الرئيسة \  مشاركات  \  باسم تقاطُع المصالح ، تُستباح الخيانات، بأنواعها!

باسم تقاطُع المصالح ، تُستباح الخيانات، بأنواعها!

15.10.2019
عبدالله عيسى السلامة




 (تقاطُع المصالح) مصطلح شائع معروف ، كثير الاستعمال ، متنوّع الوظائف والأهداف ! وهو يُستعمل ، في الحالات الفردية والجماعية ؛ إذ تتقاطع مصالح الأفراد والأسر، والشركات والأحزاب ، والقبائل والدول .. في أمور كثيرة !
في القضايا المالية ، تتشارك فئات عدّة ، كلّ منها تبحث ، عن مصلحتها ، في مشاركة غيرها : يتشارك الأفراد ، كما تتشارك الأسَر والقبائل ، والأحزاب والدول ، والشركات الكبيرة والصغيرة .. فيما بينها ، لتنمية أموالها وتثميرها ، وتوسيع مصادر أرباحها ، وتنويعها !
  وينطبق الأمر، على القضايا : الاجتماعية ، والسياسية ، والعلمية .. ونحوها !
وقد تتقاطع مصالح جهة كبيرة ، مع مصالح جهة صغيرة ، كما تتقاطع مصالح جهة ضعيفة ، مع مصالح جهة قويّة !
ولابدّ ، في تقاطع المصالح ، بين الصغار والكبار، من أن تبرز الأحجام ؛ فلا يُعقل ، أن يكون نصيب الصغير، كنصيب الكبير! كما لابدّ ، في تقاطع المصالح ، بين الضعاف والاقوياء ، من أن تبرز القوى ، في التعامل بين الأطراف ، التي تتقاطع مصالحها ! وأنواعُ القوى تختلف، باختلاف المصالح المتقاطعة ، منها : القوى الاجتماعية ، ومنها القوى السياسية ، ومنها القوى القبلية والحزبية .. ونحو ذلك !
بيدَ أن مصطلح (تقاطع المصالح) ، يأخذ مناحي مختلفة ، في كثير من الأحيان :
حين يستغلّ حكّام دولة كبيرة وقويّة ، حكّامَ دولة صغيرة وضعيفة ؛ فيوظّف الكبارُ الأقوياء، شركاءهم الصغار الضعفاء ، في خدمة الدول الكبيرة القويّة !
حين تحتمي دولة صغيرة ضعيفة ، بدولة كبيرة قويّة ، فتستغلّ القويّة ضعفَ الضعيفة ، وتوظّفها في خدمة مصالح مشتركة ، بالاسم ، وحقيقتها أن الدولة القويّة ، تنال حصّة الأسد ، ولا تترك للضعيفة ، إلاّ مجرّد حمايتها ، من أقوياء آخرين ، ثمّ تنبذ هذه الحماية ، حين تستنفد مصالحها، لدى المحتمين بها !  
حين يلوذ حاكم دولة ضعيفة ، بحاكم دولة قويّة ، لاليحميه من حكّام آخرين أقوياء ، بل ليحميه من غضب شعبه ، أو ثورته عليه ، لان الحاكم الصغير، استولى على السلطة ، في بلده ، بطريقة غير مشروعة ..  ويسمّي الحاكم الصغير، عمله هذا ، تقاطع مصالح !
حين تتآمر مجموعة : عرقية ، أو دينية ، أو مذهبية ، من شعب ما ، في دولة ما ، مع عدوّ خارجي ، ضدّ شعبها ووطنها ، فتساعد الدولةَ الخارجية ، على احتلال بلادها ، أو الهيمنة عليها ، أو التحكّم بقرارها السياسي ، أو الاقتصادي ، وتسمّي خيانتها هذه ، تقاطع مصالح !
حين يحصل هذا ، كلّه ، ضمن مصطلح  (تقاطع المصالح) ، تبرز الأسئلة ، عن الخيانة : ماهي ؟ وما معناها ؟ وكيف تكون ؟