الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  تفسير سورة الأعراف - الحلقة 14 – الاعتبار بالرخاء والشدة مَثراة للإيمان مشكاة للقلب والعقل

تفسير سورة الأعراف - الحلقة 14 – الاعتبار بالرخاء والشدة مَثراة للإيمان مشكاة للقلب والعقل

05.11.2020
الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي


الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي الحسني الهاشمي

......... وغير خفي أن الطبع على القلب صنفان:
طبع جزئي خاص بقلب المسلم حسب معصيته، يستدرج إليه غفلة أو تعودا أو استطابة واستمراء للمحرمات، كما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ المطففين 14، وما رواه مسلم عن حُذَيْفَة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ: عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا [1] لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ). أما المناعة من الطبع على القلوب أو إزاحته عنها فقوامها الفهم الدقيق لمقتضيات العقيدة، والتصور الإيماني الواضح السليم، لذلك نعى الله تعالى على من يقرأ القرآن من غير أن يفهمه أو يبذل جهدا لفهمه، فقال:﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ محمد 24، وشبهه بالكلب اللاهث بقوله تعالى:﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ الأعراف 175 - 176
وطبع تام كلي على قلب الكافر والمنافق لا ترجى معه توبة،
لمتابعة القراءة انقر على الرابط التالي:
https://www.alhamdawi.com/files/files/araaf-14.pdf
__________________
[1] - المرباد: الَّذِي فِي لَونه ربدة، وَهِي لون بَين السوَاد والغبرة، والكوز المجخي هو القدح المائل الذي لا يثبت فيه الماء.