اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ بين البدائل الصعبة : البحث عن أفضلها ، مهمّةُ أصحاب الحكمة
بين البدائل الصعبة : البحث عن أفضلها ، مهمّةُ أصحاب الحكمة
13.12.2018
عبدالله عيسى السلامة
بين البدائل البشرية ، ثمّة بديل أفضل ، من غيره ، دائماً ، أو أقلّ سوءاً ، أو أخفّ ضرراً ، أو أهونَ ، على النفوس ، مرارة !
وردَ ، في سنّة رسول الله ، أنّه : ماخُيّر بين أمرين ، إلاّ اختارَ أيسرَهما ، مالمْ يكن إثماً !
لكنّ بدائل الحياة ، لاتكون ، دائماً : بين يسير وأيسر ..أو: بين هيّن وأهون ..أو: بين ممكن وأكثر إمكانية .. أو: بين مجدٍ وأكثر جدوى ! فقد يجد المرء نفسَه ، بين بديلين صعبين ، وعليه أن يختار أقلّهما صعوبة ، وقد يكون الأقلّ صعوبة ، أشدّ خطراً ، وهكذا !
أبو فراس الحمداني ، الشاعر الفارس ، وجد نفسه ، بين أمرين صعبين ، فبحث عن بديل ثالث ، كما قال هو، عن نفسه ، في أحدى قصائده :
وقالَ أصيحابيْ : الفرار، أو الردى فقلت : هما أمران ، أحلاهما مُـرُّ
ولكنّني أمضـي، لِمـا لا يَعيبُنـى وحَسبُك مِن أمرين، خيرُهما الأسرُ
فقد وَجد مرارة الأسر ، وهو البديل الثالث ، أخفّ ، على نفسه ، من عار الهزيمة ، ومن مرارة القتل !
وقد وَجد المتنبّي ، أنّ مَن ليس لديه ، سوى بديل واحد ، هو الموت ، فلديه بديلان ، للتعامل معه ، هما : الموت المشرّف ، أوالموت مع الجبن ، فقال :
وإذا لمْ يكنْ ، من الموت ، بدّ فمِن العَجز، أن تموتَ جبانا !
أمّا البيت المنسوب ، إلى الكميت بن زيد الأسدي ، الذي يقول فيه :
إذا لمْ يكنْ إلاّ الأسنّةُ مَركباً فلا رأيَ ، للمضطرّ، إلاّ ركوبُها
أمّا هذا البيت ، فقد حصر فيه الشاعر، البدائل ، كلّها ، في بديل واحد، هو : ركوب الأسنّة، أيْ : الحرب .. وحصر بدائل التعامل ، مع الأسنّة ، في بديل واحد ، هو: ركوب هذه الأسنّة، أيْ : الحرب ! وهذا البديل ، قد افترضه الشاعر، افتراضاً ، وعلى ضوء افتراضه ، يكون البديل الواحد ، هذا ، صحيحاً !
وهكذا ينظر الناس ، في بدائلهم ، وفي طرائق التعامل معها ، كلٌّ حسبَ : طبيعته ، وظروفه، وبدائله .. وطريقة تفكيره ، التي قد يراها بعضهم صواباً ، ويراها آخرون : عجزاً ، أومجازفة ، أو قلّة حيلة ، أو حكمة .. أو غير ذلك !