الرئيسة \  مواقف  \  انتفاضة شباب العراق في بغداد وعدد من المحافظات العراق تفضح جرائم النظام السياسي القائم في البلاد

انتفاضة شباب العراق في بغداد وعدد من المحافظات العراق تفضح جرائم النظام السياسي القائم في البلاد

05.10.2019
هيئة علماء المسلمين في العراق



هيئة علماء المسلمين في العراق : انتفاضة شباب العراق في بغداد وعدد من المحافظات العراق تفضح جرائم النظام السياسي القائم في البلاد
أصدرت هيئة علماء المسلمين بيانا يتعلق بالانتفاضة التي يقودها شباب العراق للمطالبة بحقوق العراقيين وفضح جرائم النظام السياسي القائم في العراق والفساد المستشري في البلاد، وفيما يأتي نص البيان:
بيان رقم (1400)
المتعلق بانتفاضة شباب العراق للمطالبة بحقوقهم
وفضح جرائم النظام السياسي القائم في العراق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فعلى الرغم من كل التهديدات التي أطلقتها الأجهزة الأمنية ضد أبناء العراق، وعلى الرغم من جميع الممارسات التعسفية؛ فها هي نذر المواقف العراقية الخالصة تعلن عن نفسها بقوة، وها هو شباب العراق ينتفض من جديد، معلنًا التضحية بنفسه من أجل تغيير واقعه المرير ومستقبله المهدور، فخرجوا يوم أمس في تظاهرات عارمة في بغداد وعدد من المحافظات.
ومرة أخرى أيضا تجد العملية السياسية ونظامها التوافقي والمحاصصي والأحزاب السياسية نفسها أمام حقيقة الفشل الكبير، ويجد المنتفعون من آلام الشعب العراقي بالفساد والإفساد؛ والمبتعدون عن مطالب المواطنين وهمومهم اليومية أنفسهم في مواجهة الشعب. وبدلًا من المراجعة ومحاسبة النفس؛ تراهم يقومون بإراقة المزيد من الدماء البريئة، واستهداف أبناء العراق الذين تصدوا بصدورهم للرصاص الحي للقوات الأمنية القمعية، التي استخدمت القوة المفرطة في التصدي لأولئك الشباب المطالبين بحقوقهم؛ لتنغمس هذه الأجهزة أكثر في إجرامها بعد عجزها عن غلق (ساحة التحرير) في (بغداد) أمام آلاف المتظاهرين، ولتوقع مئات المصابين، بينهم أربعة قتلى في بغداد وذي قار؛ سقطوا ضحية لمطالبهم المشروعة؛ الأمر الذي دعا بعض المنظمات الدولية إلى الخروج عن صمتها، ووصف القمع الحكومي بـ(العنف المفرط) في مواجهة المتظاهرين السلميين.
إن سماح الحكومة لقادة ميليشياتها بإطلاق تهديداتهم للمتظاهرين هي محاولة لوأد المسيرات الاحتجاجية، في محاولة بائسة لمنع المتظاهرين من الاستمرار في احتجاجاتهم وتظاهراتهم، ولقطع الطريق نحو أي مطالبة بالتغيير الشامل، أو المطالبة باسترداد الحقوق.
إن ما جرى في قلب ساحة التحرير ببغداد وأحيائها المختلفة وعدد من المحافظات؛ هو حق مشروع للشعب العراقي، ووجه من أوجه التعبير عن رأي الشعب الذي قمع مرات ومرات بواسطة آلة الحديد والنار التي يواجه بها دائما، وهيمنة القوى الخارجية الدولية منها والإقليمية؛ لمنعه من مجرد التعبير عن حقٍ طالما ادعت العملية السياسية البائسة والنظام السياسي الذي قام بعد الاحتلال؛ بأنه أحد منجزاتهما.
إن شعبنا العراقي اليوم بات على درجة من الوعي أن استرداد حقوقه لن يأتي عن طريق أحد من الأحزاب المشاركة في السلطة؛ ولذا نجد المتظاهرين قد عبروا عن ذلك برفضهم للنظام السياسي بجملته، وتحميل المسؤولية لفساد جميع الأحزاب المنخرطة في السلطة، ولما قاموا به من جعل العراق رهينة للقوى الخارجية، وفي مقدمتها النظام الإيراني الذي أعلن كثير من المتظاهرين عن موقفهم منه بكل شجاعة.
إن إيماننا كبير بوعي شباب العراق في امتلاك الرؤية الواقعية والحقيقية عن أوضاع العراق، وأن الحال الذي وصل إليه العراق لا يقتصر على فساد الأشخاص في السلطة، ولا سوء إدارتهم فحسب؛ بل يشمل بالدرجة الأولى قواعد العملية السياسية نفسها التي هي أساس الخراب وطريق سرقة قوت الشعب ومستقبل أبنائه.
حفظ الله العراق والعراقيين وحرس أبناءه الذين يضحون بأرواحهم الغالية ويخطون معالم التغيير بدمائهم الزكية، من أجل حاضره ومستقبله، وحفاظًا على تاريخه ومقدراته.
الأمانة العامة
3/صفر/1441هـ
2/10/2019م
--
وحدة إرسال البيانات والتصاريح في قسم الإعلام
 هيئة علماء المسلمين في العراق