اخر تحديث
السبت-03/05/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ المياه... والخطر القادم -2
المياه... والخطر القادم -2
01.02.2024
المهندس هشام نجار
المياه... والخطر القادم -2
بقلم المهندس هشام نجار*
موضوع من جزئين
-
الجزء الثاني
أعزائي القراء ..
كما ذكرت في نهاية الجزء الأول من هذه المقالة ان كثيرأ من مدننا العربية ومشاريعنا وقعت في حالة عجز مائي نسبي وأمامها اربع حالات في المستقبل (كما يمكن جمع اكثر من حالة مع بعضها لتعويض العجز ).
الحالة الأولى: إستثمار المياه الجوفية إلى اقصى مدى.
الحالة الثانية : إذا لم نستطع تحقيق نتيجة في الحالة الأولى فإننا نلجأ إلى بناء محطات تحلية مياه البحر المكلفة .
الحالة الثالثة : ان تشتري المياه من دول مجاورة لها او بعيدة,
الحالة الرابعة : ان يبقى الوضع على حاله مع فرض قيود صارمة ومؤلمة على السكان لتقنين الإستهلاك وبالتالي تجميد كافة المشاريع الزراعية والصناعية .
الشق السياسي من المياه:
من بين الحالات الأربعة التي ذكرتها اعلاه هناك حالتين ينتج عن إستخدامهما خطر إستراتيجي:
الحاله الأولى: إستخدام محطات تحلية مياه البحر وهي شائعة في دول عربية عديدة وخاصة في دول آلخليج العربي . حيث اصبحت هذه المحطات هدفآ مكشوفاً لإسرائيل او اي دولة معادية لهم ضمن حالة حروب لم تعد تلتزم بالقوانين الدولية ولا بمراعاة الحالات الانسانية.
الحاله الثانية : والخطرة استراتيجياً أيضاً هي شراء المياه من دول اخرى سواءاً عن طريق التزود بالمياه بواسطة البواخر ناقلات المياه على غرار ناقلات البترول، او بمد اقنيه من دول مجاورة غنية بالأنهار.
اللص الإسرائيلي عينه على المياه:
فالكيان الإسرائيلي مثل بقية الدول العربية في المنطقة سيتعرض ايضاً إلى نفس مشكلة العجز المائي للدول العربية الأخرى، وقضية المياه هي في صلب استراتيجية هذا الكيان دوماً، واحتلاله للجولان السوري كان مقصده الرئيسي توفير المياه إلى سهوله الشمالية من جهة وعينه على إرواء صحراء النقب جنوباً بممارسة ضغوط قديمة وجديدة على مصر عن طريق دعم إثيوبيا لبناء سد النهضة والذي يفوق حاجة إثيوبيا اليه كهربائياً ومائياً باكثر من خمس اضعاف كورقة مساومة وضغط على مصر لمد اقنية تحت قناة السويس لإرواء إسرائيل لأراضي النقب.وكل شيء يجب ان يكون من كيس العرب .
حدودك يا إسرائيل من الفرات الى النيل:
نعم هذا هو الهدف الإستراتيجي النهائي لإسرائيل, فالهدف لايحتاج إلى لف ودوران منها حتى نفهم ماتريده إسرائيل منا.
أولاً : سوريا.
وخزان الماء الرئيسي لديها هو نهر الفرات ينبع من تركيا ويتألف من نهرين هما مراد صو شرقاً, ومنبعه بين بحيرة "وان وجبل أرارات" في أرمينيا و"قره صو" غرباً ومنبعه في شمال شرقي الأناضول. والنهران يجريان في اتجاه الغرب ثم يجتمعان فتجري مياههما جنوبا مخترقة سلسلة جبال طوروس الجنوبية. ثم يجري النهر إلى الجنوب الشرقي وتنضم إليه فروع عديدة قبل مروره في الأراضي السورية. طوله 2780 كم. رحلته في الأراضي السوريه 650 كم. تدفقه 818 متر³/ثانية ،ويعبر سوريا ليتجه شرقاً باتجاه العراق ليتحد مع شقيقه نهر دجلة ليشكلان شط العرب ويصب في الخليج العربي.
أقامت سوريا سداً على نهر الفرات منذ ستينات القرن الماضي ساعد ولاشك على إرواء سهول منطقة الجزيرة السورية والغنية بزراعة الحبوب ، إضافة إلى ان مدينة حلب تشرب من هذا النهر عبر اقنية ومحطات رفع حتي تصل الى المحطة الرئيسية على تخوم مدينة حلب يتم تعقيم الماء بالأوزون وهي افضل الطرق في التعقيم.
