الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تجمعهما أجندة واحدة.. لهذه الأسباب دشن الأسد جسرا جويا لدعم حفتر

تجمعهما أجندة واحدة.. لهذه الأسباب دشن الأسد جسرا جويا لدعم حفتر

05.07.2020
محمود رفيدة


طرابلس
الجزيرة
السبت 4/7/2020
أعاد كشف مواقع عالمية متخصصة في رصد حركة الطيران توجه طائرة شحن عسكرية من سوريا إلى ليبيا، الحديث مجددا عن التحالف العسكري بين بشار الأسد وحفتر.
وقد أظهر موقع رادار بوكس المختص في رصد حركة الطيران انطلاق طائرة شحن يوشن، من نوع 76 تابعة للنظام السوري، من دمشق باتجاه الإسكندرية في مصر.
وبث موقع "فلايت أوير" صورا توضح مسار الطائرة من سوريا إلى الإسكندرية في مصر ومنها إلى قاعدة الخادم في شرق ليبيا، التي تديرها الإمارات لدعم قوات حفتر، ثم ظهرت الطائرة مجددا غرب الإسكندرية، أثناء خروجها من مصر متوجهة إلى سوريا، حيث غابت الطائرة عن الرادار لدى دخولها وخروجها من ليبيا.
ولا يخفي نظام الأسد دعمه السياسي والعسكري للواء المتقاعد خليفة حفتر، المدعوم من روسيا التي تنفي دعم حفتر عسكريا عبر شركة فاغنر الروسية الموجودة في المناطق الخاضعة لسيطرة حفتر.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أعلن دعم نظام الأسد لقوات حفتر والمؤسسات في شرق ليبيا. مؤكدا استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم لحماية "الأمن القومي لمصر".
ويرى محللون أن علاقة الأسد بحفتر زادت بعد زيارات متعددة، والاتفاق على فتح مقرات دبلوماسية وتنسيق المواقف بين الطرفين، إضافة إلى مواجهة ما أسموه بالعدوان التركي على ليبيا وسوريا.
وقد أكدت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني في وقت سابق حصول النظام السوري من حفتر على وقود للطيران، وإقامة علاقات اقتصادية مقابل حصول حفتر على دعم عسكري يتمثل في المرتزقة والأموال والأسلحة.
ومما يشير إلى التقارب الكبير بين حفتر والأسد بدعم روسي إرسال 14 طائرة حربية روسية من نوع ميغ 29 وعدد من طائرات سوخوي 24 نقلت إلى ليبيا عبر سوريا، وفق القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم".
رحلات يومية
ويؤكد المتحدث باسم عملية بركان الغضب مصطفى المجعي أن الرحلات بين مطار اللاذقية وقاعدة الخادم في شرق ليبيا، التي تديرها الإمارات، صارت شبه معلنة بمعدل ٨ رحلات يوميا منذ 10 من فبراير/شباط الماضي.
ويضيف المجعي للجزيرة نت "التعاون بين الأسد وحفتر والسيسي هو تضامن الأنظمة القديمة في العالم العربي، المتمثلة في العسكرتاريا في هذه الدول أو الأنظمة الإقطاعية، كما في الإمارات والسعودية التي حكمت منذ عقود مضت، وتحاول إحباط أي محاولة للنهوض".
ويتابع المجعي "لا يقتصر التعاون على الدعم العسكري فقط، وإنما هناك دعم سياسي يقدمه الأسد لحفتر عبر التعامل مع حكومة موازية في شرق ليبيا، والتنسيق لفتح بعثات دبلوماسية بين الطرفين بعد اقتحام النظام السوري السفارة الليبية في دمشق".
وبشأن دعم الأسد لحفتر بأسلحة متطورة يقول المجعي "الأمر وارد، وهو مرهون بضوء أخضر من روسيا، ودمشق ليست إلا محطة عبور بين موسكو وشرق ليبيا، والفاعل الحقيقي هو بوتين عبر ذراعه فاغنر".
ويؤكد المجعي أن "الإمارات والسعودية ستتكفلان بالتغطية المالية لكل صفقات حفتر العسكرية، إضافة إلى أن مصر ستسهل عبور أجوائها لتقديم الدعم العسكري لحفتر في انتهاك سافر لكل المواثيق والمعاهدات الدولية".
