الرئيسة \  تقارير  \  "المدن" تكشف مسار التفاوض السوري الإسرائيلي ومضامينه

"المدن" تكشف مسار التفاوض السوري الإسرائيلي ومضامينه

03.07.2025
المدن



"المدن" تكشف مسار التفاوض السوري الإسرائيلي ومضامينه
خاص - المدن
الاربعاء 2/7/2025
كثر الكلام في الآونة الأخيرة، كما كثرت التسريبات والتصريحات، عن احتمال الوصول إلى اتفاق سلام أو تطبيع بين سوريا وإسرائيل. وكان أبرز ما جرى تسريبه من أخبار أو شائعات، هو عن سعي أميركي لجمع الرئيس السوري أحمد الشرع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الأكيد أن هناك مسارات تعمل عليها الولايات المتحدة الأميركية للوصول إلى اتفاق أو تفاهمات أو ترتيبات. والأكيد أيضاً أن ما يتم العمل عليه حالياً، هو الوصول إلى اتفاق على ترتيبات أمنية أو تفاهمات أمنية، مشابهة لاتفاقات حصلت سابقاً، لتكون نموذجاً مطوراً عن اتفاقية فض الاشتباك التي تم التوصل إليها في العام 1974.
بالتلازم مع السعودية
ما كان بارزاً هو تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بأن أي مدخل لاتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل هو أن تتخلى دمشق عن الجولان. في المقابل، هذا ما لا يقبل به الرئيس السوري أحمد الشرع أولاً، والذي -حسب مصادر متابعة- قال في أكثر من مكان إنه لا يمكنه التخلي عن الجولان، وليس ذلك وارداً في حسبانه. كما أنه يعتبر أن أي مسار للسلام لا بد أن يكون مرتبطاً بمسار عربي واضح، وخصوصاً إلى جانب السعودية، التي لا تزال تعلن أنها تتمسك بالمبادرة العربية للسلام.
تصرّ إسرائيل على أن يشمل أي اتفاق سلام على الإقرار السوري بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. وهي تتمسك به ولا يمكنها التخلي عنه. في المقابل، فإن الشرع يرفض ذلك بشكل كامل. مع ذلك، فإن الولايات المتحدة الأميركية تصر على الوصول إلى اتفاق أو تفاهمات، بغض النظر إذا ما سيُطلق عليه إسم "اتفاق سلام" أو "اتفاق تطبيع" أو "ترتيبات أمنية". ما يعني أن الاتفاق يهدف إلى إنهاء حالة العداء، وعدم حصول أي عمليات أمنية أو عسكرية من سوريا باتجاه إسرائيل من قبل أي فصيل، وليس بالضرورة أن يتم الوصول إلى فتح للحدود أو فتح للسفارات. كما أن جانباً من المفاوضات يشتمل على البحث في آلية انتشار القوات السورية وإلى أي فئات تنتمي. بمعنى أن لا يكون لها أي انتماء عقائدي يناصر فلسطين أو القضية الفلسطينية.
ترتيبات أمنية
في هذا السياق، يتم العمل على وضع آليات أمنية جديدة في الجنوب السوري، بالإضافة إلى الدخول في مفاوضات حول مسار الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي احتلتها بعد سقوط نظام بشار الأسد، وبعد تجاوزها لاتفاق فض الاشتباك. وتطالب إسرائيل بأن تتمكن دمشق من الإمساك بحدودها، وإن كان ذلك بناء على إشراف دولي أو بناء على تنسيق بين الجانبين، خصوصاً لجهة مواجهة أي تنظيمات أو فصائل لديها نية القيام بعمليات عسكرية ضد الإسرائيليين. وهذا يطال أكثر من طرف. لكن أكثر ما يركز عليه الإسرائيليون هم حلفاء إيران. خصوصاً أنه يتكاثر في الداخل الإسرائيلي الحديث عن وجود أعداء مشتركين لتل أبيب ولأحمد الشرع. والمقصود هنا إيران وحزب الله، وأنه لا بد من زيادة التنسيق في إطار مواجهتهما.
مزارع شبعا
كما تشتمل المفاوضات على إبعاد المزيد من عناصر وكوادر حركة حماس والجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية أخرى من سوريا، ومنع أي نشاط لهم. وكانت سوريا قد بدأت مساراً بهذا الشأن منذ فترة. ولكن المطلوب حالياً هو إخراج آلاف العناصر.
كذلك هناك تشديد إسرائيل على التنسيق لمنع حزب الله أو إيران من إعادة تثبيت نفوذهما في سوريا، وعدم جعل الجغرافيا السورية منطلقاً متقدماً في مواجهة إسرائيل.
كما أن تل أبيب تطالب في أن تتمسك سوريا بسيادتها على مزارع شبعا واعتبارها سورية وليست لبنانية. وأي اتفاق يمكنه أن يتطور أكثر من ذلك، ليطال بعض التعاون الاقتصادي أو في مجال الغاز، بالإضافة إلى كيفية إدارة المياه في حوض اليرموك.