الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الوحدات الكردية السورية تنسحب من "رأس العين" بموجب اتفاق تركي – أمريكي

الوحدات الكردية السورية تنسحب من "رأس العين" بموجب اتفاق تركي – أمريكي

22.10.2019
هبة محمد



القدس العربي
الاثنين 21/10/2019
دمشق – "القدس العربي" : انسحب مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية بشكل كامل الأحد من مدينة رأس العين المحاصرة من القوات التركية وفصائل سورية موالية لها بموجب اتفاق أمريكي – تركي لوقف إطلاق النار. وينص اتفاق توصل إليه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في أنقرة الخميس على "تعليق" كل العمليات العسكرية في شمال شرق سوريا خلال 120 ساعة يفترض أن تنتهي الثلاثاء، على أن ينسحب المقاتلون الأكراد من "منطقة عازلة" بعمق 32 كيلومتراً، لم يتم تحديد طولها.
ومن المفترض، وفق الاتفاق، أن تتوقف العملية العسكرية التركية التي بدأت في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، "نهائياً ما إن يتم إنجاز هذا الانسحاب".
وبعد ظهر الأحد، شاهد مراسل وكالة "فرانس برس" في رأس العين خمسين سيارة على الأقل بينها سيارات إسعاف أثناء مغادرتها مستشفى في المدينة يشكل خط تماس بين القوات التركية وحلفائها من جهة وبين قوات سوريا الديمقراطية من جهة ثانية. وقال إن القافلة التي ضمّت شاحنات صغيرة من طراز بيك آب، أقلّت عشرات المقاتلين بلباس عسكري وعبرت قرب نقاط لمقاتلين سوريين موالين لأنقرة أطلقوا هتافات احتفالاً بالانسحاب. وشاهد ألسنة النيران تتصاعد من المستشفى بعد وقت قصير من انطلاق القافلة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان انسحاب قوات سوريا الديمقراطية بشكل كامل من المدينة التي حاصرتها القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها أياماً عدة وكذلك متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية كينو كبريئل في بيان له.
وفي أول تعليق تركي، قال اردوغان إن بلاده "تتابع عن كثب" انسحاب المقاتلين الأكراد "من المنطقة الآمنة وفق المهلة المحددة في الاتفاق التركي الأمريكي". وأوضحت وزارة الدفاع التركية أنه ما من معوقات تعترض تنفيذ الاتفاق، لافتة إلى أن عملية الانسحاب تتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وفي تغريدة على تويتر، نقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وزير الدفاع مارك إسبر أن "وقف اطلاق النار صامد".
مصدر تركي لـ"القدس العربي": سنفرض المنطقة الآمنة سلماً أو حرباً
على خط مواز، انسحبت القوات الأمريكية الأحد من قاعدة لها على أطراف المنطقة العازلة التي تعمل أنقرة على إنشائها. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس الأحد أكثر من سبعين مدرعة وسيارة عسكرية ترفع العلم الأمريكي وتعبر مدينة تل تمر، بينما كانت مروحيات برفقتها تحلق في الأجواء.
ولا يزال الأمريكيون يحتفظون بقواعد في محافظتي دير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق)، بالإضافة إلى قاعدة التنف جنوباً.
وأشار وزير الخارجية التركي جاووش أوغلو إلى أن ملف إخراج الميليشيات الكردية من مدينتي منبج وكوباني، سيحسم خلال محادثات الرئيس التركي ونظيره الروسي في سوتشي الأسبوع الجاري، إذ إنه من المقرر ان يلتقي اردوغان وبوتين غداً الثلاثاء لإجراء محادثات طارئة حول ترتيبات الشمال السوري.
وكانت الوحدات الكردية، اتهمت الجيشين السوري الوطني والتركي، بمنعها من مغادرة مدينة رأس العين في ريف الحسكة، وقال القيادي في قوات سوريا الديمقراطية ريدور خليل، الأحد، ان قوات سوريا الديمقراطية ستسحب مقاتليها من المنطقة الحدودية بطول 120 كيلو متراً الممتدة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض، وبعمق 30 كلم إلى داخل الأراضي السورية".
في المقابل رد السياسي التركي، حمزة تكين في حديث مع لـ"القدس العربي"، على تصريحات المسؤولين الأكراد وقال "حسب معلوماتنا الأكيدة فإن التنظيم الإرهابي البي كاكا والبي ي دي يراوغ ولا ينسحب حقيقة الانسحاب المطلوب حتى هذه اللحظة".
وأضاف تكين، المقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم، ان الرؤية التركية واضحة، ونبع السلام لها اهداف ان لم تتحقق بالطرق الدبلوماسية، فإنها سوف تتابع عملها العسكري وطريقها لتحقيق الأهداف كافة وفق ما أعلنته القيادة التركية، مؤكداً ضرورة الانسحاب إلى طول 440 كيلو متراً وليس 120 حسب تصريحات المسؤولين الأكراد. وقال "في حال مضت هدنة الخمسة الايام ولم تنسحب التنظيمات البي ي دي والبي كاكا الارهابية فسوف تبدأ العملية العسكرية من جديد وفي حال لم تنجح هذه المرحلة بطرد التنظيمات الارهابية وسحب كل اسلحتها الثقيلة من الشمال السوري فإن تركيا سوف تبيدها عبر العملية العسكرية وهي المعادلة الواضحة فإما بالانسحاب بالحسنى او تحت الصواريخ والقصف والسحق" أما بالنسبة لمستقبل عين العرب ومنبج، في ريف حلب، فمن المعلوم حسب المتحدث أن "تركيا تريد ضمهما إلى المنطقة الامنة" لكن مستقبلهما سوف يحدد على ضوء مباحثات الرئيس التركي ونظيره الروسي يوم الثلاثاء.
ويعتبر الاضطراب العسكري في منبج ناجماً عن عوامل عدة، تحدث عنها الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي لـ"القدس العربي"، أولها انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من قواعدها، وثانيها، مبادرة روسيا في رعاية اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية يسمح بدخول النظام السوري إلى ثلاثة محاور منها منبج، ويتمثل العامل الثالث بغياب المناورة التركية قبل توقيع أي اتفاق أو تفاهم مع روسيا على اعتبار أن هذه الأخيرة لها حضور في المنطقة منذ توقيع اتفاق العريمة عام 2018.
وترتبط مسارعة روسيا في إدخال قوات النظام على نحو شكلي لا رسمي، بعدة أسباب وهي حسب عاصي، غياب التفاهم الدولي حول المنطقة ولقياس ردة فعل تركيا والولايات المتحدة وربما لكون الاتفاق مع "قسد" ينص على ذلك. وفي الواقع تسعى موسكو إلى تحويل سياسة الأمر الواقع بتواجد النظام قي منبج إلى حقيقة وذلك عبر توفير غطاء سياسي متمثل بموافقة تركيا والولايات المتحدة، لكن لا يوجد ما يبعث على اليقين بقدرتها على فرض المقاربة التي تريدها في ظل الشكوك المستمرة لدى هذين الطرفين والمتعلقة باحتمال استثمار إيران والدول العربية لتلك السيطرة للضغط على تركيا مستقبلاً عبر النظام السوري.
وبالتالي فلا يمكن القول إن وجوداً شكلياً للنظام السوري في منبج يعني سيطرته التامة عليها في الوقت الحالي، بل ما يزال الباب مفتوحاً على احتمالات متعددة منها حصول اشتباك واسع بين النظام والجيش الوطني خصوصاً وأن ذلك قد حصل أمس على أطراف تل أبيض ورأس العين.