الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- وقف إطلاق النار في سوريا سخرية

المانيا- وقف إطلاق النار في سوريا سخرية

17.09.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 13‏/09‏/2016
التقى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير يوم أمس الاثنين 12 أيلول / سبتمبر لجنة حكماء السياسة الدولية برئاسة سكرتير عام المنظمة الدولية سابقا كوفي عنان ووزير خارجية الجزائر سابقا الاخضر الابراهي والرئيس الفنلندي السابق مارتي اهيتساري وذلك بالعاصمة برلين حيث تشاورا حول تطورات السياسة الدولية ولا سيما في سوريا والشرق الاوكراني ، اذ أبدى الجميع أملهم احترام وقف اطلاق النار في سوريا جراء اتفاقية تمت بين وزيري الخارجية الامريكي والروسي جون كيري وسيرجي لافروف في جنيف وذلك يوم السبت المنصرم 10 الشهر الجاري ، اذ رأوا بتثبيت وقف اطلاق النار خطوة مشجعة لعودة المعارضة السورية الى جنيف ومفاوضات يجروها مع وفد نظام سوريا للبحث في كيفية انهاء الحرب في سوريا .
لكن ضو لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني ناطق السياسة الخارجية لدى كتلة الخضر اوميد نوريبور ، رأى بخروقات نظام سوريا للهدنة التي دخلت حيز التنفيذ يوم أمس الاثنين ومقتل الكثير من الناس في حلب وغيرها دليل واضح على ان نظام سوريا يستغل خروج الناس من بيوتهم لزيارة اهاليهم والاطمئنان عنهم وبالتالي الاستفادة من استجابة المعارضة السورية المسلحة بوقف اطلاق النار من اجل كسب وقت لاسترداد مناطق خسرها لصالح الشعب السوري فاحتدام القصف الجوي الذي شاركت به روسيا وايران قبيل بدء الهدنة دليل واضح وأثناءها يوم أمس الاثنين  دليل قوي على عدم اهتمام النظام السوري باي اتفاقية لانهاء ماساة الشعب السوري والعالم اجمع له تجربة سيئة مع هذا النظام فقد تم على مدى الخمسة اعوام الماضية اكثر من اتفاق لوقف اطلاق النار ولم يصمد ساعة من نهار معتبرا طلب واشنطن وموسكو من الجيش السوري الحر قتال جيش فتح الشام وعدم التطرق الى جرائم ميليشيات ما يُطلق عليه بـ /حزب الله /  وميليشيات شيعية اخرى اضافة الى فرق من الجيش الايراني يقاتلون الى جانب بشار اسد غير عادل ومحاباة لاسد ونظامه الدموي معربا عن رأيه ان الحاجة ملحة تشكيل لجنة مستقلة لا تتبع واشنطن وموسكو تقوم بوساة بين الشعب السوري وممثليه وبين نظام  اسد على ان لا يكون لبشار اسد اي دور في سوريا كما ان الحاجة ملحة الضغط على ايران لأنها اول من بدأ الحرب ضد الشعب السوري بتدخلها الى جانب بشار اسد ونظامه وفرض مذهب التشيع بالترغيب والترهيب في سوريا وغيرها بمناطق الشرق الاوسط .
أما قائد الجيش الالماني السابق عضو هيئة رئاسة حلف شمال الاطلسي / الناتو / العسكرية  هارالد كويات ، فقد أعرب الى رايو / انيفو / الاخباري الذي يذيع بثه من برلين هذا اليوم الثلاثاء 13 أيلول / سبتمبر ، عن ارتياحه لاتفاقية وقف اطلاق النار في سوريا معتبر ذلك خطوة نحو خطط سياسية بامكانها انهاء مأساة الشعب السوري الا انه أعرب عن تشاؤمه التزام النظام السوري بالاتفاقية نظرا لوجود اختمامات مختلفة بالوضع في سوريا ووجود لاعبين كثيرون  بميدان القتال في سوريا والحاجة ملحة الضغط على الميليشيات سواء كانت من المدافعين عن الشعب السوري والمدافعين عن نظام اسد الالتزام بوقف اطلاق النار وابداء استعدادهم لحل سياسي في ذلك البلد على حد اقوالهم .
الاتفاق الامريكي الروسي الذي نجم عن الاعلان بتعاون عسكري بينهما لمحاربة الميليشيات الاسلامية بمقدمتهم تنظيم / داعش / والتركيز على جبهة فتح الشام / النصرة سابقا / يعتبر مؤامرة على جهاد الشعب السوري الذي يناضل منذ اكثر من خمسة اعوام لنيل حريته بذل من اجل ذلك النفس والنفيس ، وجبهة فتح الشام صنفتها الامم المتحدة ضمن لائحة الارهاب إثر الاعلان عن وجودها على الساحة السورية للدفاع عن الشعب السوري ، بينما لم تضع الامم المتحدة / داعش / ضمن لائحة الارهاب في وقت متأخر ، فالاتفاق الامريكي الروسي على مقاتلة الجبهة المذكورة وطلبهم من الجيش السوري الحر المشاركة بمحاربة الجبهة المذكورة يعني خوفا من احراز الجبهة بالتعاون مع الميليشيات الاسلامية الاخرى تحرير مدينة حلب بالكامل وبالتالي الحيلولة دون تقسيم سوريا الذي ترعى واشنطن بشكل علني وغير علني تقسيم ذلك البلد . الاتفاق الروسي الامريكي من اجل وقف اطلاق النار لن يستمر ويبقى هشا .
الاتفاق الامريكي الروسي ضحك على كل من يهتم بالوضع السوري ويسعى لانهاء ماساة الشعب السوري وبالتالي استهزاء بالمعارضة السوري في مقدمتها اللجنة العليا للمفاوضات  اذ لم تطالب واشنطن موسكو بسحب فرقها العسكرية من سوريا وقد خلى البيان من إدانة طهران التي وضعت جميع ثقلها العسكري والمالي والسياسي الى جانب بشار اسد لسط هيمنتها على سوريا والشرق الاوسط برمته .