اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الموت : بين حيرة الفلاسفة ، وعجز الأطبّاء ، وأخيلة الأدباء ، وفزَع المتجبّرين !
الموت : بين حيرة الفلاسفة ، وعجز الأطبّاء ، وأخيلة الأدباء ، وفزَع المتجبّرين !
22.12.2019
عبدالله عيسى السلامة
الموت: ليس فلسفة، لكنه أثار تأمّلات الفلاسفة والمفكّرين، من أقدم العصور، وما زال يثيرها حتى اليوم!
والموت: ليس حالة مرضية ، أو معضلة طبّية، وقد أعجز الأطبّاء ، الذين لم يجدوا له علاجاً، من أقدم العصور، وحتى اليوم !
والموت : ليس عنصراً أدبياً ، لكنه هاج قرائح الأدباء والشعراء ، منذ القدم ! وكتبوا فيه ، وحوله ، وفي حالاته الكثيرة المتنوّعة ، الكثير من القصائد والمقالات ، وما زال مادّة للإثارة الأدبية ، حتى اليوم !
والموت : ليس قوّة ذاتية غاشمة ، تتسلّط على المتجبّرين ، فتقهرهم ! لكنه قدَر ربّاني ، يحلّ على كلّ فرد ، حين يأتيه أجله .. ومع ذلك ، يرتجف ، رعباً منه ، جبابرة الأرض ، جميعاً !
الموت ، لدى الناس ، جميعاً :
حالة من حالات الوفاة، التي تصيب البشر، جميعاً، إلاّ أنه وفاة طويلة الأجل ؛ فهو فراق أبَدي، في الدنيا ، وهو ، بذلك ، يختلف عن النوم ، الذي سمّاه ربّ العالمين ، وفاة ، حين قال: (وهو الذي يتوفّاكم بالليل ويعلم ماجرحتم بالنهار) ، فالمتوفّى النائم يستيقظ ؛ فنومه جزء من حياته الطبيعية .. أمّا المَيت فلا يعود إلى الحياة ، إلاّ يوم القيامة !
كلّ عاقل في الدنيا ؛ سواء أكان مؤمناً أم ملحداً ، أم كتابياً ، أم مشركاً.. يعلم أنه سيموت ، ويؤكّد علمَه ، باستمرار، مايراه من مصائر الآخرين ، ممّن حوله ، وممن سبقه ، من أهل وأقارب ، وأصدقاء ومعارف .. دون أن يعلم أحد : متى سيموت ، وكيف سيموت ، وفي أيّ أرض سيموت ! فهو معرّض للموت ، في كلّ لحظة ، بسبب واضح معلوم لديه ، او بسبب لا يعلمه !
فكيف يتعامل غير المؤمنين ، مع الموت ؟
أكثر الناس ، من غير المؤمنين ، يتعاملون مع الموت ، بجزع شديد ، وكأن الموت غريب عنهم، وكأنهم لم يسمعوا به ! وبعض الناس ، الذين يموت لهم قريب حميم ، يذهلون عن أنفسهم ، وبعضهم تصيبه هزّة نفسية ، أو بدنية ، قد تفقده حياته !
الموت في نظر المسلمين المؤمنين :
قال تعالى : (خلق الموتَ والحياة ليبلوَكم أيّكم أحسنُ عملاً..).
وقال ، جلّ شأنه ، يخاطب نبيّه محمّداً : (إنّك ميّتٌ وإنّهم ميّتون)
وقال ، سبحانه : (كلّ مَن عليها فان * ويبقى وجهُ ربّكَ ذو الجلال والإكرام).
كيف يتعامل المؤمنون ، مع الموت ؟
لقد سمّى خالق الموت والحياة ، الموتّ ، مصيبةً ، فكيف يتعامل المؤمنون ، مع هذه المصيبة؟
يتعامل المؤمنون مع الموت ، كلٌّ بقدر إيمانه ، وسعة مداركه ! فبعضهم يصيبه جزع شديد ، كما يصيب غير المؤمنين.. وبعضهم يتلقّى الموت ، على أنه قدَر محتوم، واقع بالبشر، جميعاً، فيلجأ إلى الصبر والاحتساب ، ويذكر الآيات القرآنية :
يقول الله تعالى، في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ).
وبين الجزع الشديد ، والصبر والاحتساب .. درجات ، يتفاوت فيها الناس ، بقدرإيمان كلّ منهم، وبقدر سعة مداركه !
وفي الختام ، لابدّ من التذكير ببعض الأمور:
الحزن فطرة بشرية، حتى لو كان المرء صابراً محتسباً، وهو غير الجزع – الغفلة عن الموت، تغري المرء ، باقتراف الجرائم – سيطرةُ هاجس الموت على الإنسان ، تشلّ قدرته ، عن ممارسة وظائف الأحياء ، والحازم مَن لم يخضع لهذا الهاجس ، ويستحضر مابَعده ، ويعمل له.. قال رسول الله : الكيّس مَن دانَ نفسَه ، وعملَ لِما بعد الموت ، والعاجزُ مَن أتبَع نفسَه هواها ، وتمنّى على الله الأماني – حبّ الحياة فطرة بشرية ، لكن الموت قد يصبح أمنية ، لبعض الناس ، الذين يعانون من آلام شديدة ، لا أمل في الخلاص منها ، إلاّ بالموت ، فيطلبون ممّن حولهم ، قتلهم ! وقد عالج بعض القوانين هذه الحالة ، تحت مسمّى : القتل إشفاقاً – موتُ الظالمين ، قد يكون فيه رحمة ، أو فرَج ، للمظلومين !