الرئيسة \  مواقف  \  بيان متعلق بتطورات الأحداث في العراق

بيان متعلق بتطورات الأحداث في العراق

01.03.2020
هيئة علماء المسلمين في العراق



أصدرت الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين بيانا يتعلق بالأحداث الخطيرة التي يمر بها العراق، والمبادرات المضللة والوهمية لأحزاب السلطة الفاسدة في العراق، وتجاهل مطالب الشعب العراقي الثائر الذي عبرت عنه ساحات وميادين العراق، وإهمال متعمد للوقاية من انتشار خطر (فايروس كورونا) في العراق، وفيما يأتي نص البيان:
بيان رقم (1418)
المتعلق بتطورات الأحداث في العراق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فبعد تسعة أعوام على ثورة 25 شباط 2011؛ يجدد الشعب العراقي ثورته ضد باطل العملية السياسية وفساد أحزاب السلطة، التي تزايدت جرائمها وافتضح فسادها، وهاهي ساحات التظاهر تشهد منذ صباح اليوم توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين، في تصعيد واضح لمطالب الشعب، وإعلان صريح برفض مرشح حكومة (الاحتلال الثامنة) التي تحاول أحزاب السلطة تمريرها بأي ثمن.
إن شباب ساحات التظاهر بزحفهم الكبير هذا اليوم؛ يوجهون رسالة قوية وواضحة بأن ما تقوم به أحزاب السلطة؛ ما هي إلا محاولات وهمية ومبادرات مضللة القصد منها إشغال العراقيين بمخرجات سياسية متفق عليها من الخارج بعيدًا عن إرادة الشعب ومصالحه، وبالتزامن مع الاستهداف الممنهج للمتظاهرين والناشطين بالقتل والاختطاف والاتهامات الباطلة بقصد استئصال الثورة، من خلال استخدام الأسلحة التي توقع أكبر عدد ممكن من الضحايا بإطلاقة واحدة (بنادق الصيد)، في ممارسة إجرامية خطيرة، ومدانة وفق كل القوانين الشرعية والوضعية، والمعايير الإنسانية. تجري هذه الأحداث في العراق في ظل أوضاع مضطربة ومخاوف كبيرة بعد تفشي فايروس (كورورنا) في الصين، واقترابه من العراق بانتشاره في (إيران)، وهو ما يستدعي التنبيه على أهمية الوقاية منه، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تسربه إلى العراق من المنافذ الحدودية، التي ما تزال أبوابها مشرعة أمام القادمين من إيران بلا حسيب ولا رقيب، وبدون أي إجراءات احترازية أدناها (الحجر الصحي)، في ظل واقع مأساوي للقطاع الصحي، وحالة مزرية للمستشفيات، وانهيار شبه تام لمنظومة الرقابة الصحية.
وفي الوقت نفسه تعلن إيران استئناف التجارة بينها وبين العراق، مع أن دولًا كبرى ومتقدمة علميًا وصحيًا تعترف بخطر (كورونا) وعجزها أمامه، ودولًا أخرى تسارع إلى إغلاق حدودها ومجالها الجوي وتوقف تعاملاتها التجارية مع إيران خوفًا من هذا الخطر المحدق.
إن الوقائع والتحديات متقدمة الذكر؛ تستوجب منا الحذر من ألاعيب أحزاب السلطة وعدم الانخداع بالمعلن من مبادراتها التي ظاهرها السلام وباطنها سوء العاقبة دنيويًا وأخرويًا؛ وكذا الحذر من الخضوع لعمليات تركيع الإرادة وتكبيل الحريات؛ فأحزاب السلطة في العراق لا تنتمي للعراق بل لمشاريعها الخاصة، والوعود التي تطلقها ما هي إلا سراب وأوهام؛ وهذا يقتضي مواجهتها جميعًا والتصدي لها كما تواجهنا هي جميعًا، فضلًا عن محاسبتها على جميع المآسي التي تسببت بها للعراق وشعبه، وآخرها الإهمال الواضح في مواجهة خطر (عدوى المرض) المحدق القادم من إيران؛ حرصا منها على المصالح الإيرانية على حساب الشعب العراقي.
ويقتضي هذا منا أيضًا شد العزم في التصدي لمؤامرات هذه الأحزاب وتوثيق جرائمها؛ فهي لن تسقط بالتقادم مهما طال الزمن، وأن يكون المتظاهرون أكثر حذرًا من جرائم القوات الأمنية والميليشياوية، التي تسعى لإنجاز ما عجزت عنه  الأحزاب الراعية لها.
نسأل الله تعالى أن يوفق أبناء العراق لانتشاله من حالة الضعف والتردي إلى حالة النهوض والعطاء، وأن يمنح أمتنا القدرة على تحويل إيمانها وقدراتها إلى قوة وتمكين، وأن ينعم على البشرية جميعًا بالسلامة من الآفات والكوارث، وليس ذلك على الله ببعيد.
الأمانة العامة
1/رجب/1441هـ
25/2/2020م
--
وحدة إرسال البيانات والتصاريح في قسم الإعلام
هيئة علماء المسلمين في العراق