ولكن يبقى هذا السد هو الوحيد ضمن سلسلة سدود تركية عديدة لاندري في الوقت الحاضر التأثير المستقبلي على تدفق نهري دجلة والفرات إلى سوريا والعراق. وبصراحة يمكن القول ان كل شيء يتعلق بالعلاقات السياسية المستقبلية بين سوريا وتركيا سيما وأن الخزان المائي الكبير يقع في تركيا، مما يدل على ان إسرائيل لاتريد قطّع علاقاتها مع تركيا لايصال الماء الى مرافقها مستقبلاً عبر سوريا، إلا انها تستطيع الاستغناء عن سوريا بنقل المياه عبر ناقلات المياه على طريقة ناقلات البترول وهو امر متيسر بالوقت الحاضر .وبالمناسبة فان اكبر ناقلة بترول في العالم " هيليسبونت الحمبرا" تستطيع حمل 440.000 طن نفط. بينما حمل الماء ارخص واكثر أماناً.
(يعني ان ناقلة واحدة من هذا الحجم تستطيع ان تنقل تدفق نهر الفرات الواصل لسوريا والعراق بالكامل لمدة اربع ايام في خزاناتها)
الوضع الراهن :
يمكن القول ان سوريا والعراق حتى الان لم تتعرضا بعد لحالة الفقر المائي الكامل ، وان كانت الحالة المائية في سوريا غير مستقرة بسبب عاملين:
العامل الاول : ان المزارع السوري في الوقت الحاضر وضمن حالة عدم استقرار سياسي جعله يستثمر المياه الجوفية لإرواء ارضه بطريقة عشوائية وغير فنية مما احدث نقصاً حاداً في المياه الجوفية
والعامل الثاني : بسبب المشاريع الكبرى لتركيا على نهري دجلة والفرات والتي سيكون لها تاثير سلبي مستقبلاً على التدفق المائي لسوريا
ثانياً تركيا.
يعتبر سد أتاتورك احد السدود الرئيسية في تركيا ولكن طموحات تركيا اكثر من ذلك فلديها مشروع يعرف اختصاراً بمشروع الـ (
G.A.P
)و الواقع جنوب شرق الأناضول المكون من 22 سداً و19 محطة للطاقة الكهربائية هو أضخم مشروع في العالم، ويشمل ثماني محافظات وعند إتمامه تقارب مساحة الزراعة المروية من خلاله 8.5 مليون هكتار أي نحو 19 % من مساحة الأراضي المروية في تركيا، وتوفير عدة ملايين من فرص العمل ، وتعلق عليه الحكومة التركية آمالاً كبيرة في تنمية المحافظات التسع الواقعة في الجنوب الشرقي لتركيا.
وهناك سلسلة من المسح التمهيدي، تهدف الى اختيار موقع ملائم لإنشاء أحد السدود الكبيرة على نهر دجلة حيث يعد سد "اليسو" أكبر مشروع مائي يقام في تركيا بعد سد أتاتورك العملاق. ويقع على نهر دجلة على بعد 65 كم من الحدود السورية والعراقية، وهو جزء من مشروع تنموي آخر يعرف اصطلاحاً بالكاب (
G.A.P
) ويتألف كما ذكرت أعلاه من 22 سداً و19محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية، سيتم إقامتها جميعاً على نهري دجلة والفرات وروافدهما في منطقة جنوب شرقي الأناضول بالإضافة الى بناء مشاريع أخرى للبنى التحتية مثل المطارات والمستشفيات والجامعات وسكك الحديد، بكلفة تتجاوز 32 مليار دولار. ومن المؤمل الانتهاء منه بحلول عام 2027
ثالثاً : مصر.
خزان المائي الرئيسي لديها كما هو معلوم هو نهر النيل وهو أطول أنهار الكرة الأرضية يقع في الجزء الشمال الشرقي من قارة أفريقيا، ويبدأ مساره من المنبع عند بحيرة فيكتوريا - الواقعة بوسط شرق القارة - ثم يتجه شمالاً حتى المصب في البحر المتوسط، بإجمالي طول 6650 كم, تدفقه 2,830 متر³/ثانية يمر مساره بعشر دول إفريقية يطلق عليها دول حوض النيل يعبر النيل الحدود السودانية المصرية، ويستمر في مساره داخل مصر حتى يصل إلي بحيرة ناصر التي تقع خلف السد العالي.يغادر النيل البحيرة ويتجه شمالا حتى يصل إلي البحر المتوسط. ينفصل جزء من النهر عند أسيوط، ويسمي بحر يوسف ويستمر حتى يصل إلي الفيوم ويصل نهر النيل إلي أقصي الشمال المصري، ليتفرع إلي فرعين: فرع دمياط شرقا وفرع رشيد غربا، ويحصران فيما بينهما دلتا النيل وهي تعتبر علي قمة قائمة الدلتا في العالم، ويصب النيل في النهاية عبر هذين الفرعين في البحر المتوسط منهياً مساره الطويل من أواسط شرق إفريقيا وحتى شمالها.
باعتقادي ان اللص الإسرائيلي يملك اوراق قوه على جبهة مصر يستطيع من خلالها ان يتسلل الى نهر النيل مع الأسف لإسباب عديده اذكر منها: منابع هذا النهر في دول افريقية عديدة ضعيفة وطيعة مثل اثيوبيا واغوندا وغيرهما وهي دول تستطيع إسرائيل والولايات المتحدة ان تمارسا الترغيب والترهيب معهما ببساطة تفهم منه مصر ان الغاية من ذلك عقد اتفاقية مياه مع إسرائيل لإيصال مياه النيل الى صحراء النقب بواسطة مواسير ضخمة تمر تحت قناة السويس وهو مشروع بالإمكان تنفيذه فنياً.
