الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تغيير جذري في الشمال السوري:تأسيس مليشيات روسية!

تغيير جذري في الشمال السوري:تأسيس مليشيات روسية!

22.01.2020
المدن


المدن
الثلاثاء 21/1/2020
نقل مراسل "المدن" في إدلب عن مصادر خاصة أن القوات الروسية المتمركزة شمال شرقي سوريا، شرعت بتأسيس وحدات عسكرية محلية تابعة لها، ومهمتها ستكون مبدئياً حماية القواعد والنقاط العسكرية الروسية، ومرافقتها خلال التجول في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن تأسيس الوحدات المذكورة بدأ في مدينتي عامودا وتمر التابعتين لمحافظة الحسكة، واللتين تضمان نقطتين عسكريتين روسيتين، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى ستتضمن تجنيد 400 شاب، حيث سيتولى عناصر من "وحدات حماية الشعب" الكردية تدريبهم على مختلف أنواع الأسلحة بإشراف روسي.
وقال مصدر في الجناح العربي في "قسد" ل"المدن": "جرى اتفاق بين الروس والأكراد على تدريب مقاتلين في منطقة شرق الفرات تتبع إدارتهم لقاعدة حميميم، ومن أجل مناقشة الأمر ذهبت (جيهان أحمد) إلى دمشق ومن ثم إلى واشنطن، من أجل التنسيق مع الإدارة الأميركية حول إمكانية تعاون قسد مع روسيا".
وأضاف المصدر أن "قوات روسية تتولى تدريب المليشيات بمنطقة عيسى داخل اللواء 93 حيث تقدر الأعداد المتواجدة داخل المعسكر ب150 مقاتلاً. وهناك مكتب سياسي ينسق الأمور بين الطرفين، ولكن، حصل خلاف في المؤتمر السنوي لقسد حول وجود هذه القوات التي تتبع لروسيا".
وحول الخلاف أشار المصدر إلى أن الفصائل العربية العاملة ب"قسد" اعترضت وبرّر قائد التنظيم مظلوم عبدي بأنهم قلة قليلة ومجرد وهم أمام القوات التركية. لكن عملية التوسعة جارية والأعداد هناك تزداد بشكل يومي، حيث أن الهدف من الأمر هو فتح باب المصالحات بالمنطقة لصالح نظام الأسد.
وأوضح المصدر أن "الهدف من تأسيس هذه المليشيات العمل على تجنيد أكبر عدد من شبان المنطقة وروسيا للعمل على استغلال الفشل المتراكم في إدارة المناطق الشرقية لتجنيد أبناء المنطقة ليساعدوها في فرض نفوذها.
وأشارت المصادر من جانب آخر، إلى أن روسيا عمدت إلى توسيع نقطتيها العسكرتين في تل تمر وعامودا، وأرسلت عربات مصفحة ومروحيات إسعاف، ومن المتوقع أن تصل العشرات من البيوت المسبقة الصنع إلى النقطتين من أجل تعزيز قواتها في المنطقة إثر دخول القوات الروسية لشرق الفرات بعد انطلاق عملية "نبع السلام" التركية.
وتنقسم سياسة روسيا في سوريا إلى قسمين. الأول، هو التدخل العسكري والسياسي لدعم الأسد من أجل فرض سيطرته، ومن ثم تبدأ بفرض السيطرة بشكل عام، بحسب ما يقول مدير تحرير موقع "الشرق نيوز" الناشط فراس علاوي ل"المدن".
وبرأي علاوي، تحتاج روسيا لتحقيق سياستها إلى قوات مخلصة لها من أجل فرض رؤيتها السياسية. وهي لهذا الهدف شكلت الفيلق الخامس في مناطق درعا وريف دمشق وريف حمص. وأضاف أن "روسيا تحاول تعويض قلة الأعداد البرية التابعة لجيشها في سوريا، من خلال بناء ميليشيا جديدة في مناطق شرق الفرات".
ستكون من مهمات هذه القوات أيضاً حماية القوات الروسية أو القتال بدلاً منها، فيما يعمل الطيران الروسي على تأمين الدعم الجوي لهذه الميليشيات. كذلك يعمل الروس على المواءمة مع طبيعة المناطق جغرافياً وديموغرافياً التي لا تقبل بوجود الروس لوحدهم.
وخلال الشهرين الماضيين، تمركزت الشرطة العسكرية الروسية في 10 نقاط وقواعد على الأقل شمالي سوريا، بعضها كانت قواعد أميركية قبل أن تنسحب منها الأخيرة إثر انطلاق عملية "نبع السلام" التركية في تشرين الأول/أكتوبر.
وعملت إيران على تأسيس مليشيات تابعة لها في سوريا إلى جانب استقدام مليشيات ومقاتلين من خارج سوريا بينها حزب الله والمقاتلين الأفعان في "لواء فاطميون". ويرى الباحث السياسي فراس فحام أن "روسيا تريد أن تتبع المليشيات التي تؤسسها إلى الشرطة العسكرية الروسية بشكل مباشر ولا تريد أن تكون مرتبطة بأي تنظيم أو تشكيل أخر يرتبط بنظام الأسد، حيث أن عملية التدريب والتسليح وتلقي الأوامر ستكون من الشرطة العسكرية الروسية".
وأوضح في حديث ل"المدن"، أنه "بالنسبة لهدف روسيا من إنشاء هذه المليشيا فهي تحاول توسيع نفوذها في منطقة شرق الفرات خصوصاً أن المفاوضات مع قسد فشلت بتحويلها إلى ميليشيا تتبع لروسيا، لذلك عملت على إيجاد منافس لها في المنطقة" خصوصاً أن موسكو تنظر إلى قسد على أنها "ذراع أميركية" في سوريا.