدة تواسي جراحك
فلم أجد !
واستحييتُ أن أقول : إن قصائدي المسافرة خلف جراح السوريين
أصبحت كسيارة الإسعاف يطلبها ألف مستغيث ، فلا تدري أين تذهب !
أأبكي جراح مدينتي جسر الشغور ؟
أم جراح أحبتي في خان شيخون ؟
أم أشارك في بكاء مئات الأطفال في الغوطة وهم تحت الهدم والردم !؟
أم أتوجه إلى حلب ، لأندب الضحايا وقد ضاق بجثثهم الطاهرة نهرها الضئيل الخجول !؟
وأنا أسمع الأنين قادماً من دوما ، يحمل معه ألف أسى ، بل مليون هم !؟
آه ياحبيبة ! كم أنا خجل من رائد شهدائك إبراهيم أحمدو ، وقد مضى واثقاً أن الذين بعده لا يقيلون ولا يستقيلون !؟
وأتوارى من سيد المنشدين أحمد البربور ! وكم ضمنا مشهد ولقاء ! هو ينشد فيطرب ويرشد !
وأنا أقف بين العمالقة من أساتذتي ، وشيوخي ، أرفع صوتي بقوافٍ ضممتها في قصيدة ،  تشرفتْ وتشرفتُ معها  بمديح سيد الثقلين  وقائد الغُر الميامين  رسول الله !!
 حبيبتي أريحا !!
ياجنة من جنان الله في أرض الشآم !
ويابلد الكرام !
ويادوحة لم تتغن في يوم من الأيام
إلا بالإسلام وللإسلام !
كأني بصوت البربور يعلو من بين الأنقاض ، ومن خلال الجراح :
أفلا يأتي يومٌ نحيا فيه حياةً أسلامية
يهتف كلُّ الكون يغني : لا شرقية ، لا غربية
إسلامية ٠٠٠٠٠٠٠ إسلامية !!
حيث الكرامة والحرية !
لكل بني الإنسان ، وقد رأينا ونرى ماتفعل الشرقية والغربية بنا وبالمسلمين !؟
حبيبتي أريحا !
توارت القوافي ، فأنا كمن بُحّ صوته ، فلم يجد مسعفاً سوى مقلتيه تجودان ببعض الدمع !
وعذري - ياحبيبة - أنها دموع شيخ ، يقف على أبواب السبعين !
وهو على ثقة أنك تعذرين كما يفعل كل كريم !
لست أشك لحظة ، وأنا أرى دماء أبنائك التي بها تجودين !!
والسلام عليك يابلد الحب والشهداء والكرامة !!