الرئيسة \  كتب  \  فتنة الغرب بين السلفيين والوهابيين – قراءة في كتاب الوهابية والسلفية –

فتنة الغرب بين السلفيين والوهابيين – قراءة في كتاب الوهابية والسلفية –

06.01.2014
هيثم عياش


برلين / ‏04‏/01‏/14
تغلغلت بعض سنن اليهود والنصارى بأفكار الكثير من المسلمين في وقتنا الحالي فالحديث الذي رواه الامام البخاري في صحيحه – كتاب الاعتصام  بالكتاب والسنة – عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن . قد أصبح ملموسا وحقيقة  وهي من معجزات النبوة .
ويعود سبب تغلغل بعض سنن اليهود والنصارى بشرايين الكثير من المسلمين الى الجهل بالدين من خلال جهلة زعموا انهم علماء فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن الله لا يقبض العلم انتزاعا انما يقبضه بقبض العلماء حتى اذا لم يبقى اتخذ الناس أناسا جهالا  فضلوا  وأضلوا . كان والدي رحمه الله يأخذني زمن أيام الطفولة وبداية ملاعب الصبا الى جامع الدفاق بحي الميدان الدمشقي ، وجامع الدقاق هو احد مساجد دمشق القديمة  واصل اسمه جامع القبيبات وجامع الكريمي نسبة الى الذي شيده  عبد الكريم بن هبة الله بن سديد  وكيل الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحي عام 718  هجرية حوالي عام 1221 والقبيبات هو حي الميدان حاليا ، للاستماع الى دروس وخطب الشيخ محمد بهجت البيطار رحمه الله / 1894- 1976/ فكان يقول لي هذا من بقية السلف ، بينما كان أصحاب الصوفية والذين يعتقدون بأنفسهم العلم ينفِّرون الناس منه لأنه لا يجيز الاحتفال بعيد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ويشيد بمجدد القرن الثالث عشر الهجري الإمام محمد بن  عبد الوهَّاب رحمه الله ويرون بالإمام حسن البنا  بأنه أحد أعمدة الوهابية بالعصر الحديث ويحذرون من الاخوان لأنهم يتبعون أفكار محمد بن عبد الوهَّاب وعلماء السعودية . هكذا كان الناس يحذرون ويبثون إشاعات ما أنزل الله بها من سلطان .
ولما عجز الغرب من القضاء على الحركات الاسلامية  وتفريق شملهم رأى أن أفضل طريقة للحيلولة دون خطرهم رمي بعضهم ببعض فأوعزوا الى تلاميذهم بالعالم الاسلامي ان يبثوا دعايات الفرقة بين أئمة الحركات الاسلامية ، واستطاع ملالي ايران أن يقنعوا الغرب بخطر السلف عليهم وانهم يحملون أفكارا تكفيرية وخاصة علماء السعودية  اذ أنهم قادة الفكر الاسلامي الذي يقود زمام الحرب ضد الغرب ، عدا عن ذلك فقد استفاد الغرب من محاربة دولة الخلافة الاسلامية  العثمانية  لحركة الامام محمد بن عبد الوهَّاب اذ استطاعت الصوفية إقناع السلاطين العثمانيين بضرورة محاربة الوهابيين لأنهم لا يجيزون الاحتفال بالمولد وينظرون الى بعض سنن الصوفية بأنها من البدع فقد كان للصوفية تأثير عميق على العثمانيين الذين ندموا بعد ذلك من محاربتهم حركة افمام ابن عبد الوهاب وأئمة آل سعود الذين حملوا راية نصرة الفكر الاسلامي الصحيح ، فأوعز الغرب لتلاميذهم ببث دعايات التفرقة بين ما يُطلق عليه بالوهابية والسلفية .
ويؤكد الصحافي النمساوي يوئاخيم شفارتسر الذي يزعم خبرته بالإسلام والشرق الاوسط من خلال قراءته لكتابه / الوهابية والسلفية عار على الاسلام /أمام ملأ من الصحافيين مساء يوم الجمعة من 3 كانون ثان/يناير بالعاصمة برلين ان هناك فرق كبير بين الوهابية والسلفية علما ان فكرهما واحد اذ يرون بأن الاسلام الصحيح هو التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتقيد ايضا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث ، الا انهما أصبحا مختلفين في المعاملات والحكم والسياسة وعلاقتهما بالغرب ،  فقد كان الاعتقاد بأن السلفيين اكثر انفتاحا على الغرب من الوهابيين تبين بعد ذلك خطأ هذا الاعتقاد فهم مثل الوهابيين لا يحبذون قيادة المرأة للسيارة ويرفضون الاستماع الى الموسيقى ويرفضون مصافحة المرأة الرجل او الرجل المرأة ويرون بالديموقراطية الغربية  بدعة ضالة وكفر والاكل بالملعقة والشوكة تقليد للغرب والأكل باليد بركة واتباعا للسنة