اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ تعديل الأنساق المتداخلة ، وتعديل كلّ نسق ، على حِدَة : مهمّات مَن ؟
تعديل الأنساق المتداخلة ، وتعديل كلّ نسق ، على حِدَة : مهمّات مَن ؟
27.01.2019
عبدالله عيسى السلامة
الأنساق: الدولي والإقليمي والمحلّي، متداخلة ، بقوّة ، وزمامُها بيد العدوّ، والنُخب الإسلامية مشتّتة ، ولا تُجمعُ على رأي! فما العمل ؟
لكلّ فرد ، نسقُه الخاصّ : إنساناً عاقلاً ، مدركاً.. لديه نظام خاصّ لحياته ، وعناصرُ وراثةٍ، تحدّرت إليه ، من أسلافه ، وعقيدة توجّهه وتضبط سلوكه ، وعلومٌ حصّلها ، من المدرسة والجامعة ، وثقافة تجمّعت ، في وعيه ، من طفولته وشبابه ، وطموحاتٌ يسعى إلى تحقيقها، وعناصر قوّة وضعف ، تؤثّر في حياته : إيجاباً وسلباً ، وشبكة علاقات : اجتماعية وسياسية ، مع الآخرين ..!
فهو: بهذا ، كلّه ، يُعَدّ نسقاً قائماً ، بذاته ! وهو: محورُ الأنساق ، المحيطة به ، جميعاً ! وتعديلُ نسقه ، يؤثّر، مباشرة ، وغير مباشرة، في تعديل الأنساق ، المحيطة به ، نحو الأحسن، أو الأسوأ !
وهو: المكلّف الأوّل ، بتعديل نسقه ، بما لديه ، من وعي وإرادة ، مستعيناً ، بما حوله ، من إمكانات الآخرين ، ومن ظروفٍ مساعدة !
كما أنه ، يمكن أن يُسهم ، في تعديل أنساق الآخرين ، ممّن حوله ، من : أهل ، وأصدقاء، وزملاء في مؤسّسة ، و شركاء : في عمل نقابي ، أو سياسي : حزبي ، وغير حزبي !
وقد قال تعالى : إنّ الله لايغيّر مابقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم !
وإذا كان الفرد مسؤولاً، في الدنيا والآخرة ، عن تعديل نسقه .. فكلّ تجمّع بشري ، مسؤول، بصورة جماعية ، عن تعديل نسقه ؛ سواء أكان: أسرة ، أم قبيلة ، أم حزباً، أم مجتمعاً متكاملاً !
ومهمّة الفرد ، في نسقه ، مكافئة ، لإمكاناته الفردية ، والظروف المساعدة له : في نسق واحد، أو أنساق عدّة ، محيطة به ! فمهمّة العاقل ، تختلف عن مهمّة الأحمق ، ومهمّة العالم ، تختلف عن مهمّة الجاهل ، ومهمّة العظيم في قومه : اجتماعياً أو سياسياً ، تختلف ، عن مهمّة الفرد العادي !
والمجتمع البشري ، بأنساقه ، كلّها ، ينطبق عليه ، حديث السفينة ، الوارد ، عن رسول الله : مَثلُ القائم على حدود الله ، والواقع فيها ، كمثل قوم ، استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها ، وبعضهم أسفلَها .. فكان الذين في أسفلها ، إذا استقَوا ، من الماء ، مَرّوا على من فوقَهم ، فقالوا لو أنّا خرقنا ، في نصيبنا خرقاً ، ولمْ نؤذِ مَن فوقَنا! فإن تركوهم ، وما أرادوا، هلكوا، جيمعاً ، وإن أخذوا ، على أيديهم ، نجوا ، ونجوا ، جميعاً ! (رواه البخاري) .
وهنا تأتي ، مهمّة الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر، التي كُلّف بها ، كلّ مجتمع ، بحسب مافيه ، من عقلاء مخلصين !
قيل : يارسول الله ، أنهلك ، وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ؛ إذا كثُر الخبَث !
وقد أخبر القرآن الكريم ، عن قوم ، من بني إسرائيل ، أنهم كانوا، لا يتناهون، عن منكر فعلوه، فقال عنهم ، جلّ شأنه :
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
ۚ
ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ
ۚ
لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
هذا ، فيما يتعلّق ، بالنسق المحلّي ، في كلّ مجتمع ، أودولة ! أمّا الأنساق ، المحيطة بهذا النسق ، من إقليمي ودولي ، فتتأثّر، بهذا النسق المحلّي ، وتؤثّر فيه ، بحسب قوّة كلّ منها ، وقوّة تأثيره ، في غيره !
فالأنساق السائدة ، في الدول العظمى ، تأثيرها ، في الأنساق : الدولية والإقليمية والمحلية ، أقوى ، من تأثير الأنساق السائدة ، في الدول الصغرى ، أو المتخلّفة .. وهكذا !