الرئيسة \  تقارير  \  الهوية الاقتصادية السورية والرؤية الوطنية : الفرص والتحديات

الهوية الاقتصادية السورية والرؤية الوطنية : الفرص والتحديات

18.06.2025
المدن



الهوية الاقتصادية السورية والرؤية الوطنية : الفرص والتحديات
المدن - اقتصاد
الثلاثاء 17/6/2025
في إطار جهود دعم مسار التعافي الوطني والاقتصادي في سوريا وتعزيز المصالحة والتنمية المستدامة، نظّمت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية، جلستي نقاش في دمشق، تمحورتا حول الهوية الاقتصادية والثقافية والمجتمعية السورية، ودورها في بناء رؤية وطنية جامعة.
وشهدت الورشتان، اللتان انعقدتا في 28 و29 أيار، مشاركة واسعة من أكاديميين وباحثين في التاريخ والاجتماع وبحوث النزاعات، إلى جانب ناشطين في بناء السلام، وممثلين عن المجتمع المدني والقطاعات الاقتصادية، وقيادات دينية وثقافية من مختلف المحافظات السورية.
التحوّلات الاقتصادية ودور الدولة
تناولت الجلسة الأولى "الهوية الاقتصادية السورية: الفرص، التحديات والمشتركات الوطنية"، وركزت على تأثير النزاع في البنية الاقتصادية والاجتماعية، والعلاقة بين الدولة والسوق، ودور القطاعين العام والخاص في عملية التعافي، إضافة إلى أهمية التكامل بين الاقتصادات المحلية والاقتصاد الوطني.
وأشارت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا، رولا دشتي، إلى أن النقاش يهدف إلى تعزيز التفاهم بين المناطق السورية المختلفة، واستكشاف الخيارات الاقتصادية المتاحة، وتحديد المصالح المشتركة.
من جهته، أكد وزير المالية السوري محمد يسر برنية أن الدولة تعمل على تهيئة بيئة تشريعية جاذبة، تحمي المستثمرين وتدعم الفئات الهشّة. فيما أشار مستشار وزير الاقتصاد مازن ديروان إلى توجّه الدولة نحو نموذج اقتصادي جديد يقوم على ريادة الأعمال ويراعي البعد الاجتماعي للتنمية
الهوية الثقافية والمجتمعية
أما الجلسة الثانية، التي عُقدت تحت عنوان "الهوية الثقافية والمجتمعية ودورها في مستقبل سوريا"، فسلّطت الضوء على التحديات التي واجهت النسيج المجتمعي السوري، لا سيما بفعل النزاع، والانقسامات، والنزوح الداخلي والخارجي.
وشدّدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات على أهمية بناء عقد اجتماعي جديد يقرّ بتعدد الهويات السورية، ويقوم على المواطنة الجامعة كركيزة للدولة ومؤسساتها. بدورها، أكدت رئيسة مجلس إدارة هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية هدى أتاسي ضرورة تطوير سياسات شاملة تعزز المشاركة والمساواة وتوفر بيئة حاضنة للتنوع، مشددة على دور الحوار في دعم التعايش السلمي وتعزيز الثقة بين المكوّنات المجتمعية.
نحو رؤية وطنية جامعة
تأتي هاتان الجلستان ضمن سلسلة لقاءات حوارية من المزمع عقدها في مختلف المناطق السورية، تمهيدًا لصياغة ورقة توصيات سياسية شاملة تُعبّر عن تطلّعات المشاركين وتشكّل مرجعًا في عملية بناء توافق وطني مستقبلي.