الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا/ مؤتمر بروكسل حول سوريا

المانيا/ مؤتمر بروكسل حول سوريا

05.04.2017
هيثم عياش

بسم الله الرحمن الرحيم
برلين / ‏04‏/04‏/2017/ يمثل وزير الخارجية الالماني زيغمار جابرييل الحكومة الالمانية بمؤتمر المفوضية الاوروبية حول سوريا الذي سيعقد يوم غد الاربعاء 5 نيسان / ابريل ببروكسل .
وكانت المستشارة انجيلا ميركيل قد اشارت اثناء كلمة مقتضبة للصحافيين بعيد محادثات اجرتها مع رئيس وزراء لبنان سعد الحريري ان الحكومة الالمانية تريد حض مشاركي المؤتمر وضع مبالغ مالية اكثر لدعم اللاجئين والتخفيف عن الحكومة اللبنانية بعبء اللاجئين معتبرة المؤتمر ربما يساهم بوضع حد لماساة الشعب السوري .
ويعقد المؤتمر في ظل تقلبات الادارة الامريكية فمندوبة واشنطن بمجلس الامن الدولي نيكي هالي أشارت في وقت سابق من الاسبوع الماضي ان رحيل بشار اسد عن السلطة في سوريا لم يعد مطلب الادارة الامريكية ، بينما تطالب موسكو وطهران  وبعض الدول العربية والصين ببقاء بشار اسد  بمنصبه كما يؤيد بعض اقطاب ما يُطلق عليه بائتلفا قوى المعارضة السورية آراء موسكو وطهران ببقاء بشار اسد لفترة معينة دون ان يكون له اي وزن . هذه المطالب يعتبرها الاوروبيون غير منطقية ، كان آخرها تصريحا لرئيسة شئون السياسة الخارجية بالمفوضية الاوروبية وصاحبة الدعوة لمؤتمر سوريا فريدريسيا موغيريني التي أكدت ان الاوروبيين يرفضون بأي حال من الاحوال بقاء بشار أسد بمنصبه .
المؤتمر لن يكون بديلا عن مؤتمر جنيف الرابع والخامس اذ لم يستطع المؤتمرون تخطي مسافة خمسة سنتمترات عن مراوحة مواضيع محادثاتهم التي وصفها مراقبو مؤتمرات جنيف ومحادثات المعارضة مع وفد نظام بشار اسد مفاوضات الطرشان وبالتالي مفاوضات بين طالبي الحرية والدكتاتورية ، فالدكتاتورية لا تعطي لشعبها ما يريده بسهولة والشعب يجب عليه ان ينال طموحاته بيده .
ويرى مراقبو السياسة الاوروبية وعدم اهتمامها بالوضع في سوريا بشكل مرضي منذ اكثر من ثلاثة اعوام ، دعوة المفوضية الاوروبية لمؤتمر سوريا الشعور بالإثم ووخز الضمير فالاتحاد الاوروبي يلتزم الصمت عن جرائم الكرملين  بسوريا كما يلتزم الصمت عن جرائمه باوكرانيا فلولا تدخل موسكو الى جانب بشار اسد لانتهى ذلك النظام منذ الاشهر الاولى من بدء الانتفاضة السورية ، بيتما يعتقد مراقبون آخرون بان المفوضية الاوروبية تريد أثبات وجود الاتحاد الاوروبي بانه لا يزال قويا وسياسته الخارجية متراصة ، والمؤتمر لن يكون مغايرا عن جنيف وسيعود المؤتمرون وكان لم يحصل .
المؤتمر لن يعقد من اجل احلال السلام في ذلك البلد بل من اجل وضع مبالغ مالية تذهب في ريع مساعدة اللاجئين الذي وصل عددهم الى اكثر من ثلاث عشر مليون ونصف مليون  لاجئ ، فأي اتفاق يتم من اجل احلال السلام يجب تنفيذه بحزم وان يكون في سوريا وكلاء سلام بدل وكلاء حرب  بالنيابة على حد تعبير رئيس لجان شئن السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين. ويأتي  قصف طائرات روسية وتابعة للنظام السوري مناطق شيخون القريبة من مدينة ادلب بالغاز وراح ضحيته اكثر من مائة شخص هدية لمؤتمر بروكسل ..
فجريمة هذا اليوم تطالب ما يُطلق عليه بائتلاف قوى المعارضة السورية ولجنته العليا  المعنية بالمفاوضات قطع أي مؤتمر يعقد تحت ظل الامم المتحدة وقطع اي مفاوضات مع موسكو ومع واشنطن من اجل انهاء الحرب ببلادهم ، فبشار اسد سيبقى بمنصبه اذا ما استمر الائتلاف قبول اجتماع مع موسكو وممثلين عن نظام بشار اسد .
دعوة المفوضية الاوروبية لمؤتمر سوريا جاء متأخرا. فالاتحاد الاوروبي يعاني من ضعف قوته ويستطيع المرء ان يصفه برجل اوروبا المريض ، والمرض فيه ارتفاع ظاهرة الشعوبية واضمحلال قوة سياسته الخارجية وعدم وجود تضامن اوروبي اوروبي ، وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي  دليل واضح على ان الاتحاد يعاني من مرض الانهيار ، وهذا الانهيار لن يساهم بمساعدة الشعب السوري بانهاء ماساته .
اوروبا مصابة بعقدة نفسية من الاسلام ، فهي تعتقد انه اذا ما استلم الشعب السوري حكم دمشق من بشار اسد فوجهتهم الثانية بيت المقدس ، وهذا ما أكده وزير الخارجية الالماني السابق / الراحل / جويدو فيسترفيليه الذي أعلن بان اوروبا لن تقبل بذلك .
وما حك جسمك الا ظفرك وتولى انت جميع امورك