اما السبب الثاني وهو مع الأسف الشديد وجود قيادة مصرية قد لاتحتاج الى بذل جهود كبيرة عليها لتنفيذ هذا المشروع, بل اكثر من ذلك اتساءل بينى وبين نفسي اذا كانت هناك إتفاقيات سرية مع إسرائيل لتزويدها بالمياه إسوة بتصدير الغاز بسعر التراب لها؟، واليوم اصبح التهديد واقعاً بعد بناء سدالنهضة الإثيوبي بدعم سياسي إسرائيلي وتحت إشراف فني أوروبي.
رابعاً: أثيوبيا.
سد النهضة الاثيوبي:
هذا السَد هو واحد من أضخم السدود في العالَم. يتمّ إنشاؤه في نهاية نهر النيل الأزرق، بهدف توليد الطاقة الكهربائيّة للاستهلاك المحلي ، وتصديرها إلى دُول الجِوار لكي تبقى هذه الدول محكومة لها؛ حيث يحتلُّ السدّ مراتب مُتقدِّمة من بين سدود العالَم، وذلك من حيث المقدرة على توليد الطاقة الكهربائيّة،
المُكوِّنات الرئيسيّة، هو سد خرسانيّ يمتدُّ على مجرى نهر النيل الأزرق، بطول يبلغ 1800 متر ، وارتفاع نحو 145 متر. مع سَدّ مُكمِّل (سرج) يمتدُّ على طول 5 كم، ويبلغ ارتفاعه نحو 50 متر. لتوليد الطاقة الكهربائيّة باستخدام توربينات على جانبَي النهر. تبلغ مساحة البحيرة خلف السد حوالي 900 كم مربع. يضمُّ سَدّ النهضة 15 توربين لانتاج الكهرباء . تبلغ قدرة كلٍّ من هذه الوحدات حوالي 350 ميجاوات( قريبة من قدرة توربين سد اتاتورك)، وبذلك تكون قدرتها مُجتمعة نحو 5225 ميجاوات( ضعف اجمالي انتاج الكهرباء من سد اتاتورك )علماً بأنّ سَدّ النهضة بهذه القدرة الإنتاجيّة يحتلُّ المرتبة الأولى في أفريقيا، والعاشرة في العالَم ضمن قائمة أكبر السدود إنتاجاً للطاقة الكهربائيّة.
السعة التخزينيّة النهائية : مع رفع الحاجز إلى ارتفاع 170 متر ، ستصل السعة التخزينيّة لـ 74 مليار متر مكعب، و هي مساوية تقريبا لحصتي مصر و السودان السنوية من مياه النيل، وتشكل تقريبا مرة ونصف من الطاقة التخزينية لسد اتاتورك.
هذا السد يلبي حاجة إفريقياً كهربائيا ويلبي خمس مرات من احتياجات إثيوبيا مائياً ، وهذا التخطيط لايعدو عن كونه ورقة ضغط على مصر والسودان سياسياً وهي رسالة يفهم منها تلبية حاجة إسرائيل مائياً لإرواء صحراء. النقب الفلسلطينية المحتلة .
هذه نظرتي للحالة المائية في المشرق العربي اما المغرب العربي فلا اعتقد ان الوضع افضل من المشرق العربي وخاصة ان المشروع الوهمي في ليبيا والذي سمي بمشروع النهر العظيم كان مشروعاً دعائياً اكثر منه مشروع اقتصادي استراتيجي صرفت عليه مليارات الدولارات، واستقرت في جيوب المكاتب الهندسية الاوروبية، واذكر كنت احد المهندسين الذين اشرفوا على محطة تحلية مياه البحر في منطقة زوارة الليبية في سبعينات القرن الماضي ، فيبدو ان هذه الوسيلة المكلفة والمعرضة للأخطار هي الوسيلة لا اقول الرئيسية ولكن اقول الوسيلة الداعمة لتعويض نقص المياه .
ختاماً اقول:
ان الحروب القادمة هي حروب مائية ، مصر والسودان ستقعان في حالة عجز مائي كما ذكرت اعلاه سيؤدي الى عجز كهربائي ، والعلاقات الاثيوبية - المصرية السودانية هشة وتتلاعب بها المصالح الدولية ، ودعم اسرائيل لاثيوبيا من وراء ستار ، يعني انها تريد حصتها ايضآ من مياه النيل فلديها حلم قديم بتحويل صحراء النقب الى اراض زراعية. انهي هذا المقال بتساؤل:
أبرز مصادر المياه في المشرق العربي هما نهرا النيل والفرات ، فلماذا حتى الان نرمي بالخليج العربي والبحر المتوسط نسبة كبيرة من مياه هذين النهرين في البحار
لماذا؟
مع تحياتي .
__________________
*مدير المشاريع الهندسية لأدارة الصحة في نيويورك