الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تصعيد سوري – روسي عنيف في إدلب… وفصائل المعارضة تدافع بشراسة وتدمر غرفة عمليات للنظام

تصعيد سوري – روسي عنيف في إدلب… وفصائل المعارضة تدافع بشراسة وتدمر غرفة عمليات للنظام

19.01.2020
هبة محمد



القدس العربي
السبت 18/1/2020
دمشق – "القدس العربي" : انتهت الهدنة في إدلب شمال غربي سوريا رسمياً، مع استئناف المقاتلات الحربية الروسية قصفها مدن وبلدات المنطقة، والإيعاز ببدء جولة جديدة من المعارك بين قوات النظام المهاجمة، وقوات المعارضة السورية التي تستميت في الدفاع عن آخر معاقلها شمالاً، وسط دعوات أممية لوقف فوري للقتال، بعدما فشل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في حماية المدنيين ولكن كان اللافت كان مقاومة شديدة من قبل فصائل المعارضة وردهم على مناطق النظام بصواريخ عديدة، حسب مصادر محلية.
فقد أعلنت فصائل الجيش الوطني الجمعة مقتل مجموعة مقاتلين من قوات النظام السوري، وتدمير غرفة عمليات على محور "التج وأبو جريف" خلال المعارك الدائرة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وأفادت مصادر عسكرية بمقتل ضابط وعدد من العناصر نتيجة استهداف غرفة عمليات على محور التح في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وأوضح المصدر أن استهداف كتيبة الصواريخ المضادة للدروع لدى الجبهة الوطنية للتحرير للغرفة بصاروخ أدى لخروجها عن الخدمة بشكل كامل.
 
"الجيش الوطني": مقتل مجموعة من قوات النظام… ونزوح 13 ألفاً في يوم واحد
 
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن القصف تصاعد بشكل هستيري على القطاع الغربي من الريف الحلبي بالتزامن مع ترقب شن قوات النظام عملية برية خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، حيث استهدفت المنطقة بأكثر من 25 غارة جوية روسية على بلدات وقرى ريف حلب الغربي منذ الصباح وقتلت واصابت نحو 10 مدنيين، حيث استأنفت الطائرات الروسية ضرباتها المكثفة على القطاع الغربي من الريف الحلبي، مستهدفة كلاً من "عويجل وكفرناها والأتارب ومحيطها وعنجارة والقاسمية وكفرحلب"، حيث تسبب القصف الجوي الروسي بمقتل طفلين في عويجل بالإضافة لإصابة 7 آخرين بجراح بينهم 3 سيدات.
 
معارك وقصف
 
وترافق القصف الجوي، مع قصف مدفعي من قبل قوات النظام السوري على قرى وبلدات ريفي حلب الجنوبي والغربي، وقالت مصادر محلية إن قوات النظام والميليشيات الإيرانية المتمركزة في "كلية المدفعية والراموسة ومدفعية الزهراء" قصفت بالمدفعية وراجمات الصواريخ وصواريخ الفيل قرى وبلدات عدة في ريف حلب الغربي، ما أدى إلى قطع الطريق الواصل بين زهرة المدائن وجمعية الكهرباء أمام حركة المدنيين. كما قصفت أيضا قرى وبلدات عدة في ريف حلب الجنوبي، ما أجبر الأهالي على إلغاء صلاة الجمعة في بلدة الزربة حرصا على سلامتهم.
من جهة أخرى، أدان فريق "منسقو استجابة سوريا" الاستهداف المباشر لمدينة ادلب وباقي المناطق الأخرى، معتبراً ان القصف من شأنه إفراغ تلك المدن والبلدات من سكانها في خطوة لإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة، واعتبر في بيان له أمس أن غياب الملاحقات القانونية عن الجرائم التي ترتكبها قوات النظام السوري وروسيا بحق المدنيين في محافظة ادلب والانتهاكات المستمرة من قبل ما يسمى الضامن الروسي ساعده على ارتكاب المزيد من الانتهاكات وعمليات التصفية الممنهجة بحق السكان المدنيين في محافظة ادلب.
وأضاف البيان أن لغة الإدانات الروتينية من قبل المنظمات الدولية والحقوقية والمجتمع الدولي لم تعد مجدية، وأكد ضرورة "إيقاف الأعمال الارهابية التي تقوم بها قوات النظام السوري وروسيا، ولا بد من تقديم المسؤولين عن تلك الأعمال الوحشية إلى المحاكمة والمحاسبة القانونية ضمن المحاكم الدولية لجرائم الحرب،كما نطالب بتفعيل البنود 41،42 من الفصل السابع ضمن ميثاق الأمم المتحدة لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بسوريا".
 