أسلحة ومرتزقة
ويعتبر عضو المجلس الأعلى للدولة بلقاسم دبرز أن نظام الأسد يعلم على نقل الأسلحة والمرتزقة الروس والسوريين لدعم حفتر عسكريا لنقل نظام الحكم في ليبيا من ديمقراطي إلى دكتاتوري دموي.
ويوضح أن نظام الأسد يسعى إلى نقل معدات عسكرية متطورة إلى حفتر في ليبيا لتعويض خسائره الأخيرة في غرب ليبيا، "في إطار تحالف بين نظام الأسد والإمارات ومصر وروسيا مقابل حصول كل طرف على أطماعه من ليبيا".
ويردف دبرز قائلا للجزيرة نت "القاسم المشترك بين حفتر والأسد هو الاعتماد على الدعم الروسي والمرتزقة، مقابل حلم البقاء في الحكم والوصول إلى السلطة، ولو كان على حساب عشرات الآلاف من الدماء البريئة".
ويشير دبرز إلى أن بشار الأسد يسعى جاهدا للتنسيق بين دول محور الشر، التي تهدف إلى إسقاط ثورات الربيع العربي وإفشالها، ومن بينها ثورة 17 فبراير الليبية التي يهدد نجاحها أنظمة الحكم العربية القمعية.
تحالف الأسد وحفتر يأتي في سياق منظومة عربية تستهدف إفشال تغييرات الربيع العربي في المنطقة (رويترز)
تقاطع الأجندة والمصالح
ويعتبر الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري أن دعم الأسد لحفتر لم يكن ممكنا لولا تقاطع أجندتهما ومصالحهما، حيث تلعب روسيا والإمارات دور الوسيط والمستفيد الأول.
ويرجع القادري أسباب التنسيق بين حفتر والأسد إلى عودة العلاقات الدبلوماسية والتنسيق العسكري بين الإمارات ونظام الأسد إضافة إلى استعانة حفتر بروسيا الحليف التقليدي لنظام الأسد.
ويؤكد القادري في تصريحه للجزيرة نت أن "الدعم المباشر المقدم من طرف سوريا إلى حفتر هو دعم للروس الموالين لحفتر من جهة، وتقوية لأجندتها السياسية والعسكرية في ليبيا".
ويضيف "الأسد يمكن أن يقدم الدعم لحفتر بتخطيط وتنفيذ روسي عبر إرسال المرتزقة السوريين لتعويض انسحاب المئات من مقاتلي حفتر من جبهات القتال بعد تراجع ثقتهم في الأخير، ومقتل المرتزقة السودانيين والتشاديين في حرب طرابلس".
ويرى القادري أن الأسد يفتح المجال الجوي أمام نقل الأسلحة الروسية إلى ليبيا بعد تدمير الطيران المسير التركي، التابع لحكومة الوفاق، أكثر من ١٠ منظومات دفاع جوي روسية من طراز بانتسير، مما يظهر الحاجة إلى استبدالها بأنظمة دفاع روسية جديدة.
الطيران التركي المسير غير المعادلة العسكرية في ليبيا وتسعى روسيا لتعويض الخسائر عبر سوريا (وكالة الأناضول)
الاحتيال على القوانين
ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الكبير أن الدعم يقدم من روسيا، ويقتصر دور نظام بشار الأسد في التغطية القانونية والسياسية على موسكو، باعتبار أن إدخال الأسلحة إلى ليبيا مخالف لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.
ويقول الكبير عن إمكانية نقل منظومة دفاع جوي متطورة مثل إس 300 إلى حفتر في ليبيا "نقل منظومة دفاع جوي متطورة متوقع جدا، لكنها لن تسلم إلى قوات حفتر، وإنما ستشغلها قوات روسية أو سورية تابعة للأسد".
ويعتقد الكبير في تصريحه للجزيرة نت أن "روسيا حريصة في حروبها على السيطرة الجوية من خلال منظومات الدفاع الجوي على الأرض. مشيرا إلى أن التعاون يجري في الأمر بين روسيا وسوريا".
ويرى الكبير أن تعاون مصر والإمارات مع نظام الأسد في سوريا لدعم حفتر في ليبيا سيزعج أميركا. مؤكدا في الوقت ذاته أن إرسال الأسلحة والمرتزقة من مصر والإمارات لن يتوقف، طالما استمر الصراع دون تسوية نهائية.