الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فما زال قضاء (الطارمية) شمال بغداد يشهد أحداثًا مضطربة، زادت من مشاكل هذا القضاء المستهدف بالحصار والمضايقة والاعتقالات من القوات الحكومية والميليشيات الساندة لها. وفي فصل جديد من فصول الاستهداف المقصود للقضاء وأهله؛ شهدت بعض مناطقه حدَثين خطيرين خلال الأسابيع الماضية؛ حيث جرت فيه عمليات اغتيال تحت أنظار القوات الأمنية، واستهداف لمجلس عزاء أحد ضحايا جريمة الاغتيال، وتفجير شخص نفسه في مجلس العزاء، ومقتل أكثر من (10) أشخاص من عائلة المغتال وأقربائه والمعزين، أعقبه هجوم بالأسلحة الخفيفة على مجلس العزاء، وفرار المنفذين على الرغم من الوجود المكثف للقوات الأمنية، وميليشيا الحشد التي تفرض سيطرتها على المنطقة، بما فيها مداخل ومخارج القضاء.
وسبق هاتين الحادثتين هجوم مستنكر ومدان لمجموعة مسلحة على إحدى مناطق القضاء؛ أسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين، بما فيهم عائلة كاملة وعدد من أقاربها. وكما جرى في الحادثة المتقدمة؛ فقد كانت القوات الحكومية والميليشياوية تراقب الأوضاع بدون تدخل منها؛ سعيًا -فيما يبدو- لإشغال سكان القضاء وممارسة الضغوط الأمنية عليهم، في سياق جهودها وسعيها الحثيث للتضييق على مناطق حزام بغداد التي عانت كثيرًا من هذه الأساليب الخطيرة، التي تستهدف الطبيعة الاجتماعية والسكانية لهذه المناطق؛ بقصد التغيير والتبديل والإزاحة.
إن ما يجري في الطارمية وغيرها من أقضية ونواحي حزام بغداد، يستدعي الانتباه الدائم للأحداث فيها، وعدم التغاضي عنها بأي ذريعة كانت، والتنبيه المستمر عليها والتذكير بها بين الحين والآخر؛ تفويتًا لمخططات الحكومة وأذرعها الميليشياوية فيها.
الأمانة العامة
9/ رمضان/ 1439 هـ
25/5/2018 م