نزوح جماعي
 
ونزح نحو 13 ألف سوري جراء خروقات النظام وحلفائه في يوم واحد جراء تواصل هجمات النظام وحلفائه رغم وقف إطلاق النار. وقال مرصد تعقب حركة الطيران التابع للمعارضة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن مقاتلة روسية قصفت مدينة الأتارب وقرى عنجارة وكفر ناها والقاسمية بريف حلب الغربي. وأفادت مصادر في الدفاع المدني لمراسل الأناضول، أن امرأة وطفلاً قتلوا في القصف على قرية كفرناها.
وأكدت الأمم المتحدة، إن نحو 350 ألف سوري معظمهم نساء وأطفال نزحوا من إدلب منذ أوائل كانون الأول الماضي إلى مناطق قرب حدود تركيا، بسبب غارات وقصف قوات النظام المدعوم من روسيا على المحافظة التي تسيطر عليها المعارضة.
وقال ديفيد سوانسون المتحدث الإقليمي للأمم المتحدة عن سوريا والمقيم في العاصمة الأردنية عمان "هذه الموجة الأخيرة من النزوح تعقد الوضع الإنساني المتردي بالفعل على الأرض في إدلب".
ووفقاً لوكالات الإغاثة الدولية، فقد تسببت الحملة التي تقودها روسيا في تدمير عشرات المستشفيات والمدارس، وقالت كارين أبو زيد عضو لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب في سوريا للصحافيين في جنيف إن كثيراً من المدارس المدمرة والمغلقة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة تستخدم الآن أماكن إيواء للسكان الفارين من العنف.
ويقول مسؤولون من الأمم المتحدة، إن الأزمة الإنسانية ازدادت سوءاً مع نزوح آلاف المدنيين من إدلب، إضافة إلى نحو 400 ألف فروا في موجات قتال سابقة إلى مخيمات قرب الحدود التركية.
وكانت وزارة الدفاع التركية، أعلنت في العاشر من شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، توصل الجانبين التركي والروسي إلى اتفاق وقف إطلاق نار بمنطقة خفض التصعيد في إدلب اعتباراً من اليوم 12 كانون الثاني/ يناير، وأشار البيان إلى أنّ وقف إطلاق النار يشمل الهجمات الجوية والبرية، بهدف منع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين، ولتجنب حدوث موجات نزوح جديدة وإعادة الحياة لطبيعتها في إدلب. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في التاسع من الشهر ذاته دخول اتفاق وقف إطلاق نار في محافظة إدلب حيز التنفيذ. إلا أن قوات النظام واصلت هجماتها البرية عبر إطلاق القذائف الصاروخية والهاون على مناطق مأهولة في قرى وبلدات بإدلب.
كما أرسلت الأمم المتحدة، الجمعة، 9 شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى محافظة إدلب، شمال غربي سوريا. وذكر مراسل الأناضول، أن الشاحنات المحملة بالمساعدات الأممية دخلت الأراضي السورية من معبر "جيلوة غوزو" في ولاية هطاي جنوبي تركيا. ومن المنتظر أن يتم توزيع المساعدات على المحتاجين في مدينة إدلب وريفها في وقت لاحق.