الرئيسة \  مشاركات  \  الموقف الأمريكي في المنطقة العربية أضحى لعبة مكشوفة

الموقف الأمريكي في المنطقة العربية أضحى لعبة مكشوفة

26.03.2022
المهندس هشام نجار




أعزائي القراء ..
تصريحات الرئيس بايدن برفع العقوبات على إيران وخاصة في انتاج البترول بلا حساب، وإزالة إسم الحرس الثوري الايراني من قائمة الارهاب ، واعادة الاتفاق النووي مع إيران الى ما هو أسوأ مما كان عليه ، كل هذه السياسات تكشف النيات المستترة لادارة بايدن بتعزيز علاقتها مع ايران ، والتخلي عن مائة عام من تعاون مشترك مع دول الخليج رغم أن هذا التعاون صب في صالح الولايات المتحدة طيلة قرن كامل ، وخاصة في تدمير العراق العربي وتسليمه لإيران واغماض أعين امريكا عن تمدد الايرانيين في سوريا ولبنان واليمن .
امريكا اليوم تطلب وعلى شكل أوامر ان تنفذ السعودية طلباتها في تأمين البترول بالكمية التي تشاء لتغطية النقص الحاد نتيجة لغزو روسيا لاوكرانيا ، وطلب امريكا لم يكن ودياً بل كان على شكل اوامر ملزمة التنفيذ وفق مصالحها ومصالح حلفائها الاوروبيين، فان لم تستجب هذه الدول فان البديل الامريكي جاهز وهو التهديد بالصلح مع ايران من جهة وتوجيه صواريخ الحوثيين ومسيراتها الى المراكز الاقتصادية السعودية.
وفعلاً فقد قام الحوثيون اليوم باستهداف مواقع نفطية وعسكرية في السعودية من خلال طائرات مسيرة، وأكدت السلطات السعودية أن محطة لتوزيع منتجات بترولية كبيرة تعرضت لهجوم بمقذوف مما أدى لنشوب حريق كبير فيها.
هذه العملية الكبيرة لم تكن لتتم لولا وجود تنسيق ايراني حوثي امريكي ولم يعد الامر يحتاج لتحليلات اخرى .
الوضع في المنطقة العربية لاشك خطير ، فإستراتيجية الرد السعودي ضعيفة، فهي لاتملك بديلاً قويا عن سياسة الانصياع لأوامر امريكا . كما أن تهديدها بتداول الروبل الروسي وال وان الصيني هو حل كيدي نظري لن تستطيع السعودية تنفيذه وامريكا تعرف ذلك .
المشكلة أن السعوديين اضاعوا فرصاّ كثيرة عليهم لتقوية مواقفهم امام ابتزاز امريكا ، واهم هذه الفرص تعزيز ورقة الثورة السورية عسكريًا والتي خسرتها بالتآمر عليها بما يتوافق مع سياسة امريكا وروسيا في المنطقة ، بينما كانت إيران تفرض نفسها ليس بقوتها بل ببناء اذرع عسكرية لها في بلادنا العربية .
ومع ذلك إذا لعبت السعودية بقوة ورقة الثورة السورية تسليحاً وتنظيما واعادة علاقاتها مع تركيا لتوحيد جهودهما لتجهيز قوة مسلحة بمختلف انواع الاسلحة لتتمكن من الوقوف بصلابة امام الايرانيين والروس ولتصب هذه القوة في صالح الثورة السورية والسعودية مستغلين غرق بوتن وجيشه في اوكرانيا ، فقد تكون هذه الورقة الرابحة الوحيدة الباقية بيد السعودية هذا ان ارادت ان تكون رقماً هاماً بالمنطقة . والا فان التحالف الايراني الامريكي سائر معاً لتدمير المنطقة العربية.