اخر تحديث
الثلاثاء-23/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ المطرقة والمسمار
المطرقة والمسمار
23.03.2020
د. محمد أحمد الزعبي
((هذه المقالة ترجمة لمقتطفات من إحدى فقرات كتاب ميشيل لودرز
Michael Lueders
ذي العنوان ( حصاد العاصفة -كيف دمر الغرب سوريا بالفوضى ) في طبعته الرابعة ، الصادرة عن (
Verlag C.H Beck München
) هذا وتحمل الفقرة المعنية عنوان ( المطرقة والمسمار ) وتحتل الصفحات 74-76من الكتاب .))
في شهر مارس 2017 قدم (وسلي كلارك
Wesley Clark
) في لقاء تلفزيوني وجهة نظر هامة حول الآمور الداخلية للسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية ، وكان ذلك بعد حوالي العشرة أيام من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 (9/11) عندما كان في زيارة لوزير الدفاع دونالد رامز فيلد ونائبه باول فولفوفيتس في البنتاجون . يقول كلارك : وأخيراً عندما نزلت إلى أحد الطوابق لكي ألتقي بمجموعة من الضباط الذين كانوا يعملون معي ،حيث رحبوا بي ، ومن ثم دعاني أحد الجنرالات الى مكتبه ... قال هذا الجنرال : لقد قررنا أن نجتاح العراق ، و كان ذلك يوم 20 سبتمبر 2001. قلت له : نحن ( يقصد أمريكا ) سنجتاح العراق ؟ ، أجاب : ليس لدي فكرة ... ببساطة هم من قرر أن يعلن الحرب على العراق . وأنا اعتقد أن أحداً لايعرف بالضبط كيف يتصرف بصورة أفضل مع الإرهابيين . إن لدينا جيشاً قوياً ، نستطيع بواسطته تدمير الحكومات، إنني أتصور بأنه ، إذا ماكانت هذه الوسيلة الوحيدة التي أمتلكها ، والتي هي المطرقة ، فينبغي علي إذن أن أنظر إلى أية مشكلة كما لو كانت هي المسمار.
بعد مضي عدة أسابيع ، كنت في البنتاجون ثانية ، وقد كان قصف أفغانستان على أشده ، ومجددا التقيت بذلك الجنرال الذي سبق أن تكلمت معه ، سألته : هل مازلنا مصممين على شن حرب على العراق ؟، أجاب الجنرال : أوه ، بل إنها أسوأ بكثير ، ثم أخرج ورقة من درج مكتبه وهو يقول : أظن أنها جاءت من جهات عليا (وكان يعني بتلك الجهات العليا مكتب وزير الدفاع ) انها ( الورقة ) وصلت اليوم للتو قال الجنرال . لقد ورد في هذه ال
Momerandum
، أنه علينا أن نسقط
ausschalten
سبعة بلدان في خمسةأعوام ، بادئين من العراق ، ثم يأتي بعدها ، سوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان ، خاتمين ذلك بالوصول إلى الهدف الرئيسي الذي هو إيران .
(وهنا المؤلف ) إن استحضار/ الإستشهاد بغضب شخص ما طاعن في السن ، لايجب اعتباره مفتاحا / تفسيراً للعلاقة السياسية الأمريكية ، بل ولا للجانب القيمي من هذه العلاقة ... العلاقة بين المطرقة والمسمار ... إن الجملة المفتاحية لهذه العلاقة هي ماقاله بأول فولفوفيتز" إنني اعتقد ، أن أمامنا خمس إلى عشر سنوات حتى نستطيع أن نفكفك علاقة التبعية مع الاتحاد السوفييتي السابق لكل من سوريا وإيران والعراق. إنه لا سوريا ولا العراق بل ولا إيران ، كنّ ذات يوم من أتباع السوفييت ". لاشك إن فولفوفييتز يعرف ، أن فراغ السلطة ، بعد نهاية الحرب الباردة ، وسقوط كل من الاتحاد السوفييتي وجدار برلين ... فكيف يفكر إذن ( فولفوفيتز ) بالتعاون حتى غير المباشر والصداقة مع روسيا ؟ على العكس من ذلك ، أرادت أمريكا ، أن تستفيد ( من الحددث ) وتحدد مطالبها قبل " ان تدخل روسيا الحلبة كقوة عظمى وتضع لنا ( لأمريكا ) حدا " وهو ماحدث فعلياً في سوريا لاحقاً .
لقد قبلت موسكو مشروع تغيير النظام في أفغانستان ، لأنّ طالبان ، من وجهة نظر روسية ، كانت تمثل تهديدا لروسيا ، كما أنها انتقدت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ، ولكنها تركت الأمور تمر ، ولكن على مضض . كما أنه قد تم تجاوز الخط الأحمر من قبل الأمريكان وفق المنظور الروسي أيضاً 2011 في ليبيا ، وكان ذلك بحجة حماية المدنيين الليبيين . و قد توافقت أمريكا و بريطانيا العظمى وفرنسا. تحت هذا الشعار
Schutzmandat
، بينما تحفظت موسكو وبكين في التصويت على القرار ١٩٧٣ في مجلس الأمن .
إن انعدام الثقة بين موسكو وواشنطن ، قد أوضحه الموقف المتصلب لموسكو في سورية ، حيث لم يعد هناك مكان للحلول الوسط
Kompromisse
: فلا منطقة حظر جوي ، ولاتفاهم مع أي معارضة تعيش في المنفى ( خارج سوريا
Exil-Opposition
) . سوريا هي حديقتنا( والكلام لموسكو ) الخلفية ، تماماً كما هي حال أوكرانيا . إن التلاعب الغربي هنا ( في سوريا )، إنما يقع على الضد من أجندتنا ، ويتعلق الأمر بصورة أساسية ، بثلاث قواعد عسكرية لاأكثر ، أقامتها روسيا في سورية ، وهي نقاط الحماية الوحيدة لروسيا خارج حدود الإتحاد السوفييتي السابق . وعلى سبيل المقارنة فإن للولايات المتحدة ، أكثر من 700 قاعدة عسكرية ، في أكثر من 100 بلد . هذا وستطلب روسيا من أمريكا أن تخرج من سورية ، كما يتوقع فولفو فيتز. أما في حال نفي أمريكا لحالة انعدام الثقة مع روسيا ، فإن النار سوف تبقى تحت الرماد .