الرئيسة \  مشاركات  \  تاريخ العمالة للخميني (3)

تاريخ العمالة للخميني (3)

11.01.2022
المهندس هشام نجار




كتبت في نهاية الجزء الثاني كيف وصلت التحركات الشعبية ضد نظام الشاه إلى الحالة العلنية وخاصة بعد أن أضاء الرئيس الامريكي كارتر الضوء الاخضر لهذه التحركات تحت ذريعة حقوق الانسان.
ومع حلول أيلول/ سبتمبر 1978، وصلت البلاد الى حالة إضطرابات عنيفة، فتحولت المظاهرات الحاشدة إلى أحداث منتظمة. فرض الشاه الأحكام العرفية، وحظر كل التظاهرات. وفي يوم الجمعة، 8 أيلول/ سبتمبر 1978، خرجت مظاهرة حاشدة للغاية في طهران، إنها المظاهرة التي حولت ذلك اليوم إلى ما بات يعرف باسم يوم الجمعة الأسود.وفي تشرين الاول / اكتوبر من نفس العام ادى إضراب عام إلى شل الاقتصاد والصناعات الحيوية التي أغلقت أبوابها و"حسمت مصير الشاه".
بلغت الاحتجاجات ذروتها في كانون الاول / ديسمبر 1978 ، خلال شهر محرم أحد أهم الشهور لدى الشيعة. وفي 12 كانون الأول / ديسمبر خرج إلى شوارع طهران نحو مليوني شخص ملأوا ساحة أزادي (شاهياد) مطالبين بإزالة الشاه وعودة الخميني،ولعل أكثر الفترات التي حرّض فيها الخميني أتباعه في إيران للقيام بالثورة، هي الفترة التي قضاها في النجف في العراق من عام 1965 إلى عام 1978.
13 عاما قضاها خميني في العراق تحت حكم القوميين، منها 10 سنوات كان فيها الرئيس صدام حسين نائبا للرئيس، ومسؤولا عن أكثر الملفات الحساسة أمنيا، ومنها إشرافه المباشر على وجود الخميني كلاجئ لسنوات، إلى أن تم طرده من العراق في عام 1978، أي قبل عام واحد فقط من انتصار حركة الخميني.فقد استضاف العراق الخميني لثلاثة عشر عاماً سمح له خلالها بالتحريض ضد الشاه، ونشر دعوته في إيران، من خلال أشرطة الكاسيت التي كانت تصدر من النجف،فاصطفت الادارة العراقية لجانبه ضد باقي مرجعيات النجف ، الذين عادوه بسبب علاقته بالحكومة العراقية ونعتوه بالجاسوس.
ويبدو أن النظام العراقي لم يتوقع قوة المعارضة الايرانية وحجمها. فقبل عام واحد من تسلم الخميني السلطة، قطع صدام علاقته به وطرده وحوله لعدو، إرضاءاً للشاه.
هل اخطأ الرئيس صدام حسين بتصرفه طرد الخميني من العراق ؟
السؤال يحتمل إجابتين :
الاولى : قد يكون تصرفه خاطئاً فقد صبر عليه ثلاثة عشر سنة ولو صبر علية سنة اخرى ، لكانت عودة الخميني لإيران من العراق خطوة تخفف الكثير من العداوة مع هذا النظام .
ولكن .
النظام العراقي ادرى بما يحمل هؤلاء الخمينيين
من سياسة النفاق ، ونكران الجميل وهي جزء من معتقدهم ، وخاصة بعد أن عرف الرئيس العراقي أن إتصالات سرية تجري بين الأمريكان من جهة وبين السوفييت من جهة أخرى لارضائهم بالتخلي عن اليساريين وحزب تودا الشيوعي لقاء احتلالهم افغانستان ، فوافق السوفييت على عرض الأمريكان والذي أودى بالنهاية بهم فخرجوا من افغانستان مهزومين وانتهى السوفييت كامبراطورية .
خرج الخميني لباريس ملجأه الآمن ، واستقبل هناك استقبالاً متميزاً ، فتم تأمين مكان إقامته وحراسته حيث بقي عاماً واحداً، بعد أن رفضت الكويت دخوله قادما من العراق، فرأى أنصاره في فرنسا خياراً مناسباً، بسبب أن الإيرانيين حينها لا يحتاجون إلى فيزا لدخول فرنسا، ومنح مع المقربين له حق اللجوء السياسي.
لقي الخميني خلالها كل الدعم من توصيل الكاسيتات عن طريق الخطوط الجوية الفرنسية وفيها توجيهاته لانصاره . وبعد أن قضى عاماً واحداً، نضجت ثورته وعاد قافلاً لبلاده بانتظار أنصاره من المعممين و تجار البازار الأثرياء أيضا، الذين لعبوا دورا محوريا في دعم حركته والمظاهرات المعارضة لحكم الشاه، ولم يتوقف دعمهم لتحركاته، حتى اللحظة التي وطأت فيها قدماه أرض مطار طهران، اذ أن تجار البازار الإيراني تكفلوا حينها بدفع تكاليف طائرة الخميني وحجزها بالكامل من الخطوط الجوية الفرنسية، بل دفعوا مبالغ كبيرة لتأمين الطائرة.
الجزءالرابع سأكتب عن عودة الخميني لايران ..