الرئيسة \  مشاركات  \  تاريخ العمالة للخميني (١)

تاريخ العمالة للخميني (١)

09.01.2022
المهندس هشام نجار




في يونيو 2016، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية عن تعاون الثوار الإيرانيين آنذاك، وعلى رأسهم الخميني، سرا مع الحكومة الأمريكية التي كان يصفها بأنها «الشيطان الأكبر»، في سبيل الإطاحة بالشاه السابق. وذكرت الهيئة أن أحد علماء مدينة «قم» كان قيد الإقامة الجبرية قبل انقلاب الخميني، وكان يتواصل مع الحكومة الأمريكية برئاسة جون كيندي، ثم مع إدارة جيمي كارتر، حسب إحدى وثائق المخابرات المركزية الأمريكية.
وجاء في وثيقة المخابرات الأمريكية التي حملت عنوان «الإسلام في إيران»، أن الخميني أرسل خطاباً سريا إلى حكومة كنيدي بعد عدة شهور من اعتقاله عام 1963، مؤكدا فيه أنه “يدعم مصالح أمريكا في إيران”. وجاء في هذه الرسالة أن “روح الله الخميني أوضح أنه لا يعارض مصالح الولايات المتحدة في إيران، بل على العكس، يرى أن حضورها في إيران ضرورة لإيجاد توازن أمام الاتحاد السوفيتي والنفوذ البريطاني المحتمل”، موضحا “معتقداته في ما يتعلق بالتعاون القريب للإسلام مع سائر أديان العالم، وخاصة المسيحية”.
وبحلول يناير عام 1979، كان الخميني يحظى بزخم كبير، لكنه كان يخشى بشدة التدخل الأمريكي في اللحظة الأخيرة، وتكرار انقلاب عام 1953، عندما ساعدت وكالة الاستخبارات المركزية على عودة الشاه إلى السلطة.
وفي 27 يناير عام 1979، أرسل الخميني من منزله في المنفى خارج باريس رسالة سرية أخرى إلى واشنطن، كانت موجهة هذه المرة إلى إدارة كارتر، عرض فيها صفقة سياسية، قائلا “إن القادة العسكريين الإيرانيين يستمعون إليكم، ولكن الشعب الإيراني يتبع أوامري”.
واقترح الخميني، في رسالته، أنه “إذا استخدم الرئيس جيمي كارتر نفوذه على الجيش لتمهيد الطريق لتوليه السلطة مرة أخرى، سيقوم بتهدئة الأمة، وبالتالي استعادة الاستقرار، وحماية مصالح أمريكا في إيران. ونجح كارتر في إقناع شاه إيران بمغادرة البلاد لقضاء «إجازة» في الخارج، تاركًا وراءه رئيس وزراء لا يحظى بشعبية كبيرة وجيشا في حالة من الفوضى، كان عبارة عن قوة من 400 ألف رجل فقط، ما أدى إلى نجاح الانقلاب الذين صوروا أنفسهم على أنهم «أعداء الشيطان الأكبر» في القفز على قمة الحكم في البلاد.
والخلاصة: مازال بعض العرب يعتمد على المعلقات الخطابية للحكام باعتبارهم حكام وطنيين ، فكلما زاد الحاكم بانتقاد امريكا والتهجم على اسرائيل اعتقد البعض ان هذا الحاكم هو المنتظر . متى يفهم البعض ان فن الهجوم على امريكا واسرائيل هو فن مخترع في بلاد الغرب حيث الحكام الغرب يبدون انشراحهم كلما هاجمهم زعيم عميل لهم ، فهم يعتبرون ذلك نجاحاً لسياستهم في بلاد العرب .