النبوية فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يأكل بالملعقة والشوكة  والاسلام يرفض الحريات ولا مكان لكرامة الانسان وحقوقه في الاسلام وعلى المرأة أن تبقى بالبيت تطبخ وترضع أطفالها مضيفا ان مانراه من تصرفات السلفيين عندنا في أوروبا دليل حي انهم وهابيون أقحاح . وأعلن  شفارتسر وجود خلاف بين السلفية الجهادية والسلفيين العاديين فالسلفية الجهادية هم أتباع محمد بن عبد الوهَّاب والعاديون الذين يرفضون منابذة الحاكم الظالم مثل مفتي نظام سوريا الشيخ احمد حسون وشيخ الأزهر احمد الطيب وآشياخ آخرون يأمرون بالصلاة والزكاة والحج فقط فهو الاسلام الصحيح ولا علاقة لهم بالسياسة والرياسة والزعامة  ويجب على الغرب تقوية علاقاته مع هذا الصنف من السلفيين .
وبالرغم من تفريق شفارتسر  بين السلفية المجاهدة والسلفية المهادنة ، فقد أكد أن فكر الاخوان المسلمين منبثق تماما من فكر الوهابية التي ترى الاسلام الصحيح هو العودة الى كتاب الله وتحكيم الشريعة ويرى الإخوان بالائمة الثلاثة احمد بن حنبل وابن تيمية وابن عبد الوهَّاب قدوة لهم فابن حنبل ناصر السنة فند أقاويل المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن  ودعمهم بذلك بعض خلفاء بني العباس واستطاع ابن حنبل الانتصار عليهم كما انتصر ابن تيمية على الصوفية والشيعة وأعاد ابن عبد الوهَّاب الاسلام الى فطرته وكل المحدثات التي أحدثت فيه بدع ضالة وأكد الامام حسن البنا بأن الاسلام دين ودولة وهوية ووطن وجهاد فالسلفيون هم وهابيون ومن الصعب اجتثاثهم من المسلمين  اذ اكتسبوا شعبية لا يضاههم احد مؤكدا انه بالرغم من تأييد المملكة العربية السعودية لانقلابيي مصر من العسكر على الرئيس الشرعي لتلك الدولة  محمد مرسي الا ان حكومة المملكة وشعبها ولوازع ديني وبالتالي لحملها راية التوحيد تفتح أبوابها للاخوان وغيرهم ممن يحملون الفكر الاسلامي الصحيح .
وجراء القلق من الاسلام الصحيح ومن خلال الدعايات المناوئة للسعودية التي تشنها ايران وبعض المنظمات الاسلامية المتأثرة بالصوفية والفكر العَلَماني  بأنها دولة تدعم السلفيين والسلفيين معادون للغرب اذ انهم لا يلبسون السروال الضيق وغير ذلك فقد وضعتهم الحكومة الالمانية تحت المراقبة ومنع وزير الداخلية السابق هانس بيتر فريدريش  ووزير الدفاع / عندما كان وزيرا للداخلية ثم عاد الى الوزارة مرة أخرى بعد تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة في 18 كانون أول/ديسمبر 2013 المنصرم / توماس دو مايز  بعض الجمعيات التي يديرها السلفيين عن العمل . وقد جاء المنع ايضا نتيجة جهل بعض المتدينين من الشباب المسلم بالسلفية الصحيحة ، فالاسلام دين منفتح يؤمن بالحوار ويرفض العناد ويدعو الى محاسن الأخلاق وينبذ أراذلها ويحث بالاندماج مع المجتمعات شرط الحفاظ على كيان المسلم وشخصيته ويحرص على حقوق الانسان وصيانة كرامته وقد اقتبس الغرب من الشريعة الاسلامية قوانين ينتهجها بدوله ولا أحد يستطيع نكران ذلك .
انها سياسة ماكرة يريد الغرب انتهاجها للتحريض على الفكر الاسلامي الصحيح فبعد ان نجح بتحريض بعض حكومات الدول الاسلامية على الحركات الاسلامية يبذل جهوده لرمي العداوة بين اصحاب الفكر الاسلامي والنيل من صدق اولئك الذين يرون بنصرة المسلمين ورفعة الاسلام . وعندما وضعت امريكا بجهة النصرة لأهل الشام ضمن لائحة الارهاب  وشهد زعماء ءمنظمات الاغاثة الدولية بأمانة أعضاء هذه الجبهة عرضت شبكة الجزيرة الاخبارية / أنا لا أنظر الجزيرة الا نادرا / مقابلة مع شخصية تدعى بأبي محمد الجولاني زعم انه زعيم تلك الجبهة ببلاد الشام نالت تصريحاته إعجاب الكثيرين ، واذا بإحدى المحللات تشكك بالجولاني متسائلة اهو شيخ سعودي لأن لهجته قريبة من لهجة السعوديين او عميل امريكي او شيخ مختلق مشيرة بأنه كان يضع ساعته باليد اليسرى علما ان السلفيين يضعونها باليمنى الى غير ذلك من الترهات والسفاهة . 
انها لعبة خسيسة للغرب الا انها ستفشل كما فشلت خططهم السابقة .