الرئيسة \  برق الشرق  \  تقييم محادثات ميركيل بوتين

تقييم محادثات ميركيل بوتين

25.08.2018
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين / ‏20‏/08‏/2018
اجرت المسنتشارة انجيلا ميركيل قبل يوم أمس السبت 18 آب / اوجسطس بقصر  ضيافة الحكومة الالمانية بمنطقة ميزبيرج القريبة من العاصمة برلين مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت مباحثاتهما بشكل مسهب حول الوضع بالشرق الاوكراني وفي سوريا والسعي لانهاء بعض العقوبات الاقتصادية التي انتهجها الاوروبيون والادارة الامريكية ضد الكرملين بسبب دعمه لانفصاليين بالشرق الاوكراني يتطلعون لاقامة دويلة لهم ودمجها مع روسيا اسوة بسلخ موسكو شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا وذلك في عام 2014 . وقد تم اختيار منطقة ميزبيرج ليس بسبب جمال تلك المنطقة بل من اجل ان تكون المباحثات بعيدة عن ضوضاء المظاهرات المنددة بسياسة بوتين الداعمة لبشار اسد  وانفصاليي واوكرانيا  وانتهاكات حقوق الانسان وكتم افواه المعارضة والرأي الحر .
بوتين أعلن بتصريح مع المستشارة ميركيل قبيل بدء مباحثاتهما انه يريد تقوية العلاقات الاقتصادية والصناعية مع المانيا ذاكرا قيمة التعاون والتبادل الصناعي والاقتصادي بين المانيا وروسيا التي وصلت الى حوالي 18 مليار يورو خلال عام 2017 الماضي ذاكرا وجود حوالي 5 الاف مجموعة المانية تعمل في روسيا  وانه لا بد لهذا التعاون ان يكون اقوى من ذي قبل طالبا انهاء بعض العقوبات الاقتصادية والبدء بصفحة جديدة للعلاقات بين المانيا وروسيا .
وقد أصغت المستشارة ميركيل ومعها نحن معشر الذين قاموا بتغطية زيارة بوتين الذي طالب برلين المساهمة مع حكومته وتركيا والاوروبيين باعادة بناء سوريا من جديد مؤكدا انه يريد من السوريين اللاجئين في تركيا واوروبا وخاصة المانيا العودة الى بلادهم لبنائها من جديد متطرقا بالوقت نفسه الى ازمة الشرق الاوكراني مؤكدا دعمه للمستشارة ميركيل والرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون بتنفيذ اتفاقيات مينسك / روسيا البيضاء / التي تنص على وقف اطلاق النار بالشرق الاوكراني وتمكين موظفي المنظمة الاوروبية للامن والسلام والتنمية بتسهيل مهامهم التي تكمن ايصال المساعدات الانسانية الى المحاصرين بالشرق الاوكراني حاثا منظمة الامم المتحدة بارسال فرقة اممية تشرف على وقف اطلاق النار وانه لا بديل عن اتفاقيات مينسك .
تصريحات بوتين هذه كان لها تقييم من بعض السياسيين الالماني فبينما طالب رئيس جمعية الصداقة الالمانية الروسية  ماتياس بيتسفيك الحكومة الالمانية حوارا صريحا مع موسكو وكسب ثقة بوتين الذي وصفه بالشريك الامين والمانيا بحاجة الى روسيا لاستقرار اوروبا  والغاء بعض العقوبات الاقتصادية ضد موسكو ضرورة ملحة ، بينما اعتبر رئيس الجمعية الالمانية لغرف الصناعة والتجارة الالمانية مارتين فانسليبين انهاء القطيعة الاقتصادية خطوة نحو تعاون بوتين سياسيا مع المانيا والاوروبيين لانهاء الحرب في سوريا ما بخدم ويحقق طموحات الشعب السوري بالحرية بينما طالبت زعيمة كتلة التحالف اليساري النيباية بالبرلمان الالماني زهرة فاجينكنيخت  / من اب فارسي / اعتراف الاوروبيين بشرعية موسكو في القرم كخطوة رائدة لانهاء دعم موسكو لانفصاليي الشرق الاوكراني ، كما رأى عضو لجان شئون السياسة الخارجية عن كتلة الحزب البديل لالمانيا المعادي للاسلام والاجانب  ارمين باولس هاميلن بمطالب بوتين بالحكمة وعلى الاوروبيين المساهمة باعادة تعمير سوريا ودعم بوتين بتدخله عسكريا الى جانب بشار اسد لوقف زحف الاسلام على اوروبا .
الا ان عضو لجان شئون السياسة الخارجية من كتلة الخضر  بالبرلمان الالماني اوميد / عميد / نوريبور / فارسي الاصل / رأى بطالب بوتين من ميركيل مساهمة المانيا باعادة متعمير سوريا  ان بوتين يريد بذلك اظهار نفسه المنتصر في سوريا ويريد ابتزاز الحكومة الالمانية والاوروبيين وإظهار ضعف حكومة المستشارة انجيلا ميركيل سياسيا في المانيا واوروبا والعالم مطالبا  الحكومة الالمانية بعدم تلبية مطالب بوتين .
وطالب عضو لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان  الالماني نوربرت روتجين ومعه نظيره بالبرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / ايلمار بروك بعدم تلبية مطالب بوتين واظهار له بان المستشارة ميركيل ومعها الاوروبيين بالبسطاء الذين يصدقون بوتين وكل شيء فالرئيس الروسي كان قد وعد بسحب فرقه العسكرية من سوريا ولم يفعل ووعد بسحب آلياته العسكرية الثقيلة من داخل مدن الشرق الالماني الى المدن الروسية التي تقع على حدود روسيا مع اكرانيا ولم يقم بتنفيذ وعوده وعلى الاوروبيين وخاصة الحكومة الالمانية الالتزام بالواقعية . بينما أكد عضو لجان شئون السياسة الخارجية عن كتلة  الديموقراطيين الاحرار / الليبراليين / الكسندر لامبسدورف ان مطلب بوتين من الحكومة الالمانية والاوروبيية المساهمة باعادة بناء سوريا  دعما لبشار اسد وعلى الاوروبيين وفي مقدمتهم الحكومة الالمانية المساهمة بتعمير البنى التحتية لسوريا عندما يغادر بشار اسد السلطة وسوريا ايضا فلن يقبل المجتمع الدولي واحرار العالم مصافحة قاتل خائن لبلاده فهو قد جعل سوريا دولة محتلة فاقدة لاستقلالها على حد قولهم .
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن صادقا بوعوده الاوروبيين والمجتمع الدولي والشعوب التي تعيش تحت اضطهاد روسيا لهم بانهاء تدخله العسكري في سوريا الى جانب بشار اسد والشرق الاوكراني فلولا ارسال الكرملين فرقه العسكرية لمحاربة الشعب السوري الى جانب بشار اسد لاستكاع شعب تلك الدولة تحقيق طموحاته بالحرية والكرامة وارساء الحياة البرلمانية من جديد ببلاده كما ان تدخله العسكري ودعمه لانفصاليي الشرق الاوكراني ساهم الى حد كبير مخاوف دول  بحر البلطيق التي كانت تابعة لما كان يُطلق عليه بالاتحاد السوفييني من غزو روسي لبلادهم وساهمت سياسته بكسب  الاحزاب القومية في اوروبا قوة ودعما اكثر فالحزب الذي يرأسه بوتين /حزب وطننا الام روسيا /  حزب عنصري قح يرى بفرض روسيا هيمنتها على العالم .